الفصل الثاني:
ثانيا: محاربة اليهود للمسيحية والمسيحيين:
وهنا نُشير لأبرز ملامح اضطهاد اليهود للمسيحية
والمسيحيين في شئ من الإجمال، بينما يأتي التفصيل في موضعه بالفصل الرابع
ومن أبرز الاضطهادات التي لاقاها المسيحيين من خلال اليهود:
- ما خلده لنا القرآن الكريم من تلك المحاربة لعقيدة المسيحيين في مشهد
مروع لأصحاب الأخدود قال تعالى في سورة البروج:
[قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ(4)
النَّارِ ذَاتِ الوَقُودِ(5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ(6) وَهُمْ عَلَى مَا
يَفْعَلُونَ بِالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ(7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ
يُؤْمِنُوا بِاللهِ العَزِيزِ الحَمِيدِ(8) ]. {البروج}. ويقول صاحب الظلال – رحمه
الله - في تفسير تلك الآيات
هذه السورة القصيرة تعرض، حقائق العقيدة، وقواعد التصور الإيماني... أمورا عظيمة وتشع حولها أضواء قوية بعيدة المدى، وراء المعاني والحقائق المباشرة التي تعبر عنها نصوصها حتى لتكاد كل آية، وأحيانا كل كلمة في الآية - أن تفتح كوة على عالم مترامي الأطراف من الحقيقة.. والموضوع المباشر الذي تتحدث عنه السورة هو حادث أصحاب الأخدود.. والموضوع هو أن فئة من المؤمنين السابقين على الإسلام - قيل إنهم من النصارى الموحدين - ابتلوا بأعداء لهم طغاة قساة شريرين، وأرادوهم على ترك عقيدتهم والارتداد عن دينهم، فأبوا وتمنعوا بعقيدتهم. فشق الطغاة لهم شقا في الأرض، وأوقدوا فيه النار، وكبوا فيه جماعة المؤمنين فماتوا حرقا، على مرأى من الجموع التي
حشدها المتسلطون لتشهد مصرع الفئة المؤمنة بهذه الطريقة البشعة، ولكي يتلهى الطغاة بمشهد الحريق. حريق الآدميين المؤمنين: " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد "
- ما أنزله بهم نيرون الطاغية فقد ألقى بعضهم للوحوش الضارية تنهش أجسادهم،
وأُمر فطُليت أجساد بعضهم بالقار وأُشعلت لتكون مصابيح بعض الاحتفالات التي كان
يقيمها نيرون في حدائق قصره.(2) زكي شنودة: تاريخ الأقباط ج1 ص 101
- وفي القرن
الثاني كان المسيحيون أنجاسا لا يُسمح لهم بدخول الحمامات والمحال العامة، وكانوا
يُلقون بهم للوحوش الضارية تفترسهم في مدرج عام، يضم خصومهم الذين يحضرون للتلهي
بمشاهدة هذه المناظر (3) الاضطهاد الديني في المسيحية والإسلام ص 35
- وفي عهد
الإمبراطور دقلديانوس:
-
أمر بهدم
كنائس المسيحية.
-
وإعدام
كتبهم المقدسة وآثار آبائها
-
وقرر اعتبار المسيحيين
مدنسين سقطت حقوقهم المدنية
- والقبض على رجال الدين والزج بهم في السجون وتعذيبهم.(4) الاضطهاد الديني
في المسيحية والإسلام ص 40 و تاريخ الأقباط ص 108
- ويردد اليهود
في الزوهار ( الإنجيل الثاني للغيبيات في العالم:
- يجب على اليهودي السعي الدائم لغش المسيحيين، ومنْ يفعل خيرا للمسيحيين فلن
يقوم من قبره.
- ومن الخطب التي ألقيت في مؤتمر مجمع بناي بريث الذي عقد في باريس في
الثلث الأول من هذا القرن: أمرنا عددا من أبنائنا بالدخول في جسم الكاثوليكية مع
تعليمات صريحة بوجوب العمل الدقيق والنشاط الكفيل بتخريب الكنيسة من داخلها، عن
طريق اختلاق فضائح داخلية، وبذلك نكون قد عملنا بنصيحة أمير اليهود الذي أوصانا
بحكمة بالغة – دعوا بعض أبناءكم يكون كهنة و رعاة أبرشيات فيهدموا كنائسهم –
- ويقول اليهود
أيضا: نحن نشكر البروتستانت على إخلاصهم لرغباتنا برغم أن معظمهم وهم يُخلصون
الإيمان لديهم لا يعون مدى إخلاصهم لنا، إننا جد ممتنون للعون القيم الذي قدموه
لنا في حربنا ضد معاقل المدنية المسيحية استعدادا لبلوغ مواقع السيطرة الكاملة على
العالم.
- أما عن هدفهم
من وراء ذلك فيقولون:
ثم أخيرا لنتذكر دائما أن ملك اليهود
المنتظر لن يرضى بحكم العالم قبل خلع البابا عن كرسيه في روما... (5) شهود يهوه: عاطف عبد الغني ص 9
- كما يُنسب لليهود أنه لا يستقيم لهم الاحتفال بأعيادهم الدينية إلا مع
التضحية بقربان بشري لخلط دمه بفطائرهم التي يصنعونها في عيدي الفصح والبوريم، ومن
أول شروط الضحية أن تكون مسيحية، ويا حبذا لو كانت سليلة أبوين متدينين، وذك من
اجل الإله يهوه وتزيد الفرحة الإلهية حين ترتفع المكانة الدينية للضحية فيكون الدم
لكاهن أو قسيس... الخ ( وكم هي حوادث اختطاف المسيحيين التي شهدتها أوربا على يد
اليهود لذبحهم ) (6) شهود يهوه: عاطف عبد الغني ص 11 بتصرف
- الوقوف خلف
الجمعيات التي توجه نشاطها للنيل من الديانة المسيحية، ودعمها ماليا ومعنويا، ومنْ
تلك الجمعيات: جمعية فرسان المعبد، والصليب الوردي (7) مقارنة الأديان: د/ أحمد
شلبي ج 2 ص 322 بتصرف
- هذا مجرد جانب
بسيط من الكيد اليهودي للمسيحية والمسيحيين وما فعلوه بهم في الماضي البعيد
والحاضر القريب.راعينا فيه الإيجاز والتركيز على العموم دون الخوض في التفاصيل،
فهذا يحتاج إلى سرد طويل فسيرة أحفاد القردة والخنازير مع المسيحية حافلة بالكثير
من الأحداث، والآن ننتقل إلى اليهود والإسلام.