الاثنين، 24 سبتمبر 2012

(35) الغواية أولا: صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.الفصل السادس: بني صهيون



الفصل السادس: بني صهيون
أولا: صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
(35) الغواية 
ملك فارس وزوجته اليهودية الملكة استير وهامان يركع امامهما.
احتفال عيد المساخر اليهودي أو عطلة الربيع السنوي الذي يحتفل بذكرى انتصار اليهودي مردخاي والملكة استير على هامان الحاكم الفارسي الذي حاول ابادة اليهود في إمبراطوريته من طقوس هذا الاحتفال هو الإفراط بشرب الخمر
 لم يترك بني يهود كل فعل قبيح إلا وارتكبوه، كما لم يتركوا صفة من الصفات الذميمة أو خُلق من الأخلاق الكريهة إلا وتحلوا بها بل وحرصوا على تمثلها في حياتهم، لدرجة تجعل المرء يظن أن عقيدتهم التي تسير عليها حياتهم لا تحوي شئ من مكارم الأخلاق، وأنهم بدلوا شرع الله الذي نزل لهم على لسان نبي الله موسى – عليه السلام – الداعي والقائم على الخُلق القويم، بدلوه بكل ما يناقضه ويغايره، ولما لا وقد تركوا عبادة الواحد الأحد، وفضلوا عبادة عجل السامري.
فعن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كان فيما أعطى الله موسى في الألواح عشرة أبواب:
·   يا موسى لا تشرك بي شيئاً فقد حق القول مني لتلفحن وجوه المشركين النار.
·   واشكر لي ولوالديك أقك المتالف وانسىء لك في عمرك وأحييك حياة طيبة وأقلبك إلى خير منها.
·   ولا تقتل النفس التي حرمتها إلا بالحق فتضيق عليك الأرض برحبها والسماء بأقطارها وتبوء بسخطي ونار.
·   ولا تحلف باسمي كاذباً فإني لا أطهر ولا أزكي من لم ينزهني ولم يعظم أسمائي.
·   ولا تحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله فإن الحاسد عدو لنعمتي راد لقضائي ساخط لقسمتي التي أقسم بين عبادي.
·   ولا تشهد بما لم يقع بسمعك ويحفظ قلبك فإني لواقف أهل الشهادات على شهاداتهم يوم القيامة ثم أسألهم عنها سؤالاً حثيثاً.
·      ولا تزن ولا تسرق فأحجب عنك وجهي وأغلق عنك أبواب السماء.
·      وأحبب للناس ما تحب لنفسك.
·   ولا تذك لغيري فإني لا أقبل من القربان إلا ما ذكر عليه اسمي وكان خالصاً لوجهي
·      وتفرغ لي يوم السبت وجميع أهل بيتك ".
 فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى جعل يوم السبت لموسى عيداً واختار لنا يوم الجمعة فجعلها لنا عيداً " (1)تفسير بحر العلوم/ السمرقندي
 فترك اليهود كل هذه الدعاوى إلى عبادة الله – جل في علاه – والتحلي بمكارم الأخلاق، فعبدوا العجل وتحلو بسيئ الخُلق، فاستحقوا من الله الغواية والضلال وصُرفوا عن آيات الله التي نزلت لهم وكل ذلك لأنهم يتركون سبيل الرُشد ويتبعون سبيل الغي، وهذا ما خلده القرآن الكريم فيهم فقال تعالى:
- في سورة الأعراف{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } (2) سورة الأعراف.146
 قال الإمام الطبري:
وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال: إن الله أخبر أنه سيصرف عن آياته، وهي أدلته وأعلامه علـى حقـيقة ما أمر به عبـاده وفرض علـيهم من طاعته فـي توحيده وعدله وغير ذلك من فرائضه، والسموات والأرض، وكلّ موجود من خـلقه فمن آياته، والقرآن أيضاً من آياته.
 وقد عمّ بـالـخبر أنه يصرف عن آياته الـمتكبرين فـي الأرض بغير الـحقّ، وهم الذين حقَّت علـيهم كلـمة الله أنهم لا يؤْمنون، فهم عن فهم جميع آياته والاعتبـار والأدّكار بها مصروفون لأنهم لو وفقوا لفهم بعض ذلك فهدوا للاعتبـار به اتعظوا وأنابوا إلـى الـحقّ، وذلك غير كائن منهم، لأنه جلّ ثناؤه قال: { وَإنْ يَرَوْا كُلّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها } فلا تبديـل لكلـمات الله.
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: { وَإنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤمِنُوا بِها وَإنْ يَرَوْا سَبِـيـلَ الرُّشْدِ لا يَتَّـخِذُوهُ سَبِـيلاً وَإنْ يَرَوْا سَبِـيـلَ الغَيّ يَتَّـخِذُوهُ سَبِـيلاً ذلكَ بأنَّهُمْ كَذَّبُوا بآياتِنا وكانُوا عَنْها غَافِلِـينَ }
يقول تعالـى ذكره: وإن ير هؤلاء يتكبرون فـي الأرض بغير الـحقّ. وتكبرهم فـيها بغير الـحقّ: تـجبرهم فـيها، واستكبـارهم عن الإيـمان بـالله ورسوله والإذعان لأمره ونهيه، وهم لله عبـيد يغذوهم بنعمته ويريح علـيهم رزقه بكرة وعشياً.
  { كلَّ آيَةٍ } يقول: كلّ حجة لله علـى وحدانـيته وربوبـيته، وكلّ دلالة علـى أنه لا تنبغي العبـادة إلا له خالصة دون غيره. { لا يُؤْمِنُوا بِها } يقول: لا يصدّقوا بتلك الآية أنها دالة علـى ما هي فـيه حجة، ولكنهم يقولون: هي سحر وكذب. { وَإنْ يَرَوْا سَبِـيـلَ الرُّشْدِ لا يَتَّـخِذُوهُ سَبِـيلاً } يقول: وإن ير هؤلاء الذين وصف صفتهم طريق الهدى والسداد الذي إن سلكوه نـجوا من الهلكة والعطب وصاروا إلـى نعيـم الأبد لا يسلكوه ولا يتـخذوه لأنفسهم طريقاً، جهلاً منهم وحيرة.
{ وإنْ يَرَوْا سَبِـيـلَ الغَيِّ } يقول: وإن يروا طريق الهلاك الذي إن سلكوه ضلوا وهلكوا. وقد بـيَّنا معنى الغيّ فـيـما مضى قبل بِـما أغنى عن إعادته. { يَتَّـخِذُوهُ سَبِـيلاً } يقول: يسلكوه ويجعلوه لأنفسهم طريقاً لصرف الله إياهم عن آياته وطبعه علـى قلوبهم، فهم لا يفلـحون ولا ينـجحون. { ذلكَ بأنَّهُمْ كَذَّبُوا بآياتِنا وكانُوا عَنْها غَافِلِـينَ } يقول تعالـى ذكره: صرفناهم عن آياتنا أن يعقلوها ويفهموها، فـيعتبروا بها ويذكروا فـينـيبوا عقوبة منا لهم علـى تكذيبهم بآياتنا، { وكَانُوا عَنْها غَافِلِـينَ } يقول: وكانوا عن آياتنا وأدلتنا الشاهدة علـى حقـية ما أمرناهم به ونهيناهم عنه، غافلـين لا يتفكَّرون فـيها، لاهين عنها لا يعتبرون بها، فحقّ علـيهم حينئذ قول ربنا، فعطبوا. (3)تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
 قال الإمام الزمخشري:
{سَأَصْرِفُ عَنْ ءايَـٰتِي } بالطبع على قلوب المتكبرين وخذلانهم، فلا يفكرون فيها ولا يعتبرون بها، غفلة وانهماكاً فيما يشغلهم عنها من شهواتهم.
 وعن الفضيل بن عياض: ذكر لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا عظمت أمّتي الدنيا نزع عنها هيبة الإسلام، وإذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي " (4) تفسير الكشاف/ الزمخشري
قال الإمام الشوكاني:
قوله: { سَأَصْرِفُ عَنْ ءايَـٰتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ } قيل: معنى { سَأَصْرِفُ عَنْ ءايَـٰتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ } سأمنعهم فهم كتابي. وقيل: سأصرفهم عن الإيمان بها. وقيل: سأصرفهم عن نفعها مجازاة على تكبرهم كما في قوله
:{فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } [ الصف: 5 ]
وقيل: سأطبع على قلوبهم حتى لا يتفكروا فيها ولا يعتبروا بها. واختلف في تفسير الآيات، فقيل هي المعجزات. وقيل: الكتب المنزلة. وقيل: هي خلق السموات والأرض، وصرفهم عنها أن لا يعتبروا بها. ولا مانع من حمل الآيات على جميع ذلك حمل الصرف على جميع المعاني المذكورة.
و { بِغَيْرِ ٱلْحَقّ}  إما متعلق بقوله: { يَتَكَبَّرُونَ } أي يتكبرون بما ليس بحق، أو بمحذوف وقع حالاً، أي يتكبرون متلبسين بغير الحق
قوله{وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } معطوف على { يتكبرون } منتظم معه في حكم الصفة. والمعنى: سأصرف عن آياتي المتكبرين التاركين للإيمان بما يرونه من الآيات. ويدخل تحت كل آية الآيات المنزلة، والآيات التكوينية، والمعجزات، أي لا يؤمنون بآية من الآيات كائنة ما كانت.
وقرأ مالك بن دينار «يروا» بضم الياء في الموضعين. وجملة: { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } معطوفة على ما قبلها داخلة في حكمها. وكذلك جملة: { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَىّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } والمعنى: أنهم إذا وجدوا سبيلاً من سبل الرشد تركوه وتجنبوه، وإن رأوا سبيلاً من سبل الغيّ سلكوه واختاروه لأنفسهم. قرأ أهل المدينة وأهل البصرة { الرشد } بضم الراء وإسكان الشين. وقرأ أهل الكوفة إلا عاصماً بفتح الراء والشين. قال أبو عبيدة: فرق أبو عمرو بين الرشد والرشد فقال: الرُّشد الصلاح والرُّشد في الدين.
 وقد أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن كعب قال:
لما كلم الله موسى قال: يا ربّ أهكذا كلامك؟ قال: يا موسى إنما أكلمك بقوّة عشرة آلاف لسان ولي قوة الألسن كلها، ولو كلمتك بكنه كلامي لم تك شيئاً.
وأخرج البزار، وابن أبي حاتم، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في الأسماء والصفات، من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما كلم الله موسى يوم الطور، كلمه بغير الكلام الذي كلمه به يوم ناداه، فقال له موسى: يا ربّ، أهذا كلامك الذي كلمتني به؟ قال: يا موسى إنما كلمتك بقوّة عشرة آلاف لسان، ولي قوّة الألسن كلها، وأقوى من ذلك. فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل قالوا: يا موسى صف لنا كلام الرحمن، فقال: لا تستطيعونه، ألم تروا إلى أصوات الصواعق التي تقتل، في أحلا حلاوة سمعتموه، فذاك قريب منه وليس به"
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، قال: إنما كلم الله موسى بقدر ما يطيق من كلامه، ولو تكلم بكلامه كله لم يطقه شيء، فمكث موسى أربعين ليلة لا يراه أحد، إلا مات من نور ربّ العالمين.
 وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس، قال: حين قال موسى لربه تبارك وتعالى { رَبّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ } قال الله: يا موسى إنك لن تراني، قال يقول: ليس تراني ولا يكون ذلك أبداً، يا موسى إنه لن يراني أحد فيحيا، قال موسى ربّ إني أراك ثم أموت، أحبّ إليّ من أن لا أراك ثم أحيا، فقال الله لموسى: يا موسى انظر إلى الجبل العظيم الطويل الشديد { فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ } يقول: فإن ثبت مكانه لم يتضعضع، ولم ينهد لبعض ما يرى من عظمتي { فَسَوْفَ تَرَانِى } أنت لضعفك وذلتك، وإن الجبل أنهد بقوّته وشدته وعظمته، فأنت أضعف وأذلّ.
وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، والترمذي وصححه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عدي في الكامل، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في كتاب الرؤية من طرق، عن أنس بن مالك:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية { فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّا } قال هكذا، وأشار بإصبعيه ووضع إبهامه على أنملة الخنصر. وفي لفظ على المفصل الأعلى من الخنصر. فساخ الجبل { وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقًا } وفي لفظ، فساخ الجبل في الأرض، فهو يهوى فيها إلى يوم القيامة، وهذا الحديث حديث صحيح على شرط مسلم. وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس، قال: الجبل الذي أمره الله أن ينظر إليه الطور.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، والبيهقي في كتاب الرؤية، عن ابن عباس { فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ } قال: ما تجلى منه إلا قدر الخنصر { جَعَلَهُ دَكّا } قال: تراباً { وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقًا } قال: مغشياً عليه.
 وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية، والديلمي، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل، فوقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة بالمدينة: أحد وورقان ورضوى، وبمكة: حراء وثبير وثور "  
وأخرج الطبراني في الأوسط، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لما تجلى الله لموسى، تطايرت سبعة أجبل، ففي الحجاز خمسة منها، وفي اليمن اثنان، في الحجاز: أحد وثبير وحراء وورقان، وفي اليمن: حضور وصبر "  
 وأخرج ابن جرير، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن ابن عباس، أن موسى لما كلمه ربه أحبّ أن ينظر إليه فسأله فقال: { لَن تَرَانِى وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ } قال: فحفّ حول الجبل الملائكة، وحفّ حول الملائكة بنار، وحف حول النار بملائكة، وحفّ حولهم بنار، ثم تجلى ربه للجبل تجلى منه مثل الخنصر، فجعل الجبل دكاً وخرّ موسى صعقاً، فلم يزل صعقاً ما شاء الله، ثم أفاق فقال: سبحانك تبت إليك وأنا أوّل المؤمنين من بني إسرائيل. (5) تفسير فتح القدير/ الشوكاني
 عن انس ابن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتبع الدجال من يهود اصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة. (6) رواه مسلم