الفصل السادس: بني صهيون
تاسعا: فلسطين ما بين هجرة اليهود
وتهويد القدس.
(1) أحلام الصهيونية بين
الواقع والخيال:
الجزء الثاني
1915م بروتوكول دمشق
أرسل الشريف حسين ابنه "فيصل" إلى دمشق سنة (1333هـ =
1915م) ليتصل بزعماء الحركة القومية العربية ليعرض عليهم الموقف واتصالاته
بالإنجليز، واتفقت كلمة جميع من اتصل بهم فيصل على قبول عروض الإنجليز، وانعقد
رأيهم على زعامة الشريف حسين للثورة، وأعطى زعماء جمعيتي "العربية
الفتاة"، و"العهد" فيصل بن الحسين خريطة تعيّن حدود الدولة
العربية، وطالبوه أن يسعى الشريف حسين على أساسها لنيل الاستقلال، كذلك وضعوا
مخططًا للمطالب التي يريدون الشريف حسين أن يتفاوض على أساسها مع الإنجليز.. وهي
ما عرفت باسم "بروتوكول دمشق" الذي ينص على:
- أن تعترف بريطانيا باستقلال البلاد العربية الواقعة ضمن الحدود التي
تبدأ شمالاً: بخط مرسين- أطنة، ممتدًا على أورفة وماردين وجزيرة ابن عمر فحدود
فارس، وشرقًا: حدود إيران حتى الخليج، وجنوبًا: المحيط الهندي (ما عدا عدن)،
وغربًا: البحر الأحمر والأبيض حتى مرسين.
- إلغاء الامتيازات الأجنبية.
- عقد تحالف دفاعي بين بريطانيا والدولة العربية المستقلة.
- منح بريطانيا الأفضلية في الشؤون الاقتصادية.
1915م سايكس – بيكو
قبل أن تنتهي مفاوضات العرب والإنجليز، كانت بريطانيا قد دخلت في
مفاوضات سرية مع فرنسا وروسيا بدأت في (رجب 1334 هـ = مارس 1915م) لتقسيم الدولة
العثمانية فيما بينها بعد انتهاء الحرب، وهو الاتفاق الشهير الذي أصبح معروفًا
باسم "سايكس – بيكو" فيما بعد، وكان المبدأ الجوهري لهذه الاتفاقات هو
تصفية الدولة العثمانية في ظل مبدأ توازن القوى في حوض البحر المتوسط.. وبالتالي
فإن الحلفاء والعرب التقوا في نقطة واحدة هي تقويض الدولة العثمانية وهدمها لتحقيق
غاياتهم ومصالحهم، في ظل اشتراط ثمن معين يتقاضاه الشريف حسين نظير تعاونه في هذا
الأمر تمثل في إنشاء دولة عربية مستقلة.
والذي لا شك فيه أن اتفاق سايكس – بيكو استهدف توزيع أقطار العرب على
الحلفاء الغربيين، ولم يدر بخلد العرب أن التفاهم على قيام الدولة العربية
المنتظرة، سوف يؤدي إلى حرمان العرب من استقلالهم وحريتهم بالصورة التي نص عليها
اتفاق سايكس – بيكو.
1915م مراسلات الحسين – مكماهون
لم تمض أسابيع قليلة على عودة فيصل إلى
أبيه في مكة ومعه ميثاق دمشق، حتى بدأت المراسلات
بين الشريف حسين، والسير "آرثر هنري مكماهون" المندوب السامي
البريطاني، وقد بدأت في (29 شعبان 1333هـ = 14 يوليو 1915م) حتى (5 جمادى
الأولى 1335هـ = 10 مارس 1916م) وبلغ مجموع الرسائل المتبادلة فيها عشر
رسائل، وكان هدف الإنجليز منها إشعال الثورة ضد الأتراك.
حملت الرسالة الأولى التي بعثها حسين إلى
مكماهون مقترحات محددة بشأن حدود الدولة العربية
التي طالب باستقلالها، وأن توافق بريطانيا على إعلان خليفة عربي
للمسلمين، وألمح الشريف حسين أن هذه المطالب نهائية للبلاد العربية، ولا
يقبل العرب المساومة عليها، وفي (19 شوال 1333هـ = 30 أغسطس 1915م) بعث مكماهون
برده على رسالة الشريف، وموافقة بريطانيا على أن يكون الخليفة عربيًا
عندما تُعلن الخلافة، إلا أنه حاول إقناع الحسين بإرجاء الكلام في مسألة
الحدود المقترحة؛ بحجة أن الموضوع سابق لأوانه.
تركت هذه الرسالة أثرًا سيئًا في نفس الشريف
حسين، فكتب إلى مكماهون رسالة يعرب فيها
عن دهشته لتهربه من مسألة الحدود وهي مسألة جوهرية، وأوضح أن المفاوضات
مع مكماهون تتوقف على أمر واحد وهو الحدود المقترحة، وأوضح له أن مراوغة
بريطانيا تكمن في حرصها على عدم إزعاج فرنسا بسبب أطماع الأخيرة في بلاد
الشام، فأجابه مكماهون برسالة في (15 ذي الحجة 1333هـ = 24 أكتوبر 1915م) بتعهدات قوية في قيام الدولة العربية وحمايتها، وهي
التعهدات التي دخل على أساسها الشريف حسين الحرب إلى
جانب بريطانيا، واستند العرب عليها بعد ذلك في
مهاجمة بريطانيا واتهامها بنكث عهودها ووعودها التي قطعتها على نفسها،
واستثنت بريطانيا من هذه التعهدات بعض الأجزاء من آسيا الصغرى وسوريا،
ووجد الشريف حسين في ذلك أساسًا ملائمًا للمفاوضات من أجل تقريب وجهتي
النظر العربية والبريطانية والوصول إلى اتفاق نهائي لإعلان الثورة.
وفي 24 ذي
الحجة 1333هـ = 15 نوفمبر 1915م رد الحسين على مكماهون برسالة جاء فيها:
"رغبة في تسهيل الاتفاق وخدمة الإسلام واجتناب كل ما من شأنه تعكير صفو
المسلمين، واعتمادًا على نيات بريطانيا العظمى ومواقفها الحميدة فإننا نتنازل
عن إصرارنا على ضم مرسين وأطنة إلى المملكة" إلا أنه تمسك بولايتي: حلب
وبيروت، غير أن مكماهون بعث إليه برسالة أصر فيها على استثناء حلب وبيروت
من الدولة العربية، وحث الشريف على بذل الجهود لإعلان الثورة، فعاد الشريف
حسين إلى إرسال مكاتبة أخرى إلى مكماهون يبلغه فيها استعداده للتنازل
عن منطقة غرب دمشق، حلب، حمص، على أن يكون من حق العرب المطالبة بها
بعد انتهاء الحرب؛ تجنبًا لإلحاق الضرر ببريطانيا وحليفاته
وفي ( 5 جمادى الأولى 1335هـ = 10 مارس 1916م) بعث مكماهون برسالة إلى
حسين بموافقة بريطانيا على جميع مطالبه..
وهكذا انتهت المفاوضات بين حسين ومكماهون على
موافقة حسين على استبعاد محمية عدن ومرسين وجنوب العراق وحمص، على
أن يكون من حقه المطالبة بها بعد انتهاء الحرب
1915معاهدة دارين أو القطيف الى
عقدت بين بريطانيا وعبد العزيز بن سعود 1915م
أسباب
توقيع اتفاقية دارين 1915 م:
كانت بريطانيا قبل الحرب العالمية الأولى بصورة عامة تتحرك بحذر في
منطقة الجزيرة وكان الصراع السياسي بينها وبين الدولة العثمانية يسير ببطء وكانت
بريطانيا توجه عملائها في المنطقة بعدم التأثير المباشر والمكشوف على نفوذ الدولة
العثمانية التزاماً منها بالأعراف الدولية والعلاقات التي لا زالت تربطها بالدولة
العثمانية لهذا نجد أن بريطانيا كانت غير راضية عن استعجال ابن سعود في إبراز
خدماته الكبيرة لبريطانيا في القفز على هذه التوجيهات ففي عام 1911 م اجتمع شكسبير
مع ابن سعود وقال له: (إن بريطانيا لن تقدم الدعم لأي زعيم عربي يحاول التخلص من الأتراك
حيث أن لبريطانيا علاقات صداقة بهم..)
وقبل نشوب الحرب العالمية الأولى بأشهر أصبح الصراع السياسي في
المنطقة بين بريطانيا والدولة العثمانية قد بلغ ذروته والذي ينطلق من المبنى الذي
تبنته بريطانيا في أنها وريثة ممتلكات الدولة العثمانية في منطقة الخليج والجزيرة
والعراق والأردن وفلسطين والذي تقرر هذا نهائياً في معاهدة سايكس ـ بيكو بين بريطانيا
وفرنسا عام 1916 م في موسكو، لذلك حاولت بريطانيا أن تُعلم الدولة العثمانية من
خلال اتفاقيات وقعتها مع ابن سعود أن موقعها في منطقة الجزيرة أصبح ضعيفاً كموقفها
في الخليج.
قامت بريطانيا في مارس عام 1914 م بإجراء اتفاق مع ابن سعود عن طريق
ممثلها (آرثر باريت) تعهد فيه ابن سعود بتقديم كل مساعدة ممكنة ضد الأتراك واعترف
ببقاء البحرين تحت سيطرة بريطانيا وضمان المحافظة على رعايا بريطانيا وتجارتها في
الخليج من أي طرف
وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى ودخول الدولة العثمانية إلى جانب
ألمانيا ضد بريطانيا وحلفائها لم يعد لبريطانيا أي تعهد لتركيا وإنما عملت على
تقويض نفوذها في المنطقة. ولما كان ابن سعود هو الذي اختارته لتنفيذ سياستها في
الجزيرة أرادت أن تربطه باتفاقية رسمية تكون فيها الأمور واضحة لجميع الأطراف وان
تحكم تبعية بني سعود خوفاً من تغيير الظروف كما أن بريطانيا بعد نشوب الحرب
العالمية الأولى ودخول تركيا بجانب ألمانيا تريد تثبيت حقوقاً لها بعد نهاية الحرب
ضمن نظرية تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية المطروحة في مناقشات الدول الاستعمارية
قبل الحرب، كما أنها أرادت أن تعلن للجميع أن ابن سعود هو موظفها الذي لا يجوز لأحد
التعرض له كما أنها أرادت أن تمسك بورقة قوية أثناء مباحثاتها مع فرنسا حول تقسيم
ممتلكات الدولة العثمانية.
ومن خلال هذه الاتفاقية والتي أظهرت تبعية بني سعود بصورة كاملة
لبريطانيا وبذلك أصبحت المنطقة تحت السيطرة الكاملة لها أرادت أيضاً أن تظهر للرأي
العام الإنكليزي جدوى دعمها لبني سعود.
ومن خلال هذه الاتفاقية أرادت بريطانيا أيضاً أن تقدم نموذجاً
لمواصفات العملاء في المنطقة والذين يرغبون في طرح أنفسهم كموظفين لبريطانيا
جون
فيلبي كبير الجواسيس البريطانيين في الجزيرة العربية يقود قوات عبد العزيز
آل سعود لتثبيت الإحتلال السعودي لمناطق الجزيرة العربية
نص
اتفاقية دارين 1915 م
في شهر ديسمبر عام 1915 سافر (كوكس) المقيم البريطاني في الخليج
يرافقه (فيلبي) إلى القطيف واجتمع بعبد العزيز بن سعود في جزيرة دارين وتم توقيع
اتفاقية حملت اسم الجزيرة يوم 26 ديسمبر عام 1915 م نصت على ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
لما كانت الحكومة البريطانية من جهة وعبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل
آل سعود حاكم نجد والاحساء والقطيف والجبيل والمدن والمراسي التابعة لها، بالأصالة
عن نفسه وورثته وحلفائه وعشائره من جهة أخرى، راغبين في توطيد الصلات الودية التي
مر عليها وقت طويل ما بين الطرفين وتعزيزها لأجل توثيق مصالحهما، فقد عينت الحكومة
البريطانية اللفتننت كولونيل السير برسي كوكس المعتمد البريطاني في خليج فارس
مفوضا من قبلها ليعقد معاهدة مع عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود.
أتناء الحرب العالمية الأولى سعت بريطانيا لإقرار نوع من الوفاق
المؤقت بين عبد العزيز والشريف حسين، يحول
دون مهاجمة عبد العزيز للشريف حسين أو تهديده له. و من المعروف أن بريطانيا كانت
في ذلك الوقت تفاوض الشريف حسين للانتفاع بمركزه كشريف مكة، وسليل الهاشميين في
مقاومة الأتراك. وهكذا عقدت بريطانيا مع عبد العزيز "معاهدة صداقة" عرفت
بمعاهدة القطيف (1915م). وكانت في غير صالح عبد العزيز لما تضمنته من الشروط التي
تحد من سيادته.
وقد اتفق اللفتننت كولونيل السير برسي كوكس وعبد العزيز بن عبد الرحمن
بن فيصل آل سعود وأبرما المواد الآتية:
1 ـ تعترف الحكومة البريطانية وتقر أن نجدا ًوالاحساء والقطيف والجبيل
وتوابعها والتي يبحث فيها، وتعين أقطارها فيما بعد ومراسيها على خليج فارس، وهي
بلاد ابن سعود وآبائه من قبل، وبهذا يُعترف بابن سعود المذكور حاكماً عليها
مستقلاً ورئيساً مطلقا على قبائلها، وبأبنائه وخلفائه بالإرث من بعده، على أن يكون
ترشيح خلفه من قبله ومن قبل الحاكم بعده وان لا يكون الحاكم المرشح مناوئاً
للحكومة البريطانية بوجه من الوجوه، خاصة فيما يتعلق بشروط هذه المعاهدة
2 ـ إذا حدث اعتداء من قبل إحدى الدول الأجنبية على أراضي الأقطار
التابعة لابن سعود وخلفائه بدون مراجعة الحكومة البريطانية، وبدون إعطائها الفرصة
للمخابرة مع ابن سعود وتسوية المسألة فالحكومة البريطانية تعاون ابن سعود، بعد
استشارته، إلى ذلك القدر وعلى تلك الصورة الذين تعتبرهما الحكومة البريطانية
فعالتين لحماية بلدانه ومصالحه.
3 ـ يتفق ابن سعود، ويعد بأن يتحاشى الدخول في مراسلة أو وفاق مع أية
امة أجنبية أو دولة، وعلاوة على ذلك بأن يبلغ حالاً إلى معتمدي السياسة من قبل
الحكومة البريطانية عن كل محاولة من قبل أية دولة أخرى في أن تتدخل في الأقطار
المذكورة سابقاً.
4 ـ يتعهد ابن سعود بان لا يسلم ولا يبيع ولا يرهن ولا يؤجر الأقطار
المذكورة ولا قسماً منها، ولا يتنازل عنها بطريقة ما، ولا يمنح امتيازا ضمن هذه الأقطار
لدولة أجنبية أو لرعايا دولة أجنبية بدون رضى الحكومة البريطانية وبان يتبع
مشورتها دائماً وبدون استثناء على شرط أن لا يكون ذلك مجحفاً بمصالحه الخاصة.
5 ـ يتعهد ابن سعود بحرية المرور في أقطاره على السبل المؤدية إلى
المواطن المباركة، وان يحمي الحجاج في مسيرهم إلى المواطن المباركة ورجوعهم منها.
6 ـ يتعهد ابن سعود كما تعهد آباؤه من قبل بان يتحاشى الاعتداء على أقطار
الكويت والبحرين ومشايخ قطر وسواحل عمان التي هي تحت حماية الحكومة البريطانية
والتي لها صلات عهدية مع الحكومة المذكورة وألا يتدخل في شؤونها، وفي تخوم الأقطار
الخاصة بهؤلاء التي ستعين فيما بعد.
7 ـ تتعهد الحكومة البريطانية وابن سعود على عقد معاهدة أكثر تفصيلاً
من هذه على الأمور التي لها مساس بالفريقين.كتب في 18 صفر سنة 1334 الموافق 26
ديسمبر سنة 1915 م.
10 يونيو 1916م قيام الثورة العربية
فرحا وأطلق أول رصاصة من قلعة الأتراك بمكة إعلانا ببدء المعركة
أعلن الشريف حسين الثورة على الدولة العثمانية في (9 شعبان 1334هـ =
10 يونيو 1916م) وأطلق بنفسه في ذلك اليوم أول رصاصة على قلعة الأتراك في مكة؛
إيذانًا بإعلان الثورة، وعزز حركته بمنشور أذاعه اتهم فيه الاتحاديين في تركيا بالخروج
على الشريعة الإسلامية، وجاء فيه: "وانفصلت بلادنا عن المملكة العثمانية
انفصالاً تامًا، وأعلنا استقلالاً لا تشوبه شائبة مداخلة أجنبية ولا تحكم
خارجي"، واستطاعت القوات العربية الثائرة أن تستولي في أقل من ثلاثة أشهر على
جميع مدن الحجاز الكبرى باستثناء المدينة المنورة التي بقيت محاصَرة إلى نهاية
الحرب العالمية الأولى، ولم يلبث أن بويع الشريف حسين ملكًا على العرب.
وقد نسفت القوات العربية بقيادة الأمير فيصل سكة حديد الحجاز، واحتلت
ينبع والعقبة، واتخذ الثوار العرب من العقبة نقطة ارتكاز لهم، ثم أخذ فيصل يتقدم ليحارب
الأتراك في منطقة شرقي الأردن، وبذلك قدم للحلفاء أكبر مساعدة؛ حيث استطاع اللورد
"اللنبي" قائد القوات الإنجليزية أن يدخل القدس بمعاونة العرب، كما أن
احتلال الثوار العرب للمنطقة شرقي معان قد حمى ميمنة القوات البريطانية في فلسطين
من هجمات الأتراك عليها في منطقة بئر سبع والخليل، وحمى خطوط مواصلاتها، ولم تلبث
القوات العربية أن تقدمت في (ذي الحجة 1336هـ= سبتمبر 1918م) فاحتلت دمشق واصطدمت
بالأتراك قبل أن يدخلها اللنبي، ولم يمض أكثر من شهر حتى زال النفوذ العثماني من
سوريا، بعد أن أمضى بها أربعة قرون.
والواقع أن الكثيرين من رواد الإصلاح أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، وعلى
رأسهم الشيخ محمد رشيد رضا عندما علموا أن الأسطول الإنجليزي هو الذي أسقط ثغور
جدة ورابغ وينبع وغيرها من موانئ الحجاز، وأن ثغر بورسودان كان القاعدة التي انطلق
منها الأسطول الإنجليزي لدعم ثورة الشريف حسين، وازداد شعورهم بالخيبة عندما وجدوا
ضباط إنجلترا وفرنسا هم الذين يقودون القبائل العربية مثل اللنبي وكوكس وكاترو
وغورو، والضابط الشهير لورانس، ووصل الأمر ببعض هؤلاء الضباط إلى ركل قبر الناصر
صلاح الدين، وإعلانه أن آخر الحروب الصليبية قد انتهت بدخول القدس، ثم تكرست
المرارة والحسرة عندما ارتفعت أعلام بريطانيا وفرنسا على المناطق التي قاتل فيها
العرب، ولم يكن بينها علم الدولة العربية المنتظرة.
وحاول الشيخ رشيد رضا أن يلفت نظر الشريف حسين إلى خطورة ما أقدم
عليه؛ لأن العدو الحقيقي هو الاستعمار الغربي لا الدولة العثمانية، إلا أن بريق
المصلحة وأحلام المُلك والعرش كانا قد سيطرا على خيال الشريف حسين، فلم يستمع إلى
صوت ناصح أو حكيم، وإنما أمر بمنع دخول مجلة "المنار" التي يصدرها الشيخ
رشيد رضا من دخول مكة.
اللمبي والأمير فيصل
1916 خيب الحلفاء آمال الشريف حسين
فنصب نفسه ملكا على
العرب (29اكتوبر 1916) ولكن بريطانيا وفرنسا وايطاليا اعترفوا به ملكا
على الحجاز فقط
لم يعلم العرب باتفاق سايكس-بيكو إلا عندما أعلنه البلاشفة بعد قيام
ثورتهم في روسيا، وتأكد العرب أن الاتفاق أهمل تأسيس خلافة عربية، وأعطى بعض أجزاء
من الدولة العربية المنتظرة لفرنسا، وأثار هذا الاتفاق حفيظة العرب، إلا أنهم مضوا
في ثورتهم بعد الحصول على طمأنات من البريطانيين، ونجح العثمانيون في تصوير الشريف
حسين على أنه خائن للإسلام متحالف مع الدول المسيحية ضد دولة إسلامية، إلا أن
الخلافات الحقيقية بين العرب والإنجليز تعمقت وظهرت مع إطلاق بريطانيا لوعد بلفور
في (المحرم 1336هـ=نوفمبر 1917م)، وتعهدت فيه بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين،
ثم كانت الصدمة الثانية للعرب في انعقاد مؤتمر "سان ريمون" في (شعبان
1339هـ=إبريل 1920م) وتقرر فيه وضع القطاع العربي الشمالي الممتد من البحر المتوسط
إلى فارس تحت الانتداب، فأعطيت بريطانيا الانتداب على العراق وفلسطين وشرقي
الأردن، وأعطيت فرنسا الانتداب على سوريا ولبنان.
وهكذا دخل الشرق العربي في مرحلة الاستعمار الأوروبي وتجزئة المنطقة
العربية إلى وحدات وكيانات سياسية تكافح الاستعمار الأوروبي بعد اختفاء الدولة العثمانية،
وكان نصيب الشريف حسين من ثورته، تمجيد القوميين والغربيين له في كتب التاريخ
بوصفه قائد "الثورة العربية الكبرى".. والحق أنها كانت الخيبة العربية
الكبرى.
أتاتورك في لقاء مع الملك عبد الله الأول بن الحسين
1917م أثناء الحرب
العالمية الاولى عين في 1917م مصطفى كمال قائدا لجبهة فلسطين وكان قد وصل إلى رتبة لواء أي باشا وصار مساعداً لقائد الجيش الثاني، فعمل في السر
صفقة مع الجنرال البريطاني "اللنبي" وتم الاتفاق بان ينسحب الجيش التركي
وهكذا دخل الجيش البريطاني فلسطين.
1917 اتفاقية "سان جان دي
مورين" (St.Jean de Maurienne)
علمت الحكومة الإيطالية بشروط اتفاقية "سايكس - بيكو" في
أوائل سنة 1917 على الرغم من سريتها في الأصل. وعلى أثر ذلك ضغطت إيطاليا على
الدول الثلاث الأخرى؛ لتُعين بالضبط المطالب الإيطالية في آسيا الصغرى التي أشير
إليها إشارة مبهمة بكونها "المنطقة المتاخمة لولاية أداليا" في معاهدة
لندن سنة 1915.
وفي 17 نيسان (أبريل) سنة 1917 اجتمع رؤساء وزارات بريطانيا العظمى
وفرنسا وإيطاليا الحق باقتطاع رقعة واسعة من البلاد التركية الأصلية الواقعة في
الجنوب الغربي من الأناضول (مدينة "أزمير" وولايتها و"سناجق
منتشة" و"أدميا" و"إيجيلي"، والقسم الأعظم من ولاية
"قونية")، وحصلت إيطاليا بالإضافة إلى ذلك على منطقة نفوذ في شمال
أزمير.
وكانت اتفاقية "سان جان دي موريين" أخر وثيقة تم التفاهم
بموجبها بين الحلفاء على تقسيم البلاد العثمانية، وكان لابد أن يؤيدها الروس الذين
لم يحضروا المؤتمر، ولكن لم يتم هذا التفاهم مطلقا بسبب التبدل الثوري الذي طرأ
على الحكومة في روسيا.
1917م تصريح بلفور أو وعد
بلفور في 2 نوفمبر عام 1917
رفض وايزمان عام 1903 فكرة اختيار أوغندا مكانا بديلا لليهود ينشئون
عليه دولتهم بعيدا عن فلسطين, وقال عام 1906 أثناء مقابلته لجيمس آرثر بلفور
"إن اليهود يعتقدون أن استبدال فلسطين بأي بقعة أخرى في العالم نوع من الكفر،
فهو أساس التاريخ اليهودي، ولو أن موسى نفسه جاء ليدعو إلى غيرها ما تبعه أحد,
وسيأتي اليوم الذي سننجح فيه في استعادة بلادنا, فهذا أمر لا شك فيه".
كان من أهم إنجازات وايزمان
خلال الحرب العالمية الأولى حيث ساعدت اكتشافاته العلمية وبالأخص مادة
"الأسيتون" في تقربه من القيادات السياسية والعسكرية البريطانية التي
راح يلح عليها في استصدار قرار بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فكان وعد بلفور
عام 1917.
وبعد قبول الوزارة البريطانية النقاط الرئيسية في المسودة التي قدمها
الصهاينة، أرسل اللورد بلفور في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة1917 الكتاب التالي
إلى اللورد "روتشيلد":
عزيزي اللورد "روتشيلد":
يسرني جدا أن أنقل لكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة تصريح العطف
الآتي على الأماني اليهودية الصهيونية الذي عرض على الوزارة فأقرته.
" إن حكومة جلالته تنظر بعين الارتياح إلى إنشاء وطن قومي في
فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل أحسن مساعيها لتسهيل بلوغ هذه الغاية، وليكن معلوما
بجلاء أنه لن يعمل شيء من شأنه أن يجحف الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها
الطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين، أو الحقوق التي يتمتع بها اليهود في أي
بلد آخر والمركز السياسي الذي هم فيه، وسأكون ممتنا إذا عرضتم هذا التصريح على
الاتحاد الصهيوني ليطلع عليه."
المخلص: آرثر جيمس بلفور
ديفيد لويد جورج
1918 اتفاقية "كليمنصو – لويد
جورج":
احتل البريطانيون منطقة الموصل إثر الحملة الحربية التي شنوها على
بلاد ما بين النهرين، ولما كان معظم القتال الذي حصل في الشرق الأوسط قد خاض غماره
البريطانيون وحدهم، فقد كانوا يعتقدون بأن شيئا من التعديل لابد أن يدخل على
معاهدة "سايكس - بيكو" تعويضا لما فعلوه.
وفي أثناء زيارة "كليمنصو" للندن في كانون الأول (ديسمبر)
1918، توصل رئيس الوزارة الفرنسية ورئيس الوزارة البريطانية إلى اتفاق وافقت فيه
فرنسا على إدخال منطقة الموصل (الداخلة في المنطقة الفرنسية من قبل) في دائرة نفوذ
بريطانيا، ووعدت فرنسا لقاء ذلك بحصة من ثروات النفط الموجودة في شمال ما بين
النهرين.
فيصل مع وايزمان يرتديان زي عربي 1918
1918 زيارة وايزمان الثانية لفلسطين
وتقابله مع الأمير فيصل بن الحسين:
كانت المرة الأولى التي سافر فيها وايزمان إلى فلسطين عام 1908 حينما
اتهمه خصومه السياسيون بأنه يجاهد من فوق المنابر بالكلمات ولا يعرف شيئا عن أوضاع
اليهود هناك ولا يتحمل العيش وسطهم. ووجد بعد سفره أن اليهود في فلسطين يعملون في
مزارع المليونير اليهودي روتشيلد وليس عندهم روح المغامرة ويغلب عليهم التواكل،
فلما عاد مرة أخرى إلى بريطانيا قرر العمل بأسلوب مختلف يعتمد على تشجيع الهجرة
إلى فلسطين على أن يعتمد اليهود على أنفسهم وسواعدهم في العيش هناك.
والمرة الثانية التي سافر فيها إلى فلسطين كانت عام 1918 ضمن وفد
صهيوني قررت الحكومة البريطانية إرساله إلى هناك لدراسة الأوضاع على الطبيعة في
ضوء تصريح بلفور وقد نصحه اللنبي قائد القوات البريطانية في فلسطين بزيارة الأمير
فيصل ابن الشريف حسين أمير مكة وقائد الجيش العربي وقتئذ، فقابله وربط بينهما
صداقة استمرت مدى الحياة. وفي تلك الزيارة وضع حجر الأساس للجامعة العبرية التي
افتتحت بعد ذلك بسبع سنوات (1925).
الملك سعود آل سعود وجون فلبي البريطاني
1918 نشأة الجمعيات الإسلامية ـ
المسيحية:
الجمعيات الإسلامية كان تأليفها أولى محاولات العمل السياسي العربي
الفلسطيني المنظم في ظل الحكم العثماني
المباشر. تألفت وفقاً لقانون الجمعيات العثماني.
كانت الجمعية الإسلامية ـ المسيحية الفلسطينية
في يافا من أول هذه الجمعيات سنة 1918 برئاسة الحاج راغب أبو السعود الدجاني.
الأهداف:
• المحافظة
على حقوق أبناء الوطن المادية والأدبية.
• الاهتمام
بشؤون الوطن الزراعية والاقتصادية والاجتماعية.
• إحياء
العلم وتهذيب النفوس الناشئة وصقل الروح الوطنية .
• العضوية
مفتوحة لكل مواطن مسلم أو مسيحي.
موقف الانتداب منها:
اعترفت بها السلطات البريطانية كهيئة ممثلة لسكان البلاد العرب.
تركيبة هذه الجمعيات وجوهر عملها:
1. كانت
قيادة هذه الجمعيات تمثل رأس الهرم الاجتماعي الموروث من العهد العثماني.
2. زعمائها
من الأسر الثرية من كبار الملاك والتجار والأعيان ورجال الدين.
3. كانت تمثل
النخب وذلك واضحاً في المؤتمر العربي الفلسطيني الأول ـ برئاسة "عارف
الدجاني".
وقد اعتمدت هذه الجمعيات اعتمدت أسلوب النضال السياسي السلبي لتحقيق
المطالب العربية، والعمل على بريطانيا في الصراع القائم بين العرب والصهيونية تؤمن
بإمكانية توافق المصالح البريطانية مع المصالح العربية.
1919 نشأة الحزب
العربي:
تأسس سنة 1919 و لم يخرج إلى الوجود بشكل رسمي، وذلك لظهور
الوثيقة الوطنية التي ظهرت بعد تصريح بلفور كانت بمثابة الضربة القاضية له إذ كان
يضم الأفراد الذين يميلون إلى سلطة الانتداب.
1919مؤتمر باريس للسلام عام 1919مؤتمر باريس للسلام 1919م هو
اجتماع نُظم في باريس من قبل الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى
للتباحث في أمور السلام بين الأطراف المنتصرة في الحرب (فرنسا وبريطانيا والولايات
المتحدة والإمبراطورية الروسية) من جهة والخاسرة (الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية
النمساوية المجرية والدولة العثمانية وبلغاريا) من جهة أخرى. بدأ المؤتمر أعماله
في 18-1-1919م واختتم في 21-1-1919م. تمخض المؤتمر عن معاهدة فرساي التي فرضت
عقوبات شديدة على الدول المهزومة.
الأمير فيصل بن الحسين
1919 اتفاقية "فيصل -
وايزمن":المؤرخة في 3 كانون الثاني (يناير) 1919.
اتفاقية "فيصل - وايزمان":المؤرخة في 3 كانون الثاني
(يناير) 1919.
لقد كتبت هذه الاتفاقية باللغة الإنكليزية، أما تحفظ "فيصل"
فقد أدرج بالعربية في الفراغ الذي يلي المادة الأخيرة مباشرة، وقد نالت الترجمة
التقريبية التي قام بعملها "ت. إ. لورنس" في ذلك الحين رواجا، وبخاصة في
صحيفة التايمز الصادرة في العاشر من حزيران (يوينو) سنة 1936، وفي تقرير لجنة
التحقيق الملكية لفلسطين، بوصفها ترجمة موثوقة للأصل، ولكن الحقيقة أن
"ترجمة" لورانس هذه ما هي ألا شرح يفتقر إلى الضبط، وهو مضلل إلى حد ما.
والتاريخ المدرج على الاتفاقية هو الثالث من كانون الثاني (يناير) سنة
1919، ولكن بعض الباحثين يشكك في التاريخ؛ إذ يبدو محتملا من الشواهد التي تضمنها
تحفظ فيصل أن الاتفاقية قد وقعت في تاريخ لاحق، لا يقع قبل 4 كانون الثاني (يناير)
على أي حال.
نص اتفاقية "فيصل - وايزمان"
إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية
والقائم بالعمل نيابة عنها، والدكتور "حاييم وايزمان" ممثل المنظمة
الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنها، يدركان القرابة الجنسية والصلات القديمة
القائمة بين العرب والشعب اليهودي، ويتحققان أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافها
الوطنية؛ هو في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون في سبيل تقدم الدولة العربية
وفلسطين، ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي يقوم بينهما فقد اتفقا
على المواد التالية:
1- يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين أقصى
النوايا الحسنة والتفاهم المخلص، وللوصول إلى هذه الغاية تؤسس ويحتفظ بوكالات
عربية ويهودية معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما.
2- تحدد بعد إتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرة الحدود النهائية بين
الدولة العربية وفلسطين على يد لجنة يتفق على تعيينها في قبل الطرفين المتعاقدين.
3- عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها
تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر
تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1917.
4- يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على
مدى واسع، والحث عليها وبأقصى ما يمكن من السرعة؛ لاستقرار المهاجرين في الأرض عن
طريق الإسكان الواسع والزراعة الكثيفة، ولدى اتخاذ مثل هذه الإجراءات يجب أن تحفظ
حقوق الفلاحين والمزارعين المستأجرين العرب، ويجب أن يساعدوا في سيرهم نحو التقدم
الاقتصادي.
5- يجب أن لا يسن نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة في ممارسة
الحرية الدينية، ويجب أن يسمح على الدوام أيضا بحرية ممارسة العقيدة الدينية
والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفضيل، ويجب أن لا يطالب قط بشروط دينية لممارسة
الحقوق المدنية أو السياسية.
6- أن الأماكن الإسلامية المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين.
7- تقترح المنظمة الصهيونية أن ترسل إلى فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم
بدراسة الإمكانيات الاقتصادية في البلاد، وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض
بها، وستضع المنظمة الصهيونية اللجنة المذكورة تحت تصرف الدولة العربية بقصد دراسة
الإمكانيات الاقتصادية في الدولة العربية، وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض
بها، وستستخدم المنظمة الصهيونية أقصى جهودها لمساعدة الدولة العربية بتزويدها
بالوسائل لاستثمار الموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية في البلاد.
8- يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم لتأمين جميع
الأمور التي شملتها هذه الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح.
9- كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة
البريطانية للتحكيم.
وقع في لندن، إنجلترا، في اليوم الثالث من شهر كانون الثاني يناير سنة
1919.
(ترجمة تحفظات "فيصل" عن الإنكليزية):
يجب أن أوافق على المواد المذكورة أعلاه:
بشرط أن يحصل العرب على استقلالهم كما طلبت بمذكرتي المؤرخة في الرابع
من شهر كانون الثاني (يناير) سنة 1919 المرسلة إلى وزارة خارجية بريطانية العظمى،
ولكن إذا وقع أقل تعديل أو تحويل (يقصد بما يتعلق بالمطالب الواردة بالمذكرة)،
فيجب أن لا أكون عندها مقيدا بأي كلمة وردت في هذه الاتفاقية التي يجب اعتبارها
ملغاة لا شأن ولا قيمة قانونية لها، ويجب أن لا أكون مسئولا بأية طريقة مهما كانت.
فيصل بن حسين
حاييم وايزمان
ملاحظة: أخفت الحكومة البريطانية مذكرة الأمير فيصل المشار إليها.
والغريب أنهم خططوا لاقتسام الحلفاء، ولم يجرؤوا على التخطيط لاقتسام
(ألمانيا) العدو الأصلي، بل وأطلقوا وعد بلفور الحقير، قبل حتى أن يتملكوا ما
يعدون به.
وفى عام 1918 وبعد كفاح مرير وهزائم متكررة اضطرت ألمانيا إلى
الاستسلام بعدما انتصر الحلفاء وأعلن انتهاء الحرب العالمية الأولى بتاريخ
14/2/1918م، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان الجمهورية في ألمانيا وطرد القيصر
بتاريخ 9/2 لذا فقد أحس الألمان بحقد دفين على أوروبا، حيث تلقوا طعنة نجلاء من
الخلف،ولعل ذلك ما مهد للحرب العالمية الثانية بعدها بثلاثة عقود تقريبا.
هذا وقد أنفقت قوات الحلفاء في الحرب حوالي 57.7 مليار دولار، وقتل
فيها ما يزيد عن 20 مليون نسمة -منهم أكثر من 35 ألف مسلم- بخلاف الأسرى
والمشردين.
1919معاهدة فرساي:
هي المعاهدة التي أسدلت
الستار بصورة رسمية على وقائع الحرب العالمية الأولى. وتم التوقيع على المعاهدة
بعد مفاوضات استمرت 6 أشهر بعد مؤتمر باريس للسلام عام 1919. وقّع الحلفاء
المنتصرون في الحرب العالمية الأولى من جانب اتفاقيات منفصلة مع القوى المركزية
الخاسرة في الحرب (الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية
والدولة العثمانية وبلغاريا). تم توقيع الاتفاقيات في 28 يونيو 1919. وتم تعديل
المعاهدة فيما بعد في 10 يناير 1920 لتتضمّن الاعتراف الألماني بمسؤولية الحرب
ويترتب على ألمانيا تعويض الأطراف المتضرّرة مالياً. وسمّيت بمعاهدة فرساي تيمناً
بالمكان الجغرافي الذي تمّ فيه توقيع المعاهدة وهو قصر فرساي الفرنسي
تفجير في يافا بالديناميت خلال أحداث الثورة
1919م ثورة يافا
في 11 أيار 1919م ونتيجة لازدياد أعداد المهاجرين اليهود إلى فلسطين
قام العرب الفلسطينيون في مهاجمة مركز الهجرة الصهيونية في يافا، وقفت بريطانيا
إلى جانب اليهود واستمر القتال لمدة خمسة عشرة يوما نتج عنها مقتل ستون فلسطينيا
وجرح منهم اكثر من ستمائة وقتل من اليهود أربعون شخصا.
أضاءة بريطانية عالية عند بوابة يافا بالقدس خلال أحداث الثورة
1919 وكان الوفد البريطاني إلى
مؤتمر الصلح في باريس قد طلب من المنظمة الصهيونية العالمية صوغ
مقترحاتها بشان الانتداب على فلسطين في مشروع متكامل، فوضعته وقدمته إلى الحكومة
البريطانية في 15 تموز (يوليو) 1919
فبعد أن دخل العرب سوريا وتم تحريرها الكامل من الحكم العثماني تشكلت
حكومة برئاسة الملك فيصل الأول ابن الشريف حسين حيث عقد أهل البلاد السورية بمن
فيهم الأردنيون مؤتمراً وطنياً قرر في 8 آذار 1920م إعلان استقلال سورية بما فيها
الأردن وفلسطين والمناداة بالأمير فيصل ملكاً دستورياً عليها.
المفتي امين الحسيني بعد خروجه من فلسطين ووصوله الى لبنان
ثورة 1920
اندلعت احتجاجاً على وعد بلفور، وبدأت أحداثها في القدس ثم امتدت إلى
مختلف المدن الفلسطينية. وعلى الرغم من منع السلطات البريطانية
للمظاهرات فإن الفلسطينيين اعتادوا أن يستغلوا المناسبات الدينية
وخاصة موسم النبي موسى، ففي شهر أبريل/ نيسان 1920 احتفل الفلسطينيون كعادتهم بهذه
المناسبة وألقى عدد من وجهاء الحركة الوطنية خطابات حماسية كان من أهمها خطابات
الحاج أمين الحسيني وموسى كاظم الحسيني وعارف العارف، وبعدها سارت جموع حاشدة في
مظاهرات صاخبة طافت شوارع القدس وهي رافعة صورة فيصل بن الحسين بصفته ملكاً لسوريا
وفلسطين. وحينما وصلت المظاهرة باب يافا في القدس وقع انفجار قوي تبعه قذف
الحوانيت اليهودية بالحجارة، واشتبك المتظاهرون مع اليهود ثم مع الإنجليز الذين
هرعوا لحمايتهم. وكانت تلك الأحداث بداية الهبة الشعبية التي استمرت أسبوعاً لم
تستطع السلطات البريطانية إخمادها رغم إعلان الأحكام العرفية، وبلغت حصيلة القتلى
والجرحى من الجانب الفلسطيني تسعة قتلى و251 جريحاً. وترجع أهمية ثورة 1920 إلى
كونها بداية الانتفاضات الشعبية الكبرى على الوجود البريطاني والتغلغل الصهيوني
منذ العشرينات من القرن العشرين وحتى الآن.
1920 تم عقد مؤتمر سان ريمو
بإيطاليا من خلال المجلس الأعلى للحلفاء بعد الحرب العالمية
الأولى، في الفترة من 19-26 أبريل 1920. وحضره الحلفاء الرئيسيون في الحرب
العالمية الأولى يمثلهم رئيس وزراء المملكة المتحدة :جورج لويد، رئيس وزراء
فرنسا:ألكسندر ميلران، ورئيس وزراء إيطاليا: فرانسيسكو سافريو نيتي، وسفير اليابان
ك. ماتسوي.
كما حضر مؤتمر سان ريمو وفداً يهودياً مكوناً من حاييم وايزمان وناحوم
سوكولوف وهربرت صمويل.
وفي 25 أبريل 1920 تم توقيع معاهدة سان ريمو التي حددت مناطق النفوذ
البريطانية والفرنسية في المشرق العربي.و نظمت مصالح الحلفاء المنتصرين،وفي
المؤتمر تم تسليّم صك الانتداب إلى فرنسا لتحكم سورية ولبنان وإلى بريطانيا لتحكم
فلسطين وعبر الأردن والعراق. وبموجب الاتفاقية احتفظت بريطانيا بولاية الموصل،
لكنها تعهدت بتسليم 25% من نفط الموصل المرتقب إلى فرنسا.فيما تعهدت فرنسا بتأمين
توصيل نفط بريطانيا عبر سورية إلى البحر المتوسط. وأكد المؤتمر على وعد بلفور
بتأسيس دولة يهودية في فلسطين.
قدم الوفد اليهودي في المؤتمر مذكرة إلى الوفد البريطاني عن التسوية
النهائية في منطقة شرق البحر المتوسط. وقد تم استدعاء وزير الخارجية البريطاني
آرثر بلفور للتشاور. وبالرغم من اعتراض فرنسا على إدماج وعد بلفور في قرارات
المؤتمر، إلى أن الضغوط البريطانية جعلت فرنسا توافق.
وبذلك يكون المؤتمر قد بحث:
• معاهدة سيفر التي رسمت
مستقبل المنطقة العربية التي تضم العراق وسورية بما فيها لبنان والأردن وفلسطين.
• التقسيمات والانتدابات
حسب مصالح دول الحلفاء، بحيث تقسم سوريا الكبرى إلى أربعة أقسام: سورية، ولبنان،
والأردن، وفلسطين.
• تكون سوريا ولبنان تحت
الانتداب الفرنسي، وفلسطين والأردن تحت الانتداب البريطاني بالإضافة إلى العراق.
وقد تسبب وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، في اندلاع صدامات واسعة بين اليهود
والعرب في مدينة القدس.
ملخص نتائج المؤتمر
- وضع سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.
- وضع العراق تحت الانتداب الإنجليزي.
- وضع فلسطين وشرقي الأردن تحت الانتداب الإنجليزي مع الالتزام بتنفيذ
وعد بلفور.
1920 الحكومة البريطانية تقدم وعد
بلفور إلى عصبة الأمم
أدخلت الحكومة البريطانية بعض التعديلات على وعد بلفور وقدمته إلى
عصبة الأمم في 6 كانون الأول (ديسمبر) 1920.
ألياهو غولومب قائدّ الهاغاناه
1921 منظمة الهاجاناه الصهيونية:
أثناء الانتداب البريطاني على ارض فلسطين وتوالى هجرة اليهود إلى ارض
المقدس ومع قيام الثورة العربية فى فلسطين عام 1920 أكدت لليهود أن السلطة
البريطانية وحدها غير قادرة على توفير الحماية الكاملة للمستوطنين اليهود و
ممتلكاتهم وبقاءهم على ارض (الميعاد).واهتزت ثقة الزعماء اليهود فى قدرة منظمة
هاشومير (منظمة صهيونية-بريطانية لحماية اليهود) مما اضطرهم لإنشاء جهاز عسكري خاص
بإسرائيل لحماية المهاجرين و ممتلكاتهم.حيث أنشأوا في يونيو 1921 منظمة جديدة تحل محل الهاشومير أطلقوا
عليها اسم منظمة (الهاجاناه) وهى ذات تجهيزات وقدرات أعلى من الهاشومير.
والهاجاناه (بالعبرية الدفاع) تكتل عسكري إرهابي كانت تنادى بحرية إسرائيل
وبلغت من قدراتها و مهامها ما جعلها حجر الأساس للجيش الإسرائيلي الحالي.
تمكنت الهاجاناه في التسعة أعوام الأولى من عمرها من حفظ الأمن و الأمان
للشعب الصهيوني الجديد وكانت تدار من قبل إدارة مدنية يتزعمها (يسرائيل جاليلى).
وبعد اندلاع الثورة العربية فى عام 1929 والتي خلفت حوالي 130 قتيلا
صهيونيا حتى انضم إلى المنظمة ألاف من الشباب الصهيوني المتطرف وشرعوا فى استيراد
السلاح من الخارج وإنشاء الورش لصناعة القنابل اليدوية والمعدات العسكرية الخفيفة فتحولت
إلى جيش نظامي فعلى بعد أن كانت مجرد ميليشيات ذات تدريب بدائي.
ففي عام 1936 بلغ عدد مقاتلي الهاجاناه حوالي 10000مقاتل بالإضافة إلى
40000 من قوات الاحتياط.وخلال ثورة 1936 قامت الهاجاناه بحماية المصالح البريطانية
فى فلسطين وقمع الثوار الفلسطينين و ذلك رغم عدم اعتراف القيادة البريطانية
بالهاجاناه ومع ذلك تعاون الجيش البريطاني معها فى أمور القتال والتامين.
فرضت الحكومة البريطانية قيودا على الهجرة الإسرائيلية إلى فلسطين
امتصاصا للغضب والضغط العربي فى فلسطين.مما دعا الهاجاناه إلى القيام بمظاهرات
معادية لبريطانيا وتنفيذ هجرات سرية غير شرعية لليهود من الخارج.
فى السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية خشيت بريطانيا من توغل
قوات المحور فى الشمال الإفريقي مما دعاها إلى التماس التعاون مع الهاجاناه،إلا أن
هزيمة روميل فى معركة العلمين 1942 جعل البريطانيين يتراجعوا خطوة إلى الوراء
بخصوص التعاون مع الهاجاناه .
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قامت الهاجاناه بحملة مناهضة
لبريطانيا .فقامت بتحرير اليهود المهاجرين الذين احتجزتهم القوات البريطانية في
معسكر عتليت وقامت بنسف سكك الحديد بالمتفجرات، ونظّمت حملة هجمات تخريبية استهدفت
مواقع الرادار ومراكز الشرطة البريطانية في فلسطين. أضف إلى ذلك استمرار منظمة
الهاجاناه بتنظيم الهجرات اليهودية الغير مشروعة إلى فلسطين، وكذا قامت بمذابح ضد
المدنيين الفلسطينيين بغرض إجلائهم من المدن والقرى الفلسطينية لتقام المستوطنات
على أنقاضها.
من أهم رموز الهاجاناه:
إسحاق رابين ..اشترك فى دورة تدريبية نظمتها الهاجاناه.
أرئيل شارون..كان احد المعروفين بتطرفهم ضد العرب وكان من امهر وانشط مقاتلي
المنظمة
رحبعان زئيفى
شارون يحمل خريطة إسرائيل الكبرى
1921 المؤتمر الصهيوني الثاني عشر:
• عقد فى كارلسباد بتشيكوسلوفاكيا فى سبتمبر 1921 ، برئاسة ناحوم
سوكولوف
• وهو أول مؤتمر تعقده الحركة الصهيونية بعد نجاحها في استصدار وعد
بلفور من بريطانيا عام 1917 واحتلال الجيوش البريطانية لفلسطين ، الأمر الذي كان
موضع ترحيب شديد من المؤتمر باعتباره خطوة في طريق تحقيق المشروع الصهيوني .
• كما تمت أيضاً مناقشة نشاطات الصندوق التأسيسي اليهودي الذي أنشئ
عام 1920 خلال مؤتمر استثنائي للمجلس الصهيوني العام في لندن .
• كما قرَّر المؤتمر تأسيس المجلس الاقتصادي المالي ليعمل كهيئة
استشارية وليشرف على المؤسـسات الاقتـصادية والمالية للحركة الصهيونية
ونظراً لازدياد أهمية الدور البريطاني بالنسبة للحركة الصهيونية ، فقد
قرر المؤتمر أن يكون للمجلس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية مقران : أحدهما
في لندن ، والآخر في القدس .
• وقد صدَّق المؤتمر على قرارات مؤتمر لندن الاستثنائي عام 1920
بانتخاب وايزمان رئيساً للمنظمة الصهيونية . وهكذا حُسم الصراع الذي دار في
المؤتمر حول أساليب الاستيطان بين صهاينة الولايات المتحدة بزعـامة لويـس برانديز
وصهاينة أوروبا بزعامة وايزمان لصالح وايزمان .
1921 صك الانتداب البريطاني على
فلسطين:
أعلن مشروعه من قبل عصبة الأمم المتحدة بتاريخ 6 يوليو 1921 وصودق
عليه في 24 يوليو سنة 1922 ووضع موضع التنفيذ في 29 سبتمبر 1923
ففي آب (أغسطس) 1921، قدمت الحكومة البريطانية صك الانتداب البريطاني
على فلسطين إلى البرلمان البريطاني، فادخل فيه تعديلات أخرى، إلا أنه تم معارضته
معارضة داخلية قوية.
يوينو) 1922 ورفضه مجلس اللوردات في حزيران (يوينو) 1922.
يوليو) 1922،ولكن الحكومة إحالته على مجلس العموم، الذي وافق عليه.
وفي 24 تموز (يوليو) 1922، سبتمبر) 1923
صادق عليه مجلس
عصبة الأمم، ووضع موضع التنفيذ في 29 أيلول (سبتمبر) 1923
1922 تعداد سكاني لفلسطين
بعد حوالي ثلاثة أشهر من بدء الانتداب البريطاني الرسمي على فلسطين قامت حكومة
الانتداب بإجراء أول تعداد للسكان في 23 تشرين الأول / أكتوبر / 1922، تبعه تعداد آخر في نوفمبر 1931، ويعتبر
التعداد الثاني أكثر
دقة من سابقه بسبب التفصيلات التي احتواها، من إحصاءات حيوية، وإحصاءات حول الهجرة، فضلاً عن احتواء عملية الإحصاء وما تلاها
على تحليل سكاني. وقد أشارت معطيات الإحصاءات البريطانية إلى أن مجموع سكان فلسطين قد بلغ في عام 1919
(700( ألف، ارتفع إلى (762) ألفاً في عام 1921 منهم (76.9) في
المائة مسلمون، و(10.6) في المائة يهود، و(11.6) في المائة مسيحيون، و(0.9) في المائة آخرون
مهاجمة اليهود للقرى العربية
1922م "المستر هارون" وتهويد فلسطين:
وفي 20ديسمبر (أيلول) عام 1922م وقّع "المستر هارون" رئيس
الولايات المتحدة الأمريكية -بعد ولسن- قرار الكونجرس موافقاً على تـهويد فلسطين،
وعندما قامت الحرب العالمية وتعرض اليهودُ لهجماتٍ انتقاميةٍ من قبل ألمانيا نتيجة
اشتراك اليهود في خياناتٍ كبيرة ضد الشعب الألماني، مما جعل الهجرة تتنامى في
الجاليات اليهودية، ولكن أمريكا بدلاً من أن تفتح أراضيها للمهاجرين اليهود
الألمان فإنـها أوقفت استقبال هذه الهجرة ولم تستقبل في أراضيها غير 4767 مهاجراً
بينما ساعدت أمريكا في عهد الرئيس الأمريكي "ترومان" على فتح أبواب
فلسطين للمهاجرين اليهود مما جعل مائة ألف يهودي يهاجر إلى فلسطين بين عامي
1945-1946م.
1923 نشأة الحزب الوطني العربي
تأسس سنة 1923،برئاسة الحزب: سليمان
الفاروقي.
عُرف الحزب بمواقفه القوية ضد سياسة التمزق
والتشتت في الصف العربي وهو حزب معارضته،لم يعمر الحزب الوطني العربي طويلاً بسبب
تجاهله طلب إلغاء الانتداب.
من إصداراته:
• البيانات والنشرات الحزبية.
• صورة عنه جريدة مرآة الشرق وهي ناطقة باسمه.
يرجع سبب فشله:
• نظرة الشكوك والارتياب من علاقته بالانتداب .
• ضعف الدعم المالي.
حطام منزل في اللد بأمر عسكري بريطاني الناس يبحثون عن الأسرة تحت الحُطام
1923 المؤتمر الصهيوني الثالث عشر:
• عقد فى كارلسباد فى أغسطس
1923 ، وذلك بعد موافقة عصبة الأمم على فرض الانتداب البريطاني على فلسطين .
• وقد أعلن المؤتمر ترحيبه
بهذه الخطوة على ضوء التزام بريطانيا (في البند الرابع من صك الانتداب) بالاعتراف
بوكالة يهودية تتمتع بالصفة الاستشارية إلى جانب حكومة الانتداب ، لها سلطة القيام
بتنفيذ المشاريع الاقتصادية والاستيطانية ، وبذلك التزمت بريطانيا بالتعاون مع تلك
الوكالة في كل الأمور المتعلقة بإقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين.
• وقد ناقش المؤتمر اقتراح
وايزمان الرامي إلى توسيع الوكالة اليهودية بحيث تضم في مجلسها الأعلى ولجانها
عدداً من المموِّلين اليهود في العالم ، وخصوصاً غير الصهاينة منهم . وكان الغرض
من ذلك تعزيز المصادر المالية للمنظمة الصهيونية وضمان سرعة تنفيذ المشاريع
الصهيونية اعتماداً على المراكز الرسمية الحساسة التي يشغلها هؤلاء المموِّلون
بالإضافة إلى تدعيم المركز التفاوضي للمنظمة مع الحكومات الأوربية ، والوقوف في
وجه الرفض اليهودي للصهيونية وسياستها بادعاء أن المنظمة تمثل يهود العالم كافة دون
تمييز. وقد لقي الاقتراح معارضة شديدة ، كان أبرز ممثليها جابوتنسكي. ولهذا، اكتفى
المؤتمر باتخاذ قرار بتوجيه الدعوة إلى اجتماع لبحث توسيع الوكالة اليهودية عملاً
بنص المادة الرابعة من صك الانتداب.
تكسير الزجاج على الشارع لعرقلة سير حركة السيارات البريطانية والصهيونية خلال الثورة
1924 نشأة حزب الزراع:
تأسس سنة 1924 برئاسة الحزب:
فايق المسعود، نتيجة لشعور أهالي الريف والبدو بأن أهل المدن لهم نصيب الأسد في
شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتربوية، وضرورة وجود حزب ينادي بمطالب هؤلاء
المزارعين والفلاحين والبدو، على أن يكون حزبا له تأثير قوي على الحكومة للمطالبة
بالحقوق.
الأعضاء:
• كانت العضوية
من القرويين والمزارعين.
• نخبة من
كبار الإقطاعيين والملاكين والتجار أصحاب المصالح المباشرة.
مبادئ الحزب:
• المساواة
بين سكان الريف والمدن.
• إلغاء
ضريبة البثور وإنشاء مصرف للإقراض الزراعي.
• رفع
مستوى التعليم في الريف.
أسباب حل الحزب: علاقته مع الحكومة البريطانية التي كانت تعمل على نشر
بذور الفتة والتمزيق في الصف الوطني.
1924م المندوب السامي البريطاني على
فلسطين: هربرت صموئيل
وفي عام (1924م) وضع المندوب السامي "هربرت صموئيل" مشروع
نقد فلسطيني جديد، وصدر مرسوم النقد الفلسطيني في شباط/ فبراير (1927م) وسط
اتهامات الشعب بأن الحكومة لا تستطيع أن تصدر منه ما تشاء دون مراقبة، لأن ذلك
سيلحق الضرر بالاقتصاد العربي، كما أتت جهود المندوب السامي ثمارها في إصدار قانون
الجنسية الفلسطينية بقصد منح اليهود المقيمين في البلاد الجنسية الفلسطينية.
وأجابت الحكومة البريطانية وخلال دورتين متتابعتين لاجتماع عصبة الأمم
(1924-1925م) صراحة بأنها لا توافق على تأسيس مجلسٍ تشريعي في فلسطين يقوم على
أساس التمثيل النسبي، والذي من الطبيعي أن تكون الأغلبية الساحقة فيه للعرب
الفلسطينيين، خاصةً أن ذلك يقف عقبة في قيام الحكومة بالواجبات الملقاة على عاتقها
في إنشاء وطن قومي لليهود.
1925 نشأة حزب الأهالي:
تأسس في نابلس في نيسان/ أبريل 1925
تألف في أعقاب وفاة الشيخ عمر زعيتر، رئيس
بلدية نابلس
المبادئ:
• نشر المبادئ الديمقراطية.
• عدم التفرد والتسلط واحتكار السلطة.
• تنمية أحوال البلاد الاقتصادية والتجارية ونشر التعليم.
• تخفيف الضرائب.
• محاربة عمليات بيع الأراضي لليهود.
حافلة بريطانية مُجهزة لحماية اليهود من الحجار والقنابل اليدوية
1925م اللورد هربرت تشارلز بلومر
بعد نهاية فترة المندوب السامي "هربرت صموئيل"، عين اللورد
"هربرت تشارلز بلومر" مندوباً سامياً لفلسطين في (25آب/ أغسطس 1925م)،
وبقي في منصبه ثلاثة أعوام.
صورة قديمة لعبد العزيز آل سعود في شبابه
1925 افتتاح الجامعة العبرية
وفي آذار/ مارس (1925م) قام "بلفور" بزيارة للقدس للمشاركة
في افتتاح الجامعة العبرية التي شيدت على أرض عربية فوق جبل الزيتون كانت السلطات
البريطانية قد انتزعتها عام(1918م) من أصحابها بالقوة وأعطيت للصهيونيين، وأعلنت
البلاد إضراباً عاماً احتجاجاً على زيارة بلفور، فقامت هناك مظاهرات كبيرة ضده،
وهو ما حمل السلطات البريطانية على إخراجه إلى بيروت حيث ركب الباخرة ليعود إلى
بلاده.
1925.المؤتمر الصهيوني الرابع عشر:
• عقد فى فيينا فى أغسطس
1925.
• حضر المؤتمر وفد من
الصهاينة التصحيحيين برئاسة جابوتنسكي الذي طالب بتبني سياسة صهيونية أكثر إيجابية
، وهو يعني في الواقع سياسة أكثر عنفاً ونشاطاً في تنفيذ مشروعات الاستيطان ، كما
عارض السماح لغير الصهاينة من اليهود بالانضمام إلى الوكالة اليهودية.
• وقد تناول المؤتمر بالتقييم
تجربة السنوات الخمس الأولى من الانتداب ، ومدى نجاح مشاريع الاستيطان المرتبطة
بموجة الهجرة الرابعة القادمة من بولندا .
• كما أدخل المؤتمر تعديلاً
على رسم العضوية (الشيقل) إذ أبطل الأساس الحزبي للشيقل وأحل محله الشيقل الموحد ،
كما رفع عدد دافعي الشيقل الذين يحق لهم انتخاب مندوب عنهم في المؤتمر ، إلا أن
ذلك لم يؤد إلى تخفيف حدة المعارضة .
1927 نشأة الحزب
الحر الفلسطيني:
تأسس
في يافا سنة 1927 من مجموعة من كبار التجار ورجال السياسة مثل : عبد الرءوف
البيطار والشيخ عبد القادر أبو رياح ـ فهمي الحسيني.
أنشئ في فترة تميزت
بالركود السياسي وقام لمحاولة استعادة وإحياء الحركة الوطنية الفلسطينية.
أهداف الحزب السياسية:
• العمل على تحقيق الاستقلال التام لتحقيق الأماني الوطنية.
• السيادة القومية.
• الدفاع عن الحريات الشخصية.
• السير في طريق الوحدة الاجتماعية القومية.
انتشار الحزب:
• هو حزب لم يعمر طويلاً.
• ظل نشاطه محصوراً في يافا ـ حزب محلي.
• لم يوضح موقفه من الانتداب.
1927 جمعيات
الشبان المسلمين:
أنشأتها الأندية الفلسطينية في يافا في
المؤتمر الذي عقدته حيث قررت تأسيس جمعيات الشبان المسلمين في فلسطين وربطها في
المستقبل بجمعية الشبان المسلمين في القاهرة سنة 1927. وهي كانت ذات انتشار كبير
وفاعلية كبيرة في مختلف أرجاء فلسطين.
علاقتها في مصر: كانت
العلاقة واضحة وكبيرة وممتدة من القاهرة إلى فلسطين بحيث تنبث هذه الجمعيات مبادئ
وأهداف الأم مصر واعتبرت نفسها امتداداً للمقر القاهرة.
علاقتها السياسية: كانت لا تهتم بالعمل
السياسي ولكن بفعل اهتمام هذه الجمعيات بقضايا الإسلام والمسلمين وقضاياهم فهي لم
تبتعد كثير عن قضايا الوطن والإسلام وخصوصاً فلسطين.
علاقتها مع الانتداب: قامت قوات الاحتلال
بإغلاق مكاتبها في يافا وظلت مغلقة لمدة 3 سنوات، بحيث ضمت شخصيات فلسطينية مقاومة
مثل الشيخ المجاهد عز الدين القسام والأخ أحمد الشعيري وقدري وإبراهيم طوقان
واعتقال أفرادها حمدي الحسيني من غزة.
علاقتها مع الجماهير: لاقت تأثيراً شعبياً
وجماهيرياً من الأوساط والهيئات الإسلامية واستقطبت عدداً كبيراً من المثقفين مثل
محمد علي الظاهر ويعقوب بك الغصين.
نشاطها:
• التدخل لمساعدة من تعتقلهم سلطة الانتداب في السجون.
• مقاومة وعد بلفور وإنشاء الوطن القومي اليهودي.
• مكافحة بيع الأراضي.
1927 المؤتمر الصهيوني الخامس عشر:
• عقد فى بازل فى أغسطس/سبتمبر
1927.
• عُني المؤتمر بقضية
أساسية هي بحث الأوضاع الاقتصادية السيئة التي برزت في المقام الأول في شكل تفشِّي
ظاهرة البطالة في التجمع الاستيطاني الصهيوني في تلك الفـترة ، وهو ما أدَّى إلى
تصاعُـد موجـة الهجرة من فلسـطين إلى خارجها . وقد نظرت قيادة الحركة الصهيونية
إلى هذه الظاهرة بانزعاج شديد ، وجعلت هذا المؤتمر ميداناً لبحث الوسائل الكفيلة
بمنع تفاقمه.