الأحد، 18 ديسمبر 2011

الفصل الرابع:رابعا:العداء ما بين اليهود والمسيحيين.


 الفصل الرابع:
رابعا:العداء ما بين اليهود والمسيحيين.
   (حوار بين رجال دين مسيحي ورجال دين يهود)
العلاقة بين اليهودية والمسيحية معقدة ومتشعبة، فالمسيحية نشأت وأخذت مفاهيمها الأولية من بيئة يهودية صرفة، ولا تزال آثار هذه الأصول المشتركة بادية إلى اليوم من خلال تقديس المسيحيين للتوارة والتناخ والتي يطلقون عليها إلى جانب عدد من الأسفار الأخرى اسم العهد القديم الذي يشكل القسم الأول من الكتاب المقدس لدى المسيحيين في حين يعتبر العهد الجديد القسم الثاني منه.

ويعتقد المسيحيون أن النبؤات التي دونها أنبياء العهد القديم قد تحققت في شخص المسيح، وهذا السبب الرئيس لتبجيل التوراة.
 أما عن العلاقة الإنسانية بين الطرفين فقد اتسمت بالتقلب: بدأت مع اضطهاد اليهود للمسيحيين منذ أيام يسوع،[يوحنا 22/9] ودورهم في صلبه،[لوقا 2/22] 
 ثم يذكر سفرأعمال الرسل اضطهاد اليهود للمسيحيين،[أعمال 1/8-3]
 (صلب القديس بطرس)
  ولاحقًا قام ذو نواس اليهودي بقتل مئات الألوف من المسيحيين في اليمن حسب بعض الباحثين.                          

ثم حدث تغيرًا جذريًّا في نوع العلاقة بين اليهود والنصارى أدى إلى أوضاع مغايرة جدًّا لما كنا نألفه عن العلاقة التقليدية بين الطائفتين!  
 (البروتستانت لا يكرمون العذراء ولا يطلبون شفاعتها)
فالتاريخ يخبرنا عن العلاقة شديدة السوء بين اليهود والنصارى منذ قدم الزمن، ولقد استقبل اليهودُ المسيحَ أسوأ استقبال، واتهموا أمَّه العذراء البتول مريم عليها السلام بالفاحشة، وسعوا لدى أمير القدس الروماني لكي يقتل المسيح ، بل ويعتقد النصارى أن المسيح  قد صُلب وقُتل بالفعل، وإن كنا نحن المسلمين نعتقد اعتقادًا جازمًا أنه لم يُصلب ولم يقتل بل رفعه الله إليه.. قال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) [النساء: 157)

 لكن إخواننا النصارى يعتقدون في الصلب والقتل، وهذا أدى إلى انحراف عقائدي هائل، وكان من نتيجة هذا الانحراف أن حمَّل النصارى اليهودَ هذا الذنب الضخم، ليس فقط لمن عاصر المسيح  ولكن لكل يهود الدنيا، حتى صار اليهود يعرفون في التراث المسيحي "بالأمة الملعونة"، وحتى صار النصارى يتوارثون في كل وقتٍ كراهية اليهود. وكلنا يعلم ما طلبه أسقف القدس النصراني من عمر بن الخطاب  عند إجراء الصلح مع المسلمين من اشتراط ألاَّ يسكن اليهود مدينة القدس المقدسة بحال من الأحوال.
 (اضطهاد رهبان المسيحية في اسرائيل)
هذا كله تاريخ معروف، والكراهية متبادلة بين الطرفين، وقد نقل الله - جل جلاله - هذه الصورة لنا في قوله)وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ (البقرة: 113

ثم إذا بالأيام تدور، والأحداث تتغير، فنرى اليوم توافقًا عجيبًا بين الطرفين، واستماتة نصرانية في الدفاع عن اليهود، أو إن شئت فقل: الدفاع عن أباطيل اليهود، ونرى زيارات دينية متبادلة، وتأييد كنسيّ لكثير من قضايا اليهود، وخاصة اليهود الذين يعيشون في فلسطين

ولٌكن قبل البحث في أسباب ذلك التحول في العلاقة ما بين النصارى واليهود علينا قبل ذلك إلقاء الضوء على العداوة التي كانت سائدة ما بين الطرفين واضطهاد كل فريق للآخر وذلك حتى ندرك عمق الخلاف الذي كان بينهما، وندرك أن هذا التحول من العداوة إلى الصداقة يصب في مصلحة الفريقين لأنهما حولوا العداوة التي كانت بينهما إلى عدو جديد وهو الإسلام ، فتعالوا بنا نرى كيف كان ذلك؟! وكيف تم ذلك؟!

الفصل الرابع:ثالثا مذابح المسيحية الدينية على يد المسيحية السياسية:

 الفصل الرابع:
ثالثا مذابح المسيحية الدينية على يد المسيحية السياسية:




لقد تعرض الأخوة المسيحيين للعديد من المذابح على يد اليهود منذ نشأت الدعوة المسيحية حتى إن السيد المسيح ( عليه السلام ) ذاته كان من بين ضحاياهم ولسوف نعرض لذلك الأمر في موضع منفصل عند حديثنا عن أطماع اليهود، بيد أن الأمر قد تبدل بعض الشئ في مطلع القرن الرابع حيث أعلن الإمبراطور قسطنطين 
( الإمبراطور قسطنطين )
مراسيم التسامح عام ( 311 – 313 ) ثم دخل في الديانة المسيحية بعد ذلك بعشر سنوات، فسرعان ما قويت شوكة المسيحيين، وضعفت شوكة أعدائهم، هنا نسوا التسامح الذي دعاهم إليه السيد المسيح ( عليه السلام ) وبرزوا سيف الانتقام الذي لم يمزق شمل الأعداء فقط، وإنما امتدت إلى كل مسيحي يخالف الكنيسة الكاثوليكية، فكثرت المذابح وعم الانحراف وماتت كل دعوة للإصلاح، وتم إطلاق العيون والجواسيس تفتش عن كل مسيحي يعارض رأي الكنيسة حتى داخل الأسرة الواحدة، وتم اضطهاد المفكرين والكتاب.
 (تفننت حكومات العصور الوسطى في ابتكار الالات و الادوات التي تجعل المتهمين يتمنون الموت الف مرة للخلاص من العذاب القاسي الذي انزل بهم)

 ونضرب لذلك بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر لذلك الاضطهاد وتلك المذابح ذات الطابع الكاثوليكي:
 (شوكة الهراطقة)

- في القرن الرابع عارض أريوس (336م) القول بألوهية المسيح ( عليه السلام ) مما دعا إلى عقد مجمع نيقية الذي قرر إدانته وإحراق كتبه وتحريم اقتنائها وخلع أنصاره من وظائفهم ونفيهم والحكم بإعدام كل من أخفى شيئا من كتابات أريوس أو أتباعه.
 ( التابوت الحديدي الذي كانت تستخدمه محاكم التفتيش)

- وفي عهد تيودوسوس (395م) ظهرت لأول مرة محكمة التفتيش وكانت مركزا بشعا للاضطهاد والتعذيب، وكان أعضائها من الرهبان، وكانت وظيفتهم اكتشاف المخالفين في العقيدة، وفي القرون التالية كثر صرعى هذا النظام وتعرض للشنق والإعدام جماعات كثيرة لأنهم في نظر الكنيسة هراطقة، وكثيرا ما كانت تلجأ الكنيسة إلى الإعدام البطيء مبالغة في التنكيل، فتسلط الشموع على جسم الضحية وتخلع أسنانه مثلما حدث مع بنيامين كبير أساقفة مصر، لأنه رفض الخضوع لقرار مجمع خلقدونية الذي يرى أن للسيد المسيح ( عليه السلام ) طبيعتين إلهيه وإنسانية.

(كرسي محاكم التفتيش)
- وكانت القوانين تقضي بأن يحمل الأبناء والأحفاد تبعة الجرم الذي يتهم به الآباء، فيسلبون حقهم في مباشرة الكثير من الوظائف ومزاولة العديد من المهن.


- وفي أسبانيا قدمت محكمة التفتيش للنار أكثر من واحد وثلاثين ألف نسمة وحكمت على مائتين وتسعين ألفا بعقوبات أخرى تلي الإعدام.
(محاكم التفتيش ووسائل التعذيب فيها)

(الحمار الأسباني)

- وفي عام ( 1568م ) أصدر الديوان حكمه بإدانة جميع سكان الأرض الواطئة والحكم عليهم بالإعدام و استثنى القرار بعض الأفراد نص على أسمائهم وبعد عشرة أيام من صدور الحكم دفع للمقصلة ملايين الرجال والنساء والأطفال.


- وفي 24 أغسطس سنة (1572م ) قام الكاثوليك بالسطو على ضيوفهم البروتستانت ليلا بباريس، وكانوا قد دعوهم للنقاش في أمور الاختلاف بينهم، إلا أن الكاثوليك ذبحوهم ليلا، لنهض باريس في الصباح لتجد شوارعها تجري بها بحور من الدم، لتنهال التهاني بعد ذلك على البابا الكاثوليكي تشارلس التاسع من ملوك وعظماء الكاثوليك على هذا العمل الدنئ.
 (لوحة تصور مذبحة باريس)

- المذابح التي قام بها البروتستانت للكاثوليك بعد أن قوية شوكتهم وضعفت شوكت الكاثوليك.


- وفي مصر  قبل دخول الإسلام إلى مصر لاقى المسيحيين في مصر معاناة كبيرة على يد الرومان، لاختلاف مذهبهم الدينى، وكان الرومان قد احتلوا مصر وأذاقوا أهلها صنوفا من العذاب، حتى إنهم كانوا يرغمون المسيحيين المصريين على ارتداء قلائد حديدية ثقيلة ليميزوهم عن المسيحيين الرومان حتى عرفوا باصحاب (العظمة الزرقاء). ولقد كان هذا الاضطهاد السبب الأساسي الذي دفع المسيحيين المصريين لاستقبال الفتح الإسلامي بدون مقاومة ليخلصهم من اضطهاد الرومان لهم. بل وقد دخل الكثير من مسيحيى مصر الإسلام، وظل بعضهم على ديانته فعاملهم الوالى عمرو بن العاص ومن تلاه من الولاة معاملة حسنة وفق ما تأمر به شريعة الإسلام


تلك هي بعض المذابح والمجازر التي قامت بها المسيحية السياسية لمن خالفها في الرأي من المسيحيين، فإذا أضفنا إلى ذلك المذابح والمجازر التي قام بها هؤلاء الرواد للمسيحية السياسية بالمسلمين في الحروب الصليبية وما فعلوه في بلاد الأندلس بعد أن سقطت في أيديهم وما فعله استعمارهم المسيحي بأقطار المسلمين لتبين لنا مدى بعد هؤلاء عن ما دعا إليه السيد المسيح ( عليه السلام ) كما تبين لنا بحور الدم التي كتب بها هؤلاء وجودهم وتاريخهم في الماضي والحاضر.

الفصل الرابع:ثانيا المسيحية الدينية أو المسيحية الممدوحة:


 الفصل الرابع:
ثانيا المسيحية الدينية أو المسيحية الممدوحة:

ونقصد بها المسيحية التي نزل بها السيد المسيح ( عليه السلام ) والتي تدعو إلى التسامح ونبذ التعصب والعدوان، تلك هي المسيحية الحق، والتي دعا إليها السيد المسيح ( عليه السلام ) الذي كان على الدوام يردد ومن بعده تلاميذه يرددون:     
{ كالوطني منكم يكون الغريب النازل عندكم، وتحبه كنفسك، لأنكم كنم غرباء في أرض مصر، أنا الرب إلهكم }
{ لا تضرب الذين سبيتهم بسيفك وبقوسك، ضع خبز وماء أمامهم،  فيأكلوا أو يشربوا ثم ينطلقوا إلى سيدهم }
{ احملوا بعضكم أثقال بعض، شجعوا صغار النفوس، اسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع }
{ البسوا المحبة التي هي رباط الكمال }
{ وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم، باركوا لا عينيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، ويطردونكم }   { باركوا الذين يضطهدونكم باركوا ولا تلعنوا }
{ إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فأسقه، لأنك إن فعلت هذا تجمع جمرا على رأسه }

{ غير مجازين عن شر بشر، أو عن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين، عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة } { أكرموا الجميع أحبوا الأخوة، أكرموا الرئيس }
ذلك هو الدين المسيحي الذي دعا إليه السيد المسيح ( عليه السلام )، وتلك هي المسيحية المنزهة عن الكيد والغل والطمع في ما يملكه الغير، وتتمثل تلك المسيحية في الكنيسة الشرقية بصفة خاصة ومسيحي المشرق بصفة عامة، فهؤلاء هم الذين قصدهم الحق تبارك وتعالى _ في قوله – جل شأنه _ [وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ] {المائدة:82} 

فهؤلاء هم أتباع السيد المسيح ( عليه السلام ) وسفراء محبته، وكما حدث في الماضي البعيد حين وقف هؤلاء النصارى في خندق واحد مع إخوانهم المسلمين في وجه الحملات الصليبية، فلقد وجدناهم يقاتلون جنبا إلى جنب إخوانهم المسلمين على الرغم من أن الغاصب المعتدي كان يرفع شعار الصليب، ولكنهم لم ينخدعوا بذلك الشعار لأنهم مع الحق لا الباطل، علاوة على إنهم يدركون كذب الشعار وزيفه، وبعد الحروب الصليبية وجدناهم في ذات الخندق مع المسلمين يقاتلون الاستعمار ويقاومونه على امتداد أرض المشرق العربي وهم يرفعون شعار وحدة الهلال مع الصليب في وجه الصليبي الغاصب المحتل، وذلك ما دعا اللورد كرومر المندوب البريطاني في مصر وقت الاحتلال إلى القول: إنني لا أفرق بين المسلم والمسيحي في مصر بغير أن الأول يدخل المسجد، والثاني يدخل الكنيسة )

وحديثا وجدناهم يرفضون دخول القدس إلا مع إخوانهم المسلمين، ووجدناهم يرفضون التصفية الجسدية لمسلمي البوسنة والهرسك والشيشان، وما كل ذلك إلا لأنهم أتباع السيد المسيح ( عليه السلام ) الداعي إلى السلام والأمن، والرافض للغصب والكيد والاحتلال، كما أنهم بحق إخواننا ورفقاء كفاحنا لهثا وراء السلام والحفاظ على حسن الجوار وعدم الاعتداء والرحمة والعدل.


الفصل الرابع:أولا: المسيحية السياسية أو المسيحية المذمومة:



 اللصل الرابع:
أولا: المسيحية السياسية أو المسيحية المذمومة:

 ونقصد بها تلك المسيحية التي تنتشر في بلاد ودول الغرب في أوربا وأمريكا بصفة عامة، وانجلترا وأمريكا بصفة خاصة، والتي تحاول جاهدة بسط نفوذها على العالم تحت ستار المسيحية، ولذلك فهي تطلق اليد لمبشريها للعمل في جميع أرجاء العالم، وذلك من خلال هدف معلن وهو نشر الدين المسيحي، وآخر خفي يتمل في بسط سيطرة ونفوذ الكنيسة الغربية على العالم بأثره.

 
فكما حاولت الكنيسة الغربية فعل ذلك في الماضي، فها هي تعيد نفس الكرة في الوقت الحاضر.ففي الماضي كانت الحروب الصليبية، والآن نجد حملات التبشير بالدين المسيحي تغزو العالم بأثره، وبخاصة في المناطق التي تكثر فيها الصرعات التي تنميها السياسة الغربية كخطوة مكملة في نفس اتجاه الغزو الصليبي الغربي الجديد، ولا تتمثل خطورة ذلك الأمر في نشر الديانة المسيحية، وإنما مكمن الخطورة في أن هذه المسيحية التبشيرية ليست هي المسيحية التي جاء بها السيد المسيح ( عليه السلام) ولكنها مجموعة من التعاليم السياسية الأصل ذات المظهر الديني والتي تهدف إلى:
·      ربط آسيا وأفريفيا بعجلة الغرب عن طريق نشر الدين.
·   خلق فكر مسيحي يقف أمام الفكر الإسلامي والفكر المسيحي المعتدل في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والدولية.
 (العصابة)
ويندهش الباحث حينما يرى كبار رجال الكنائس وهم يتناسون المسيحية ومبادئها الأصلية السمحة، ويجندون أنفسهم لخدمة الاستعمار الغربي، وهم يتخذون الدين المسيحي وسيلة للضغط على الشعوب المسيحية في الدول النامية حتى لا تتطور، وحتى تبقى بمنأى عن الرقي والتصنيع والتقدم:
- فإذا كانت الكنيسة في الغرب تقر بمبدأ فصل الدين عن الدولة، فهي لا تقر بذلك المبدأ بالنسبة لدول الشرق وذلك ليظل كلام الكنيسة سيفا مسلطا على رقاب العباد.
- وإذا كانت الكنيسة في الغرب تبارك التصنيع، فإنها تعارض ذلك التصنيع في بلاد الشرق وتبرر ذلك:
* بزعمها أن العامل يعتبر نفسه خالقا، وهذا يتنافى مع الإيمان، واعتبار الإنسان مخلوقا.
* كما تبرر ذلك الرفض للتصنيع في بلاد الشرق أيضا بزعمها أن الثروة التي ستعود على البلاد من التصنيع ستجلب الشر على المسيحيين بالبلاد النامية، لآن ارتفاع مستوى المعيشة ستصحبه كثرة الخطايا والشرور.
*كما ترى الكنيسة أن التقدم لن يتم إلا بالتضحية بالتراث والتقاليد الموروثة، ولذلك فهي تقرر أن الاحتفاظ بالتراث والتقاليد الموروثة خير من التقدم الاقتصادي، وتتخذ المجالس الكنسية العليا كل التدابير لتنفيذ ورعاية هذه السياسة الظالمة.

تلك هي أبرز سمات المسيحية السياسية التي تتستر خلف الدين في محاولة منها لاستعمار بلاد الشرق، فهي تحافظ على تفشي الجهل والمرض فيهم من أجل أن يكونوا لقمة سائغة للاستعمار المتستر خلف الدين المسيحي، ودعاوى التبشير.تلك هي المسيحية السياسية التي فشل جندها في الحملات الصليبية في الماضي، فعاود الكرة بالاستعمار، فلما حصل المشرق على حريته عمدت إلي الوقوف في وجه تقدمه ورقيه وحاربت صناعته ووصفته بالجهل والتخلف.
 (شباب لجنة الدفاع اليهودي في فرنسا)
وهي تهدف من وراء ذلك إلى مواصلة استعماره سياسيا وفكريا واقتصاديا... الخ تلك هي المسيحية السياسية والكنيسة الغربية التي كان جنودها يرددون وهم يستعدون لاستعمار بلاد الشرق على اختلاف شعوب تلك البلاد ما بين مسلمين ومسيحيين، كان جندها يردد وهو يرتدي خوذة القتال قائلا:

أماه
أتمي صلاتك       لا تبكي
بل اضحكي وتأملي
أنا ذاهب إلى طرابلس
فرحا مسرورا
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة
سأحارب الديانة الإسلامية
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن.