الفصل الخامس: موقف الغرب(المسيحية السياسية)
من الإسلام.
(2) مختصر عن الحروب الصليبية
عشرون:
الحملة الصليبية الثالثة
السلطنة الأيوبية بعد استرجاع بيت المقدس وساحل الشام، وعند وصول الحملة الصليبية الثالثة.
(1)
النتائج التي ترتبت على فشل الحملة الصليبية الثانية:
قامت الحملة
الصليبية الثانية، كردا فعل على نجاح عماد الدين زنكي في تحرير
إمارة الرها من الاحتلال الصليبي، ولقد ترتبت بعض النتائج على
فشل هذه الحملة، منها :
الإمبراطور المعظم ألكسيوس كومنين الأول إمبراطور القسطنطينية
· أججت العداء الغرب أوروبي: تجاه الإمبراطورية البيزنطية؛ إذ أن
المعاناة التي لقيها الإمبراطور الألماني كونراد الثالث، وكذلك الملك
الفرنسي لويس السابع خلال الطريق البري،
الذي مر بمناطق بيزنطة أكد العداء
المتأصل بين الطرفين، وهو عداء
سيتراكم طول القرن الثاني عشر الميلادي/السادس الهجري حتى يصل إلى ذروته مع مطلع
القرن الثالث عشر الميلادي/السابع
الهجري.
إمارة الرها وما حولها من الدول الأخرى في الشرق الأوسط عام 1135
· أثرت تلك الحملة على طبيعة الوجود الصليبي: في الشرق، نظرا لأن
الحركة الصليبية، والإمارات الصليبية التي
تشكلت في الشرق العربي والإسلامي قد ارتبطت بحلف دفاعي إستراتيجي مع
الغرب الأوروبي، وفر لها كل أنواع االدعم المادي والمعنوي من أجل القيام والنمو والازدهار، بل وفر لها كل حماية ممكنة وسط المحيط
الإسلامي المعادي، والآن بعد المصير
الذي وصلت إليه الحملة الثانية بكل الآمال التي علقت على نجاحها،
اتضح لنا بجلاء، أن اعتماد الصليبيين على الدعم الأوروبي الخارجي خلال تلك الحملة الفاشلة، لم يغنهم شيئاً، طالماً أن
أطماعهم لا تحد، وجشعهم ليس له
حدود، ولقد ظل الوجود الصليبي في الشرق أشبه شيء برضيع لم يكتب
له النمو الطبيعي من خلال ارتباطه المرضي بالوطن الأم في أوروبا وظل الاعتماد على ذلك الوطن نقطة ضعف لذلك الوليد ليس
لها حل حقيقي في آلية الصراع الصليبي
الإسلامي، وهذا
ما ينطبق على إسرائيل في هذا العصر .
الوجود الصليبي قبل موقعة حطين
· عجز الكيان الصليبي بإمكانياته المحلية عن تغيير واقع عام 539ه/1144م وحتى مع الاعتماد على الوطن الأم عجز
أيضاً وتعليل ذلك إلى جانب أخطاء
الصليبيين أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء بل من الآن فصاعداً
سيحقق المسلمون الإنجاز وراء الآخر حتى يتم طرد الصليبيين نهائياً من المنطقة لتصحيح خطا الانقسام الإسلامي الذي مهد
للغزاة القدوم للمنطقة.
نور الدين محمود
·
بروز نجم نور
الدين محمود: فالحملة المذكورة دعمت وجود نور الدين محمود في حلب إلى حد كبير، فعلى الرغم من
خشية الدماشقة من تطلعاته
السياسية، إلا أنهم صاروا على علاقات ودية معه بدرجة أفضل من قبل تلك الأحداث، وزاد وضعه السياسي في شمال الشام،
بصورة أقوى، فقد اعترف الدماشقة ضمنياً بقوة نفوذه
السياسي، وطلبوا منه العون ضد مملكة بيت المقدس، حليفة الأمس.
قلعة دمشق
·
ضعف حكام دمشق:
الحملة المذكورة تلقي الضوء على مدى الضعف الذي
وصلت إليه أتابكية دمشق، إذ أنها لم تتمكن من مواجهة الزحف الصليبي
عليها، ولذلك طلبت العون العسكري الخارجي ولا ريب في أن ذلك الوهن أدركه نور الدين محمود بصورة مؤكدة على نحو جعله
يخطط أكثر من ذي قبل من أجل توحيد
الجبهة الإسلامية وضم دمشق.
قلعة العريمة قلعة كبيرة تحيط بها وفي داخلها أشجار البلوط
·
تدمير حصن
العريمة: استغل نور الدين محمود أول فرصة سنحت
له للعمل المشترك مع معين الدين أنر فقد استعان رايموند أمير طرابلس بنور الدين ضد أحد أمراء الصليبيين الذين حضروا مع الحملة الصليبيةالثانية من ضمن الجيش
الفرنسي هو برتراند كونت تولوز، لم يرجع هذا الأمير مع الجيش الفرنسي
إلى فرنسا بعد انتهاء الحملة، وإنما توجه إلى الشمال في البحر محاذيا للشاطئ حتى صار بمحاذاة إمارة طرابلس نزل إلى
البر ومعه فرسانه، فاقتحم حصن
العريمة التابع لإمارة طرابلس وتحصن فيه وأعلن عن نيته في الاستيلاء
على طرابلس معتبراً نفسه أحق بها من أميرها رايموند.ولعدم تمكن رايموند أمير طرابلس من التغلب عليه، فحاول الاستعانة بباقي الإمارات ا لصليبية، وعندما لم يجد
منهم استجابة بعث يستنجد بنور الدين
ومعين الدين اللذين بادرا بسرعة لحصار الحصن بقواتهما واستوليا عليه وأسرا كل من مكان فيه ثم دمراً الحصن حتى استوي
مع الأرض، وعاد كل منهم إلى
مدينته ، وتدل هذه الحادثة على
مدى الأثر السيئ الذي أحدثه فشل الحملة الصليبية
الثانية على وضع الإمارات الصليبيةفي
المشرق الإسلامي .
برتراند كونت تولوز
· كسر هيبة الصليبيين في نفوس المسلمين: يعتبر العديد من المؤرخين فشل الحملة الصليبية الثانية نقطة تحول في
تاريخ الصراع الإسلامي – المسيحي،
فبالإضافة إلى أنها أدت إلى انحطاط هيبة الصليبيين في الشام مما شجع القوى الإسلامية على الغارة بجرأة على الإمارات
الصليبية، ثم أنها كانت المناسبة التي
ظهر فيها نجم آخر من نجوم الجهاد الصليبي هو نور الدين محمود
زنكي الذي أحيا مشروع أبيه لتوحيد الجبهة الإسلامية ضد الصليبيين وهو المشروع الذي سيستكمله صلاح الدين فينجح في التمهيد
لإنهاء الحروب الصليبية.ولقد نجح نور الدين في استغلال الظروف التي أعقبت
فشل الحملة الصليبية الثانية في
توحيد الشام تحت قيادته هذه المرة على حساب حاكم
دمشق، ثم استأنف جهاده للصليبيين بنجاح مما شجع القوى الإسلامية الأخرى مثل سلاجقة الروم والآراتقة والتركمان على
التقدم لمواجهة الصليبيين خاصة في الرها
وأنطاكية بل وتحالفوا أيضاً في جهودهم حتى استطاع نور الدين زنكي
أن يوحد بلاد الشام كلها تحت قيادته من الرها شمالاً حتى حوران جنوباً فقامت دولة إسلامية موحدة مركزها دمشق، وكانت
هذه هي الخطوة الأولى نحو تكوين
الجبهة التي ستمتد من الفرات إلى النيل للتصدي بحق لهذا الخطر الصليبي.
عماد الدين زنكي
(2) الدعوة والاستجابة:
· كان تلك النتائج سالفة الذكر، وما تبعها من
سيطرة نور الدين محمود على دمشق، وتوحيده لسوريا تحت رايته، ثم معركة حطين، و سقوط
مملكة بيت المقدس في يد صلاح الدين بعد موقعة حطين رد فعل جنوني
في أوروبا، فقد قام بطريرك القدس الذي
تركه صلاح الدين يرحل بالطواف في بلاد أوربا ( الفرنجة) و معه صورة رجل عربي يضرب المسيح ليحثهم علي الأخذ بالثأر
لبيت المقدس.
مصور معركة حطين الخالدة
· نزل نبأ سقوط
مملكة القدس بعد معركة حطين كالصاعقة على أوروبا.
فما أن علم البابا أوربان الثامن بما حدث، حتى توفي من وقع الصدمة.
البابا أوربان الثامن
ودعا خليفته،
البابا غريغوري
الثامن، بمنشور باباوي بتاريخ 29 أكتوبر 1187 م وزعه من فيرارا، الكاثوليك إلى حملة
صليبية جديدة، وأمرهم بالصيام كل أسبوع في يوم الجمعة على امتداد خمس سنوات، كما أمرهم بالامتناع كليًا في
هذه الحقبة من الزمن عن أكل اللحم
مرتين في الأسبوع، والدعوة إلى الحرب الصليبية وقد قام بها ببالغ
الهمة الكاردينال إنريكو من ألبانو،
البابا غريغوري الثامن
وبعد شهرين حلّ البابا كليمنت الثالث مكان غريغوريوس، واستكمل المهمة، وقام
الكاردينالات بالطواف مشيًا على الأقدام في
عموم فرنسا وإنجلترا وألمانيا.
البابا كليمنت الثالث
· كان أول من لبى النداء الإمبراطور الألماني فريدريك
بربروسا الإمبراطور
الروماني المقدس تصدى لتلك
الحملة أيضًا ملكان من أكبر ملوك أوروبا في ذلك الوقت هما ريِتشارد
الأول "قلب الأسد" ملك إنكلترا وفيليب أغسطس ملك فرنسا، اللذان
مُوِّلاها بفرض ضريبة خاصة عُرفت بعشور صلاح
الدين (بالإنكليزية: Saladin tithe؛
وبالفرنسية: Dîme saladine) في إنكلترا وأجزاء من فرنسا.
فريدريك الأول بربروسا
(3) الجيوش وخط السير:
قامت الحملة الصليبية الثالثة من سنة
1189 م إلى سنة 1192 م، واشترك فيها بوجه الخصوص الإقطاعيون الكبار والفرسان من
بلدان أوروبا الغربية، وكانت المصالح التجارية
في الشرق للدول الإقطاعية قد اكتسبت مكانا مهما في سياساتها.
تتويج فيليبوس أغسطس
قاد الجيوش الصليبية كل من ملك فرنسا
فيليب أوغست الثاني، ملك إنجلترا ريتشارد الذي لقب لاحقا
بقلب الأسد، وملك الجرمان (ألمانيا) فريدريك الأول بربروسا، وتحركت القوات الألمانية قبل غيرها في 11 مايو 1189 والتي كان قوامها قرابة 30 ألفاً من
الفرسان والمشاة، وأدت حملته إلى خراب في مملكة بيزنطة،
الجيش الألماني:
ريتشارد الأول قلب الأسد، مخطوطة من القرن الـ12 م
إن أول من لبى النداء الإمبراطور الألماني فريدريك
بربروسا الذي سار بجيشه
برًا عبر المجر ورومانيا حتى بلغ القسطنطينية، والتي كان إمبراطورها إسحق الثاني قد
تحالف سرًا مع صلاح الدين، ألاّ يسمح أحدهما لأي قوّات بتهديد أراضي الآخر، إلا أنه لم يقوى على منع قوات فريدريك لكثرة
عددهم، لكنه لم يسمح بتزويدهم
بالمؤن.
قلج أرسلان الثاني
راسل فريدريك أبناء سلطان سلاجقة الروم قلج أرسلان الثاني وقد كانوا قد حجروا على أبيهم، للمرور من خلال
أراضيهم، فسمحوا له، وأرسل قلج أرسلان
الثاني يعتذر لصلاح
الدين على عدم قدرته على منع الألمان من المرور من أراضيه، فبلغت الرسل صلاح الدين
وهو يحاصر عكا.
عملة من الإلكتروم ترجع لعهد إسحاق الثاني
رغم ذلك، فقد فشلت حملة فريدريك في
الوصول إلى الشرق، (لطول المسافة وحلول الشتاء
على الجيش المرتحل ومقاومة بعض أمراء المناطق التي مرت بها الحملة
للجيش الغازي وقلة المؤن، خاصة بعد امتناع إسحق الثاني إمبراطور الروم عن إمدادهم بالمؤن، إضافة إلى غرق فريدريك
بربروسا نفسه في 10 يونيو 1190 في نهر اللامس.بالقرب من أنطاكية، مما
أحدث ربكة في صفوف الصليبيي، (( فعاد بعضهم وجحد بعضهم الآخر بالمسيحية فاعتنق الوثنية وأكمل الباقون حتى وصلوا إلى عكا)،
إضافة إلى الخلافات التي تبعت وفاته على منْ يخلفه، وقد أثارت
أنباء فشل حملة بربروسا الغبطة في المعسكر المسلم المدافع عن عكا.
رسم أوروبي من القرن الثالث عشر يُظهر ريتشارد الأول قلب الأسد وصلاح الدين في مبارزة.
·
الجيش الإنجليزي والفرنسي:
أما الإنجليز والفرنسيون، فلم ينتهوا من الاستعداد للحملة حتى صيف 1190، وفي 4 يوليو 1190، عبر ريتشارد وحاشيته مضيق
المانش، واجتمعت الفصائل الإنجليزية والفرنسية في مدينة فيزليه، ولكن القوات
انفصلت وتوجه الفرنسيون إلى جنوة والإنجليز إلى مرسيليا حيث كان أسطول ريتشارد المكون من 200 سفينة ينتظر
بعد التفافه حول أسبانيا، ومن
هناك انطلق الجيشان إلى صقلية، حيث وصلوا في سبتمبر من 1190، وقرروا قضاء الشتاء هناك، وفي تلك الفترة، كان ريتشارد يعمل لأجل توسيع
نفوذه بالسيطرة على صقلية، مما أدى إلى تردي العلاقات بين قائدي الجيشين.
حصار صور من قبل الجيش الأيوبي سنة 1187.
بعد حوالي ستة أشهر في صقلية، أبحر
فيليب الثاني من مسينا في 30 مارس 1191 م، ولحق به حليفه الذي لم يعد رفيق
طريقه بعد 10 أيام، فمضى الفرنسيون إلى صور، أما
ريتشارد فاحتل في طريقه جزيرة قبرص، الأمر
الذي أصبح ذا أهمية كبرى فيما بعد، فإن ممالك الصليبيين لم تكن لتصمد لمئة سنة
أخرى إلا بفضل الدعم العسكري من قبرص
(إعدام السراسنة) رسم يُظهر الملك ريتشارد الأول قلب الأسد يُعدم السجناء المسلمين بعد استرجاعه مدينة عكا
قام الصليبيون
بحصار عكا، فكان الفرنسيون وفصائل
الأسياد المحليين والألمان والدينماركيون والفلمنكيون الإيطاليون، واستمر حصار هذه القلعة المنيعة
أشهرا، ساهم في طول هذا الحصار الخلاف الداخلي في صفوف الصليبيين، ووصل ريتشارد إلى عكا في 7 يونيو 1191، وفي 11 يوليو 1191 م، بدأ هجوم عام، كان ريتشارد من اقترحه، وفي اليوم
التالي استسلمت المدينة التي أنهكها الحصار المديد،وأُعدم فيها
ثلاثة آلاف سجين مسلم منهم نساء وأطفال.
صلاح الدين يُعدم أرناط صاحب الكرك بيده
ردّ صلاح الدين
بقتل كل الفرنجة الذين أسرهم بين 28 أغسطس و 10 سبتمبر، وقد كتب بهاء الدين بن شداد "وبينما
كنا هناك أحضروا اثنين من الفرنجة الذين تم أسرهم إلى السلطان صلاح الدين، وعلى
الفور أمر بقطع رؤوسهم."
معركة أرسوف كما يصورها الغرب
وفي 15 شعبان سنة 587هـ، الموافق فيه 7 سبتمبر سنة 1191م، اشتبكت جيوش صلاح الدين مع جيوش الصليبيين بقيادة ريتشارد قلب الأسد في معركة أرسوف التي انهزم فيها صلاح الدين، إلا أن الصليبيين لم
يتمكنوا من التوغل في الداخل وبقوا على الساحل، وبقيت الحرب سجال بين الفريقين، وفشلت كل محاولات الفرنجة لغزو
القدس
باليان بن بارزان صاحب الرملة ونابلس وحامي القدس، يُسلّم المدينة للسلطان صلاح الدين الأيوبي
و بتأمين عكا و صور تدفقت الجيوش
الصليبية علي طول السواحل، و احتل ريتشارد حيفا و عسقلان و لكنه لم بتسرع في
الاتجاه إلي القدس، و فضل أن يكسب بالمفاوضات ما يمكن إلا يكسبه بالحرب. و لكن
صلاح الدين كان يراهن علي أن ريتشارد لن يستطيع أن يبقي طويلاً و يترك
انجلترا و ما فيها من مؤامرات علي عرشه.
غي دي لوزينيان
في مايو 1192 م عادت الحرب و تقدم
ريتشارد نحو القدس علي أمل الحصول عليها و لكنه رأي كيف أن المسلمين مصممين علي
الدفاع عنها، فانسحب خائفاً من أن يفقد ماء وجهه.
و تجددت المفاوضات و في يونيو 1192 م لم
يستطع ريتشارد أن يؤجل عودته إلي انجلترا أكثر من ذلك، فقد كانت إنجلترا تموج
بالفتن و محاولات أخوه جون الاستيلاء علي العرش. فتمت اتفاقية بين صلاح الدين و
ريتشارد قلب الأسد تسمي صلح الرملة بموجبه يتنازل صلاح الدين عن بعض المدن علي
الساحل للصليبيين بين صور و يافا بما فيها عكا و حيفا و قيسارية علي أن يحتفظ صلاح
الدين بكل ما تبقي من فلسطين بما فيها القدس و عسقلان، كما نص الصلح علي السماح للصليبيين
بالحج لبيت المقدس.
صلاح الدين الأيوبي يعالج الملك ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا
و انتقل العرش الصليبي من بيت
المقدس إلي إمارة طرابلس التي زادت قوتها بانتقال ملوك بيت المقدس إليها و الذين
سيقيمون فيما بعد إمارة جديدة هي إمارة بيروت بين البترون و صيدا، و التي ظلت مصدر
تهديد للمسلمين حتي استعادها السلطان بيبرس في العصر المملوكي.
بعد عقد صلح الرملة اعتبر فيليب أغسطس
أن مهمته قد انتهت، و أنه أبر بقسمه ” أن يفتح الطريق إلي بيت المقدس”،
و اقلع إلي بلاده من ميناء عكا في 8 يونيو 1192 م.
أما ريتشارد قلب الأسد فقد حج إلي
بيت المقدس، ثم اتجه إلي قبرص ووضع يده عليها و أقطعها للفارس جي دي
لوزنيان، ثم عاد إلي بلاده في أكتوبر 1192 م.
الرملة
(4) صلح الرملة ونهاية الحملة الصليبية
الثالثة:
تلى ذلك
محاولات قادها ريتشارد لاحتلال مدن أخرى، باءت بالفشل وجسّدت ريتشارد في صورة
بنزعة إلى سفك الدماء، وفي 2 سبتمبر 1192 عقد الصلح مع صلاح الدين بما عرف بصلح الرملة، واحتفظ الصليبيون بشريط ساحلي يمتد من صور إلى يافا، ويحكم المسلمون بقية المناطق في بلاد الشام من ضمنها القدس، وسمح
صلاح الدين للحجاج والتجار بزيارة القدس.
نصب تذكاري لريتشارد قلب الأسد أمام البرلمان الانجليزي في لندن
(5) النقاط التي تم الاتفاق عليها بصلح
الرملة
§
تكون الهدنة عامة في البر
والبحر، ومدتها ثلاث سنوات وثلاثة أشهر.
§
أن يتخلى الفرنجة الصليبيون لصلا
ح الدين عن عسقلان وغزة والداروم (دير البلح)،
وأن يبقى الساحل بيدهم من صور إلى يافا بما فيها قيسارية وحيفا وأرسوف.
§
للنصارى الحرية التامة في زيارة
الأماكن المقدسة في القدس دون أن يؤدوا ضرائب
للمسلمين، وتكون السيادة على الأماكن التعبدية حسب الاتفاقية من صلاحية المسلمين.
§
اشترط صلاح الدين دخول
الاسماعلية الباطنية في الهدنة وفي المقابل اشترط الصليبيون دخول أميري أنطاكية
وطرابلس الصليبيين في ذلك.
§
تكون مدينة الرملة واللد مناصفة
بين المسلمين والصليبيين.
§
تتم هذه الاتفاقية بعد أن يحلف
عليها ملوك وأمراء كلا الطرفين
وأناب عن الملك ريتشارد في التوقيع على
الاتفاقية هنري دي شامبني وباليان الثاني دي
أبلين وأونفروي الرابع دي تورون، في حين مثل الجانب الإسلامي: الملك
الأفضل والملك الظاهر ابنا صلاح الدين، وأخوه الملك العادل وبعض الأمراء الأيوبيين الآخرين. هذا وقد اشترط الصليبيين
دخول صاحب أنطاكية وطرابلس في
الهدنة فوافق السلطان على أن يقسموا فإن لم يفعلوا ذلك لا يدخلوا
فيها. وقد أمر صلاح الدين أن يذاع خبر الهدنة في معسكرات الجنود وفي الأسواق ليتنقل المسلمين والصليبين في اللد بحرية
وسلام
ضريح ريتشارد قلب الأسد في دير- صومعة فونتوفرود
