الخميس، 23 أغسطس 2012

(8) الغدر والخيانة أولا: صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. الفصل السادس: بني صهيون



الفصل السادس: بني صهيون
أولا: صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
(8) الغدر والخيانة


 إن الغدر والخيانة صفتان قبيحتان يستقبحهما كل من كانت فطرته سليمة لم تشبها شائبة، لكن اليهود الذين خبُثت نفوسهم وفسدت ضمائرهم  - قبحهم الله -  التزموا في حياتهم صفتا الغدر والخيانة, فهم خونة ينقضون المواثيق ويغدرون, ويخونون من ائتمنهم .
  لوحة قديمة تظهر طرد الهيود من فرانكفورت بسبب سوء أفعالهم.
 وروى الإمام أبو داود السجستاني - رحمه الله - في سننه "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل الهدية، ولا يأكل الصدقة"، زاد "فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها، فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها، وأكل القوم، فقال: ((ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة))، فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: ((ما حملك على الذي صنعت؟)) قالت: إن كنت نبياً لم يضرك الذي صنعت، وإن كنت ملكاً أرحت الناس منك، فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتلت، ثم قال: في وجعه الذي مات فيه: ((ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان قطعت أبهري))" (1)رواه أبو داود برقم (4512)؛ وروي عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - عند الدارمي في سننه برقم (68)؛ والحاكم في المستدرك برقم (4967)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه؛ وقال الألباني: حسن صحيح في صحيح أبي داود برقم (4512)
ومن آيات القرآن الكريم التي تؤكد خيانة بني يهود:
 - قال تعالى:
 { وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً } (2) آل عمران: 75
عن ابن عباس { مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ } هو عبد الله بن سلام، استودعه رجل من قريشٍ ألفاً ومائتي أوقية ذهباً فأدّاه إليه. و { مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ } فنحاص بن عازوراء استودعه رجل من قريش ديناراً فجحده وخانه.
وقيل: المأمونون على الكثير النصارى، لغلبة الأمانة عليهم. والخائنون في القليل اليهود، لغلبة الخيانة عليهم { إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا } إلا مدّة دوامك عليه يا صاحب الحق قائماً على رأسه متوكلاً عليه بالمطالبة والتعنيف، أو بالرفع إلى الحاكم وإقامة البينة عليه. (3) تفسير الكشاف/ الزمخشري
-   قال تعالى:
قال ٱبن عباس: «عَلَى خَائِنَةٍ» أي معصية. وقيل: كذب وفجور(5) تفسير الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي
قال الإمام الطبري:
الخيانة طبع وخلق متأصل في اليهود  مستمر ، كان ولا يزال فيهم ، يقول تبـارك وتعالـى لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: ولا تزال يا مـحمد تطلع من الـيهود الذين أنبأتك نبأهم من نقضهم ميثاقـي، ونكثهم عهدي، مع أياديّ عندهم، ونعمتـي علـيهم، علـى مثل ذلك من الغدر والـخيانة، إلا قلـيلاً منهم. والـخائنة فـي هذا الـموضع: الـخيانة، وهو اسم وضع موضع الـمصدر، كما قـيـل خاطئة: للـخطأة، وقائلة: للقـيـلولة.
والصواب من التأويـل فـي ذلك القول الذي رويناه عن أهل التأويـل، لأن الله عنى بهذه الآية القوم من يهود بنـي النضير الذين هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، إذ أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينهم فـي دية العامريـين، فأطلعه الله عزّ ذكره علـى ما قد همُّوا به. ثم قال جلّ ثناؤه بعد تعريفه أخبـار أوائلهم وإعلامه منهج أسلافهم وأن أخرهم علـى منهاج أوّلهم فـي الغدر والـخيانة، لئلا يكبر فعلهم ذلك علـى نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم، فقال جلّ ثناؤه: ولا تزال تطلع من الـيهود علـى خيانة وغدر ونقض عهد. ولـم يرد أنه لا يزال يطلَّع علـى رجل منهم خائن، وذلك أن الـخبر ابتدىء به عن جماعتهم.  (6) تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
وقوله تعالى ( إلا قليلا منهم ) أي لم يخونوا ولم ينقضوا العهد ، مثل عبد الله بن سلام وأصحابه الذين دخلوا في الإسلام، والخيانة أمر مستمر فيهم كما ، تفيده الآية بقوله ( ولا تزال ) وكذا  قوله تعالى ) :أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ )  (7) البقرة : 100















.