الفصل الثاني:
(أ) في القرآن الكريم
وأول خيط من خيوط مؤامرة اليهود ضد المسيحية موقفهم من السيد المسيح – عليه
السلام – فقد وقفوا ضده وحاكوا له الدسائس بل، وكادوا له ،فلما لم يُفلح ذلك
اجتهدوا في قتله، فلماذا فعلوا ذلك رغم أنهم كانوا ينتظرون خروجه وبعثه لهم ؟!
فعلوا ذلك لآن السيد المسيح – عليه
السلام – قد خيب ظنهم وأضاع آمالهم، فقد كانوا ينتظرون مسيحا يساعدهم في تحقيق
أطماعهم في العالم، فضلا عن
تحقيق رغباتهم وميولهم.
أما السيد المسيح – عليه السلام – فقد جاء لمحاربة أهم اتجاهين قد تأصلا في
الفكر اليهودي وهما:
- شغفهم بالمادة وإهمالهم الناحية الروحية فيهم.
- ادعائهم بأنهم شعب الله المختار، وادعاء أحبارهم أنهم الصلة بين الله
والناس وبدونهم لا تتم الصلة بين الخالق والمخلوق (1) د/ احمد شلبي: مقارنة
الأديان: ج 2 ص 53
ومن هنا فقد ارتاع اليهود وفزعوا على آمالهم وميولهم وأطماعهم ،التي أمنوا
بها دهرا طويلا حتى تأصلت في نفوسهم، ولذا اتخذوا قرارهم بضرورة الخلاص من السيد
المسيح – عليه السلام –
وذلك بعد سلسلة من الدسائس لم تُفلح في تحقيق هدفهم، فجدوا
في الخلاص منه بعد اضطهاده واضطهاد كل منْ يسير على دربه ومنهاجه قال تعالى على
لسان هؤلاء القتلة: [وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ
وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ
عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا] {النساء:157} [بَلْ
رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا] {النساء:158}
فلما انتهوا من قتل السيد المسيح – عليه السلام – حسب زعمهم وخرافتهم بل
وخزعبلاتهم، اتجهوا إلى كل منْ اعتنق فكره، وأمن به يذيقونهم ألوانا وصنوفا
من العذاب من اجل قتل المسيحية في أنفسهم فإما يتخلوا عنها أو يموتوا بها،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق