الأربعاء، 21 مارس 2012

سابع وعشرون: نهاية الوجود الصليبي في بلاد المشرق الإسلامي الفصل الخامس: موقف الغرب ( المسيحية السياسية ) من الإسلام (2) مختصر عن الحروب الصليبية (27) نهاية الوجود الصليبي في بلاد المشرق الإسلامي


الفصل الخامس: موقف الغرب ( المسيحية السياسية ) من الإسلام
(2) مختصر عن الحروب الصليبية
(27) نهاية الوجود الصليبي في بلاد المشرق  الإسلامي
السلطنة المملوكية بأوج عزها. 
المنصور سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي أحد أشهر سلاطين المماليك البحرية ورأس أسرة حكمت مصر والمشرق العربي ما يزيد على قرن من الزمان، كان من رجال الملك الصالح نجم الدين أيوب، وأبلى بلاء حسناً في معركة المنصورة، وعلا شأنه بعد ذلك، فكان من كبار الأمراء أصحاب النفوذ في دولة بيبرس، وبويع له بالسلطنة في الحادي عشر من رجب سنة 678هـ خلفاً للملك الصغير العادل بدر الدين سُلامش. وتتحدث أغلب مصادر هذا العصر عن لقب الألفي وهو لقب ‏أطلق على السلطان المنصور قلاوون وذلك نسبةً إلى قيمته، فقد ‏اشتراه أستاذه الأمين علاء الدين بألف دينار وقد ارتفعت قيمته ‏لحسن سيرته.
رسم لمبارزة بين صلاح الدين الأيوبي وريتشالد قلب الأسد
الأشرف صلاح الدين خليل "قاطع دابر الصليبيين بالشام"
هو الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن الملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي من أبرز سلاطين الأسرة القلاوونية والدولة المملوكية, أشهر إنجازاته فتح عكا والقضاء على آخر معاقل الصليبيين في الشام.
 
بعد أن قام الأشرف بالعديد من التغييرات والتبديلات لرجال الدولة، وقضائه على أعدائه ومناوئيه بالسجن أو القتل، وكانوا، وأحس باستقراره على تخت الملك قرر مواصلة العمل الذي كان أبوه قلاوون قد بدأه ولم ينهه بسبب وفاته ألا وهو القضاء على آخر ممالك ومعاقل الصليبيين في الشام.
حصار إمارة طرابلس على يد  المنصور قلاوون زعيم المماليك عام 1289
(أ) فتح طرابلس
عزم السلطان المنصور على استكمال رحلة الجهاد ضد الصليبيين التي بدأها أسلافه، ففي سنة 684هـ فتح حصن المرقب وبانياس وفي سنة 688هـ فتح طرابلس (لبنان) بعد حصارها واستعمال المنجنيق وغنم جيشه غنائم عظيمة. عزم السلطان على المسير إلى عكا إلا أن الأجل لم يمهله، فكان شرف فتحها لولده الذي خلفه، السلطان البطل الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون.
خريطة عكا عام 1291.
(ب) فتح عكا
تولى الأشرف خليل السلطنة قرر المسير إلى عكا لفتحها وإنهاء الاحتلال الصليبي لها، فأرسل إلى "وليام أوف بوجيه",رئيس طائفة فرسان المعبد (الداوية) بعكا يعلمه بأنه قد قرر الهجوم عليها وطلب منه عدم إرسال رسل أو هدايا إليه لأن ذلك لن يثنيه عن مهاجمة عكا, إلا أن عكا أرسلت إلى القاهرة وفداً محملاً بالهدايا, يرأسه فيليب ماينبوف, لاسترجاء الأشرف بالعدول عن خطته وضرورة الحفاظ على المعاهدة فرفض الأشرف خليل مقابلتهم وقام بحبسهم.
المنجنيق
قام الأشرف بتعبئة جيوشه من مصر والشام والتي كانت تضم أعداداً كبيرة من المتطوعين وآلات الحصار التي كانت تشمل اثنين وتسعين منجنيقاً وبعض العربات الضخمة كانت تحمل أسماءً مثل "المنصوري" و"الغاضبة" وكانت هناك مجانيق أصغر حجماً ولكن ذات قوة تدميرية هائلة اسمها "الثيران السوداء".
قلعة الحصن في سورية
احتشدت الجيوش  الشامية عند قلعة الحصن في جبال الساحل السوري ثم انضم إليها جيش مصر الذي خرج به الأشرف خليل من القاهرة,حيث انضمت أربعة جيوش يقودها نواب السلطان:  جيش دمشق يقوده حسام الدين لاجين، وجيش من حماة يقوده المظفر تقى الدين، وجيش من طرابلس يقوده سيف الدين بلبان، أما الجيش الرابع فقد كان من الكرك وكان على رأسه الأمير المؤرخ بيبرس الدوادار , وقد كان في جيش حماة أمير مؤرخ آخر هو أبو الفداء.
مدينة أبي الفداء في حماة.
كان الصليبيون في عكا يدركون منذ فترة خطورة موقفهم، وكانوا قد أرسلوا إلى ملوك وأمراء أوروبا يطلبون منهم العون والمساعدة إلا أنهم لم يصلهم من أوروبا دعم يذكر, قام ملك إنجلترا إدوارد الأول (Edward I) بإرسال بعض الفرسان.
هنري الثاني ملك قبرص
الدعم الوحيد الذي كان ذا أهمية جاء من هنري الثاني (Henry II) ملك قبرص الذي قام بتحصين أسوار عكا وأرسل قوة عسكرية على رأسها أخوه "أمالريك" (Amalric).
كانت عكا محمية براً عن طريق سورين مزدوجين سميكين واثنا عشر برجاً شيدها الملوك الأوروبيون وبعض أثرياء حجاج بيت المقدس,وكانت الأسوار مقسمة على الطوائف والفرق الصليبية بحيث تكون كل طائفة (فرسان المعبد، الاسباتريه، فرسان التيوتون الألمان وغيرهم) مسئولة عن
 حماية قسمها.
منذ الثامن من شهر أيار/مايو بدأت أبراج عكا تصاب بأضرار بالغة نتيجة لدكها المستمر بالمناجيق وتنقيبها عن طريق المهندسين المسلمين, فانهار برج الملك هيو وتبعه البرج الإنجليزي وبرج الكونتيسة دو بلوا، وفي السادس عشر من أيار/مايو قام المسلمون بهجوم مركز على باب القديس أنطوان تصدى له فرسان المعبد والاسبتاريه.
حصار عكا 1291
في فجر يوم الجمعة 18 مايو/أيار (17 جمادى الأولى سنة 690 هـ) سمع صليبيو عكا دقات طبول المسلمين، وبدأ المسلمين بالزحف الشامل على عكا بامتداد الأسوار، تحت هدير دقات الطبول التي حُملت على ثلاثمائة جمل لإنزال الرعب في صدور الصليبيين داخل عكا.
تصوير تخيلي من القرون الوسطى عن حصار عكا 1291
اندفع جنود جيش الأشرف وجيش حماة وهم يكبرون لمهاجمة تحصينات المدينة تحت قيادة الأمراء المماليك الذين ارتدوا عمائم بيضاء, ووصل المقاتلون إلى البرج الملعون وأجبروا حاميته على التراجع إلى جهة باب القديس أنطوان واستمات فرسان المعبد وفرسان الاسبتاريه في الدفاع عن البرج والباب ولكن المقاتلين المسلمين، الذين كانت نار الإغريق من ضمن أسلحتهم ،
نار الإغريق.
 تمكنوا من الاستيلاء عليهما و راحت قوات جيش المسلمين تتدفق على شوارع المدينة حيث دار قتال عنيف بينهم وبين الصليبيين, وقتل مقدم فرسان المعبد "وليم أوف بوجوه" وتبعه "ماثيو أوف كليرمونت" (Matthew of Clermont) وجرح مقدم الاسبتارية " جون فيلييه " جرحاً بالغاً فحمل إلى سفينته وبقي فيها.
رفعت الصناجق الإسلامية على أسوار عكا وأيقن الملك هنري أنه لا طاقة للصليبيين بجيش الأشرف وأن عكا ستسقط في يد الأشرف لا محال، فأبحر عائداً إلى قبرص ومعه "جون فيلييه" مقدم الاسبتاريه وقد تعرض الملك هنري فيما بعد للاتهام بالتخاذل والجبن.
فتح عكا
سادت عكا حالة من الفوضى العارمة والرعب الهائل، واندفع سكانها المذعورن إلى الشواطىء بحثاٌ عن مراكب تنقلهم بعيداً عنها، ولا يدري أحد بالتحديد كم منهم قتل على الأرض أو كم منهم ابتلعه البحر, وقد تمكن بعض الأثرياء من النبلاء من الفرار من عكا في مراكب الكاتلاني "روجر دو فلور"، مقدم المرتزقة وفارس المعبد، مقابل أموال دفعوها له وقد تمكن "روجر دو فلور" (Roger de Flor) من استغلال الموقف فابتز الأثرياء والنبيلات وكون ثروة طائلة.
قبل أن يحل الليل كانت مدينة عكا قد صارت في يد المسلمين، فيما عدا حصن فرسان المعبد الذي كان مشيداً على ساحل البحر في الجهة الشمالية الغربية من المدينة, عادت عكا إلى المسلمين بعد حصار دام أربعة وأربعين يوماً, وبعد أن احتلها الصليبيون مائة عام.
الوجود الصليبي في بلاد المسلمين قبل موقعة حطين.
(ج) حصن فرسان المعبد
بعد أسبوع من فتح عكا تفاوض السلطان خليل مع "بيتر دو سيفري" (Peter de Severy) رئيس حصن فرسان المعبد، وتم الاتفاق على تسليم الحصن مقابل السماح بإبحار كل من في الحصن إلى قبرص, بعد وصول رجال السلطان إلى الحصن للإشراف على تدابير الإخلاء تعرضوا لبعض النسوة في الحصن أو أرادوا أخذهن مما أدى إلى غضب فرسان المعبد فانقضوا عليهم وقتلوهم وأزالوا صنجق المسلمين الذي كان قد رفع على الحصن من قبل، واستعدوا لمواصلة القتال.
فرسان المعبد الذراع العسكري للنصرانية.
في الليل، تحت جنح الظلام، غادر" تيبالد غودين" (Theobald Gaudin) مقدم فرسان المعبد الجديد، الحصن إلى صيدا في صحبة عدد من المقاتلين ومعه أموال الطائفة،وفي اليوم التالي ذهب "بيتر دو سيفري" إلى السلطان خليل ومعه بعض الفرسان للتفاوض من جديد فقبض الأشرف عليهم وأعدمهم انتقاماً لرجاله الذين قتلهم الفرسان في الحصن, فلما رأى بقية الفرسان المحاصرين في الحصن ما حدث لـ"بيتر دو سيفرى" ورفاقه واصلوا القتال.
في الثامن والعشرين من أيار/مايو، بعد أن حفر المهندسون نقباً تحت الحصن، دفع الأشرف بألفي مقاتل للاستيلاء عليه، وبينما هم يشقون طريقهم داخل النفق، انهار البناء وهلك كل من كان بداخل الحصن من مدافعين ومهاجمين.
قلعة دمشق
وصلت أنباء انتصار جيش المسلمين وتحريره عكا إلى دمشق والقاهرة ففرح الناس وزينت المدن, ودخل السلطان خليل دمشق ومعه الأسرى الصليبيين مقيدين بالسلاسل وقوبل جيش المسلمين بالاحتفالات ورفع رايات النصر وزينت دمشق وعمت البهجة بين الناس, وبعد أن دخل القاهرة وتزينت وفرشت فيها الشقق الحرير تحت حافر فرسه.
قلعة صلاح الدين الأيوبي  أو قلعة الجبل بالقاهرة
 وبعد أن زار قبر أبيه الملك المنصور، صعد إلى قلعة الجبل، أمر الأشرف بإطلاق سراح "فيليب ماينبيف" وزملائه الصليبيين الذين كان قد قبض عليهم قبل مسيره إلى عكا , وقام الأشرف بنقل بوابة كنيسة القديس أندرياس من عكا إلى القاهرة لاستخدامها في استكمال مسجده .
قلعة صيدا.
         (د) فتح قلعة صيدا
كان ثغر صور من أمنع المعاقل الصليبية على ساحل الشام, وقد حاول صلاح الدين الأيوبي تحريره مرتين ولكنه لم ينجح, كانت سيدة صور "مارجريت أوف لوسيجنان" (Margaret of Lusignan) أرملة "جون أوف مونتفورت" (John of Montfort) قد تنازلت لابن أختها "أمالريك" عن صور منذ فترة قصيرة قبل فتح الأشرف لعكا.
جزيرة قبرص
في التاسع عشر من مايو أرسل الأشرف، وهو مازال في عكا، فريقا من المقاتلين تحت قيادة الأمير سنجر الشجاعي للتعرف على حال الصليبيين في صور, عندما رأى "آدم أوف كافران" (Adam of Cafran) نائب "أمالريك" في صور قوات الشجاعي ارتعب وفر إلى قبرص، فاستولى الشجاعي على صور بدون قتال.
هذة الخريطة تتكلم عن نفسها عن الحروب في تلك الفترة و منها ( الحروب الصليبية)
أرسل الأشرف خليل الأمير الشجاعي إلى صيدا فاستقر فرسان المعبد اللوذ بقلعتهم، التي كانت مشيدة على جزيرة صغيرة قرب الشاطىء، إذ أن ثروتهم كانت قد نقلها زعيمهم الجديد "تيبالد جودين" إلى صيدا وقت حصار حصنهم في عكا, ثم فر "تيبالد جودين" بالثروة إلى قبرص بعد أن وعد فرسان حامية صور بإرسال إمدادات إليهم من قبرص، وهو ما لم يفعله، فاضطر الفرسان إلى مناوشة قوات الشجاعي لبعض الوقت حتى تمكنوا ذات ليلة من الفرار إلى طرطوس بعدما لاحظوا أن المسلمين يبنون جسراً بين الشاطىء والقلعة.
لبنان
(هـ) فتح بيروت وحيفا وطرسوس
بعد أن حرر الشجاعي صيدا توجه إلى بيروت التي كان بها حامية صليبية صغيرة وكانت مرفأً تجارياً هاما للصليبيين،كانت سيدة بيروت "ايشيفا أوف أيبلين" (Eschiva of Ibelin) تظن أنها بمأمن من المسلمين بسبب توقيعها هدنة مع السلطان قلاوون والد الأشرف خليل.
عندما وصل الشجاعي إلى بيروت طلب من مقدمي الحامية المثول أمامه فلما أتوه قبض عليهم، ففر المقاتلون الصليبيون عن طريق البحر, وتحررت بيروت من الصليبيين في الحادي والثلاثين من يوليو وأمر الشجاعي بتدمير قلاعها وأسوارها وتحويل كاتدرائيتها إلى مسجد.
تحررت حيفا بدون مقاومة صليبية تذكر, وقام الأمير سيف الدين بلبان بمحاصرة طرطوس ففر الصليبيون إلى جزيرة أرواد مقابل الساحل السوري القريبة من طرطوس , وتحررت طرطوس في الثالث من أغسطس, وبعدها عثليت في الرابع عشر من أغسطس.
بهذا فقد الصليبيون كافة معاقلهم على ساحل الشام عدا جزيرة أرواد التي بقيت اثنتي عشر سنة في أيدي فرسان المعبد إلى أن قام المسلمون بمحاصرتها وتحريرها في عام 1302.
كان الأشرف يدرك أنه بطرد الصليبيين من سواحل الشام فإن قبرص قد صارت مصدر الخطر الأساسي على المسلمين, فملك قبرص كان يعتبر بالنسبة للصليبيين من الناحية الاسمية ملكاً لبيت المقدس حتى بعد تحريرها, وبعد تحرير ساحل الشام أصبحت حكومة قبرص هي الحكومة الصليبية الأكثر حماسة لمعاودة الاستيلاء على "الأرض المقدسة", فقام الأشرف بتدمير كل المواقع والمدن والحصون الساحلية ليحرم الصليبيين من الإفادة منها في حالة مهاجمتهم لها , مفضل أن تبقى منطقة الساحل مهجورة طالما بقى التهديد الصليبي قائماً.
طرد الصليبيين من بلاد المسلمين.
(و) فتح قلعة الروم وتهديد مملكة أرمينية الصغرى
في عام 1292 وصل الأشرف خليل ومعه وزيره ابن السلعوس إلى دمشق وانطلق منها على رأس الجيش إلى حلب ومنها إلى قلعة الروم (هرمو غلا بالأرمينية: Hromgla) مقر بطريرك أرمينيا ،حاصر الأشرف قلعة الروم بعشرين أو ثلاثين منجنيقاً, وعمل الأمير الشجاعي سلسلة وشبكها في شراريف القلعة، فصعد الأجناد وقاتلوا قتالاً شديداً إلى أن استولوا على القلعة بعد ثلاثة وثلاثين يوماً وأمر السلطان خليل بتغيير اسمها من قلعة الروم إلى قلعة المسلمين وطلب من الأمير الشجاعي عمارتها، وعاد إلى دمشق بالأسرى المكبلين بالأغلال، وكان من ضمنهم بطريرك الأرمنوقام أهل دمشق باستقبال الجيش بآلاف الشموع المضيئة وتزينت المدينة احتفالاً بالنصر ، ومن دمشق توجه الأشرف إلى القاهرة التي تزينت له من باب النصر وصعد إلى قلعة الجبل من باب زويلة واستقبلته رعيته المحتشدة والمبتهجة بآلاف الشموع.
كانت مملكة أرمينية الصغرى (مملكة كليكية Cilicia) من ألد أعداء الدولة المملوكية، حيث شاركت في الحروب الصليبية ضد المسلمين وتحالفت مع المغول عليهم وكان لها قوات شاركت في صف المغول في معركة عين جالوت. وقد أصبحت تلك المملكة الصليبية بعد هزيمة المغول، التي أدت إلى نقص قدرتهم على حمايتها، هدفاً للمماليك يغيرون عليها من حين لآخر منذ عهد السلطان الظاهر بيبرس, وبعد فتح قلعة الروم أصبحت سيس عاصمة مملكة أرمينية الصغرى مقراً للكنيسة الكاثوليكية الأرمينية (Armenian Catholicoi of Cilicia).
تجهز الجيش في دمشق بقيادة الأمير بيدرا نائب السلطنة ، ثم لحق به الأشرف بعد أن توقف في الكرك لترتيب أحوالها، وأمر بالتجهيز لأخذ بهنسا من الأرمن.
الامير قلاوون الالفى دمر مدن كيليكيا سنة 1266.
لما علم الأرمن بنية الأشرف أرسلوا له الرسل يرجون منه عدم مهاجمة مملكتهم، فتم الاتفاق على تنازل الأرمن عن بهنسا ومرعش وتل حمدون في مقابل عدول الأشرف عن مهاجمتهم، فأرسل الأشرف الأمير طوغان والي البر بدمشق مع رسل الأرمن إلى تلك المناطق لتسلمها فصارت في حوزة المسلمين بغير قتال
 الناصر صلاح الدين 
.أنهى الأشرف خليل عملية تقويض الحلم الصليبي التي كان قد بدأها الناصر صلاح الدين وأكملها الظاهر بيبرس والسلطان قلاوون.
نهاية الوجود الصليبي في بلاد المسلمين

بسقوط عكا والمراكز الصليبية على ساحل الشام تبخر الحلم الصليبي الذي عمل الصليبيون خلال مائتي عام على تحقيقه بكل جد ودون كلل وكلفهم المال والرجال.
(م) موقف البابا في روما من تساقط الحلم الصليبي
 بابا الكاثوليك "نيقولا الرابع
بعد سقوط عكا حاول بابا الكاثوليك "نيقولا الرابع" (Pope Nicholas IV) فعل شيء يعيد للصليبيين مكانتهم وهيبتهم، وقام فور سماعه بسقوط عكا بتحميل عشرين سفينة بالمقاتلين في أنقونا وجنوا وأرسل بها إلى قبرص ، وقامت تلك السفن بعد أن انضمت إليها سفن الملك هنري بغارة فاشلة على حصن تركي على ساحل الأناضول وغارة كر وفر على مدينة الإسكندرية في مصر ، غلاً وحقداً على انتصارات الأشرف وجيش المسلمين،
 ولكن البابا نيقولا مات في سنة 1292 دون تحقيق أكثر من ذلك, أما ملوك أوروبا فقد دخلوا في صراعات داخلية كالحرب المريرة التي نشبت بين فرنسا وإنجلترا في عام 1293 ولم يعد في استطاعتهم تنظيم حملات صليبية جديدة.
فرسان المعبد يحرقون بالنار في أوروبا..
أما فرسان المعبد فقد كانت نهايتهم مأساوية في أوروبا بعد أن تورطوا في مشكلات مالية مع ملك فرنسا فيليب الرابع (Philip IV of France ) واتهمهم البابا كليمينت الخامس (Pope Clement V) بالهرطقة فتم الاستيلاء على ثرواتهم ولعنوا وألقي بهم في النار.
لوحة آخر الصليبيينُ في المشرق الإسلا مي تعبر عن نهاية الحروب الصليبية؟ ولكن هل انتهت بالفعل الحروب الصليبية؟!!.