الفصل الخامس: موقف الغرب الصليبي ( المسيحية السياسية من الإسلام)
(5) التخطيط لتحقيق أهدافهم
ثالثا: تدمير أخلاق المسلمين، واثارة الشهوات فيهم
إن مكارم الأخلاق من: الصدق والأمانة والصبر
والإخلاص والحياء والكرم والعفو والوفاء ...الخ من الإخلاق الكريمة جزء لا يتجزأ
من الشرع الإسلامي الحنيف، فالإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق، والدين والأخلاق في
الاسلام لا ينفصلان، والقرآن الكريم أصل الأخلاق الاسلامية، وهو الذي يربط بين
القول والفعل، والقيم والسلوك.
فالاخلاق في نظر الاسلام قاسم مشترك على
مختلف أوجه الحياة سواء كانت: اجتماعية أو تربوية أو قانونية أو سياسية، وغاية
الأخلاق كما حددها القرآن الكريم بناء مفهوم تربوي خاص يجعل أداء العمل الطيب
واجبا حتما، ويجعل الخوف من الله ومراقبة الضمير، أقوى من الخوف من القانون أو
العقوبات الوضعية.
ولما كانت الأخلاق هي الأساس الأول الذي
تُبنى عليه شخصية المرء المسلم، ومنه تتشكل عقيدته التي ستير عليها حياته سواء في
علاقته بخالقه، أو علاقته بالمحيطين به من البشر مسلمين كانوا أو غير مسلمين، لما
كان ذلك فقد حرص الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – طوال المدة التي سبقت الهجرة إلى المدينة
المنورة على غرس قيم الأخلاق في نفوس المسلمين بالفعل لا بالقول حتى أن لقبه كان
في الجاهلية – الصادق الأمين – تحول على حد وصف السيدة/ عائشة – رضي الله عنها –
حين سؤالت عن أخلاقه – صلى الله عليه وسلم – فقالت: ( كان خلقه القرآن)
بل أكثر من ذلك فلقد وصفه - الحق تبارك وتعالى – في القرآن الكريم قائلا: (
وإنك على خلق عظيم) ، لقد حرص الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – على التحلي
بمكارم الأخلاق، قولا وفعلا، ولذا ترسخت الأخلاق الإسلامية في نفوس صحابته، ثم
التابعين، ونظرا لهذا التمسك بالأخلاق فقد حول الرسول – صلى الله عليه وسلم – أمة العرب
من أمة ترعى الغنم إلى أمة ترعى الأمم، فإتسعت الدولة الإسلامية ونمت داخل قارات
العالم القديم، وما إنحسر نجم الدولة الاسلامية إلا بعد أن تخلى المسلمون عن
الأخلاق الإسلامية، وإذا عادوا لأخلاقهم لعادت إليهم قوتهم ومن ثمة بزغ نجمهم من
جديد، فإستردوا ما سُلب منهم.
ونظرا لإدراك الغرب الصليبي لقيمة الأخلاق
الإسلامية، والأثر الذي يحدث للمسلمين حال عودتهم لها، وتمسكهم بها، فقد اجتهدوا
في إقامة جدار منيع
من الشهوات يحول بين المسلمين وبين أخلاقهم
حتى يضمنوا ضعفهم وتفرقهم، ومن ثمة السيطرة عليهم، وتأكيدا لذلك تعالوا نطالع تلك
الكلمات:
·
جاء في بروتوكولات حكماء صهيون:
يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان،
فتسهل سيطرتنا، إن فرويد منا، وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس، لكي لا
يبقى في نظر الشباب شئ مقدس، ويصبح همه الأكبر ارواء غرائزه الجنسية وعندها تنهار
أخلاقه (1) حكم الاسلام في وسائل الاعلام: عبد الله ناصح علوان
(ص 52)
فرويد
يقول مرماديوك
باكتول: إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً. بشرط أن
يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول، لأن هذا العالم
الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم.
·
يقول صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس
للمبشرين المنعقد عام 1935 م:
إن مهمة التبشير التي
ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست في
إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً ، إن مهمتكم أن
تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله ، وبالتالي لا
صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، ولذلك تكونون بعملكم
هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية ، لقد هيأتم جميع
العقول في الممالك الإسلامية لقبول السير في الطريق الذي سعيتم له ، ألا
يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، أخرجتم المسلم من الإسلام، ولم
تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي مطابقاً لما أراده له
الاستعمار، لا يهتم بعظائم الأمور، ويحب الراحة، والكسل، ويسعى للحصول على
الشهوات بأي أسلوب، حتى أصبحت الشهوات هدفه في الحياة، فهو إن تعلم فللحصول
على الشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل
الشهوات .. إنه يجود بكل شيء للوصول إلى الشهوات، أيها المبشرون: إن مهمتكم
تتم على أكمل الوجوه. (2) قادة الغرب يقولون دمروا الاسلام ابيدوا اهله لجلال العالم ص 63 - 64
·
ويقول صموئيل زويمر أيضا في كتاب الغارة على العالم الإسلامي:
إن للتبشير بالنسبة للحضارة الغربية مزيتان،
مزية هدم ، ومزية بناء أما الهدم فنعني به انتزاع المسلم من دينه، ولو
بدفعه إلى الإلحاد
.. وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن
ليقف مع الحضارة الغربية ضد قومه.
·
ويرى الغرب الصليبي إن أهم الأساليب للوصول إلى تدمير أخلاق المسلم
وشخصيته يمكن أن يتم بنشر التعليم العلماني،
ولذلك يقول:
§
يقول المبشر تكلى:يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني، لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع اعتقادهم
بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية وتعلموا اللغات الأجنبية.
§
ويقول زويمر: مادام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا
بد أن ننشيء لهم المدارس العلمانية، ونسهل التحاقهم بها، هذه المدارس
التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب.
§
يقول جب: لقد فقد الإسلام سيطرته على
حياة المسلمين الاجتماعية، وأخذت دائرة نفوذه تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة، وقد تم معظم هذا التطور
تدريجياً عن غير وعي وانتباه، وقد مضى هذا التطور الآن إلى مدى بعيد، ولم يعد
من الممكن الرجوع فيه، لكن نجاح هذا التطور يتوقف إلى حدٍ بعيدٍ على
القادة والزعماء في العالم الإسلامي، وعلى الشباب منهم خاصة. كل ذلك كان
نتيجة النشاط التعليمي والثقافي العلماني