الأحد، 2 سبتمبر 2012

(16) أكل أموال الناس بالباطل أولا: صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. الفصل السادس: بني صهيون


الفصل السادس: بني صهيون
أولا: صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
(16) أكل أموال الناس بالباطل.

 إن من الصفات القبيحة والمتأصلة في نفوس اليهود:الإكثار من أكل أموال الناس بغير حق من خلال الربا والاحتيال والخداع بشتى صوره، واليهود هم سادة العالم في ذلك.. فاليهود كما نعلم قوم بهتٌ، أكالون للسحت والربا، ولا يعيشون إلا على الحرام، ولا يبالون في سبيل جمع المال بشيء من الدين أو الأخلاق، أو حرمة الأعراض، فهم عبّاد المال أينما وجد، وبأي طريقة اكتسب؛ حلالاً كان أو حراماً، ويجب ألا ننسى أن أغلب البنوك الربوية ترجع ملكيتها لهم ولما كانوا يساكنون المسلمين في البلاد الإسلامية منذ القدم (قبل أن يحتلوا بلاد فلسطين ليكوِّنوا لهم دولة) نشروا الربا بين المسلمين، وأغروهم بمكاسبه الكبيرة، فتبعهم من ضعُفَ إيمانُه وخلقُه من المسلمين - 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم - قال الله - تبارك وتعالى -
-   في سورة النساء:
" وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " (1) النساء: 161
وقوله: { وأخْذِهِمُ الرّبـا } وهو أخذهم ما أفضلوا علـى رؤوس أموالهم لفضل تأخير فـي الأجل بعد مَـحِلها. وقد بـينت معنى الربـا فـيـما مضى قبل بـما أغنى عن إعادته. { وقَدْ نُهُوا عَنْهُ }: يعنـي عن أخذ الربـا.
وقوله: { وأكْلِهِمْ أمْوَالَ النَّاسِ بـالبـاطِلِ } يعنـي: ما كانوا يأخذون من الرشا علـى الـحكم، كما وصفهم الله به فـي قوله:{وَتَرَى كَثِـيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِـي الإثْمِ والعُدْوَانِ وأكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ }
وكان من أكلهم أموال الناس بـالبـاطل ما كانوا يأخذون من أثمان الكتب التـي كانوا يكتبونها بأيديهم، ثم يقولون: هذا من عند الله، وما أشبه ذلك من الـمآكل الـخسيسة الـخبـيثة
فعاقبهم الله علـى جميع ذلك بتـحريـمه ما حرّم علـيهم من الطيبـات التـي كانت لهم حلالاً قبل ذلك. وإنـما وصفهم الله بأنهم أكلوا ما أكلوا من أموال الناس كذلك بـالبـاطل بأنهم أكلوه بغير استـحقاق وأخذوا أموالهم منهم بغير استـيجاب، فقوله: { وأعْتَدْنا للكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابـا ألِـيـماً } يعنـي: وجعلنا للكافرين بـالله وبرسوله مـحمد من هؤلاء الـيهود العذاب الألـيـم، وهو الـموجع من عذاب جهنـم، عدة يصلونها فـي الآخرة، إذا وردوا علـى ربهم فـيعاقبهم بها (2) تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
صورة في موقع الأنبا تكلا لأحد الصيارفة اليهود، الربا.
- وفي سورة المائدة:
·  {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}  (3) سورة المائدة: 42
قال ابن مسعود وغيره: السُّحت الرُّشا. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رشوة الحاكم من السّحت
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ) كلّ لحم نبت بالسّحت فالنار أولى به قالوا: يا رسول الله وما السحت؟ قال: «الرشوة في الحكم(
وعن ابن مسعود أيضاً أنه قال: السحت أن يقضي الرجل لأخيه حاجة فيهدي إليه هدية فيقبلها. وقال ابن خُوَيْزِ مَنْدَاد: من السّحت أن يأكل الرجل بجاهه، وذلك أن يكون له جاه عند السلطان فيسأله إنسان حاجة فلا يقضيها إلا برشوة يأخذها.
 ولا خلاف بين السّلف أَنّ أَخذ الرشوة على إبطال حق أو ما لا يجوز سُحْت حرام. وقال أبو حنيفة: إذا ٱرتشى الحاكم ٱنعزل في الوقت وإن لم يعزل، وبطل كل حكم حكم به بعد ذلك.
قلت: وهذا لا يجوز أن يختلف فيه إن شاء الله؛ لأن أخذ الرشوة منه فسق، والفاسق لا يجوز حكمه. والله أعلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: " لعن الله الرّاشي والمرتشي "
وعن علي رضي الله عنه أنه قال: السّحت الرّشوة وحلوان الكاهن والاستعجال في القضية.
  وروي عن وهب بن منبه أنه قيل له: الرشوة حرام في كل شيء؟ فقال: لا؛ إنما يكره من الرّشوة أن تُرشى لتُعطَى ما ليس لك، أو تدفع حقاً قد لزمك؛ فأما أن ترشى لتدفع عن دِينك ودمك ومالك فليس بحرام.
 قال أبو الليث السَّمَرْقَنْدي الفقيه: وبهذا نأخذ؛ لا بأس بأن يدفع الرجل عن نفسه وماله بالرشوة. وهذا كما روى عن عبد الله بن مسعود أنه كان بالحبشة فَرَشا دينارين وقال: إنما الإثم على القابض دون الدافع؛ قال المهدوي: ومن جعل كسب الحجام ومن ذكر معه سحتاً فمعناه أنه يَسحَت مروءة آخذه(4) تفسير الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي
·  {وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ,}  (5) المائدة 62-63
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: وترى يا مـحمد كثـيراً من هؤلاء الـيهود الذين قصصت علـيك نبأهم من بنـي إسرائيـل { يُسَارِعُونَ فِـي الإثْمِ والعُدْوَانِ } يقول: يعجلون بـمواقعة الإثم، وقـيـل: إن الإثم فـي هذا الـموضع معنىّ به الكفر. (6) تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
المسارعة في الشيء الشروع فيه بسرعة. قيل: الإثم الكذب، والعدوان الظلم. وقيل: الإثم ما يختص بهم، والعدوان ما يتعداهم إلى غيرهم، وأما أكل السحت فهو أخذ الرشوة، وقد تقدم الاستقصاء في تفسير السحت، وفي الآية فوائد:
الفائدة الأولى: أنه تعالى قال: { وَتَرَىٰ كَثِيراً مّنْهُمْ } والسبب أن كلهم ما كان يفعل ذلك، بل كان بعضهم يستحي فيترك.
الفائدة الثانية: أن لفظ المسارعة إنما يستعمل في أكثر الأمر في الخير. قال تعالى{يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ} [آل عمران: 114] وقال تعالى:
{نُسَارِعُ لَهُمْ فِى ٱلْخَيْرٰتِ } [المؤمنون: 56
 فكان اللائق بهذا الموضع لفظ العجلة، إلا أنه تعالى ذكر لفظ المسارعة لفائدة، وهي أنهم كانوا يقدمون على هذه المنكرات كأنهم محقون فيه.
الفائدة الثالثة:  لفظ الإثم يتناول جميع المعاصي والمنهيات، فلما ذكر الله تعالى بعده العدوان وأكل السحت دلّ هذا على أن هذين النوعين أعظم أنواع المعصية والإثم ثم قال تعالى:
{ لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ ٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ ٱلإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }
معنى { لَوْلاَ } هٰهنا التحضيض والتوبيخ، وهو بمعنى هلا، والكلام في تفسير الربانيين والأحبار قد تقدم. قال الحسن: الربانيون علماء أهل الإنجيل، والأحبار علماء أهل التوراة.
 وقال غيره: كله في اليهود لأنه متصل بذكرهم، والمعنى أن الله تعالى استبعد من علماء أهل الكتاب أنهم ما نهوا سفلتهم وعوامهم عن المعاصي، وذلك يدل على أن تارك النهي عن المنكر بمنزلة مرتكبه، لأنه تعالى ذم الفريقين في هذه الآية على لفظ واحد، بل نقول: إن ذم تارك النهي عن المنكر أقوى لأنه تعالى قال في المقدمين على الإثم والعدوان وأكل السحت{ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [المائدة: 62] وقال في العلماء التاركين للنهي عن المنكر { لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } والصنع أقوى من العمل لأن العمل إنما يسمى صناعة إذا صار مستقراً راسخاً متمكناً، فجعل جرم العاملين ذنباً غير راسخ، وذنب التاركين للنهي عن المنكر ذنباً راسخاً.
 والأمر في الحقيقة كذلك لأن المعصية مرض الروح، وعلاجه العلم بالله وبصفاته وبأحكامه، فإذا حصل هذا العلم وما زالت المعصية كان مثل المرض الذي شرب صاحبه الدواء فما زال، فكما أن هناك يحصل العلم بأن المرض صعب شديد لا يكاد يزول، فكذلك العالم إذا أقدم على المعصية دلّ على أن مرض القلب في غاية القوة والشدة، وعن ابن عباس: هي أشد آية في القرآن، وعن الضحاك: ما في القرآن آية أخوف عندي منها، والله أعلم. (7) تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي
- وفي سورة التوبة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}  (8) سورة التوبة (34).
. قال السدي: الأحبار من اليهود، والرهبان من النصارى، وهو كما قال؛ فإن الأحبار هم علماء اليهود؛ كما قال تعالى:
 { لَوْلاَ يَنْهَـٰهُمُ ٱلرَّبَّـٰنِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ ٱلإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ}
[
المائدة: 63] والرهبان عباد النصارى، والقسيسون علماؤهم؛ كما قال تعالى: {ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً}المائدة82  
والمقصود التحذير من علماء السوء وعباد الضلال كما قال سفيان بن عيينة: من فسد من علمائنا، كان فيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا، كان فيه شبه من النصارى.
 يسوع في الهيكل، حيث منع اليهود من الأعمال التجارية داخله قائلاً لهم مَكتُوب إن بيتي بيت للصلاة، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص.(متى 23-13).
وفي الحديث الصحيح: " لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة " قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: " فمن " ؟ وفي رواية: فارس والروم؟ قال: " فمن الناس إلا هؤلاء؟ " والحاصل التحذير من التشبه بهم في أقوالهم وأحوالهم، ولهذا قال تعالى{ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَـٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } وذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين، ومناصبهم ورياستهم في الناس يأكلون أموالهم بذلك كما كان لأحبار اليهود على أهل الجاهلية شرف، ولهم عندهم خَرْج وهدايا وضرائب تجيء إليهم، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم استمروا على ضلالهم وكفرهم وعنادهم؛ طمعاً منهم أن تبقى لهم تلك الرياسات، فأطفأها الله بنور النبوة، وسلبهم إياها، وعوضهم الذل والصغار، وباؤوا بغضب من الله تعالى.
وقوله تعالى: { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي: وهم مع أكلهم الحرام يصدون الناس عن إتباع الحق، ويلبسون الحق بالباطل، ويظهرون لمن اتبعهم من الجهلة أنهم يدعونه إلى الخير، وليسوا كما يزعمون، بل هم دعاة إلى النار، ويوم القيامة لا ينصرون. وقوله: { وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }: هؤلاء هم القسم الثالث من رؤوس الناس فإن الناس عالة على العلماء وعلى العباد وعلى أرباب الأموال، فإذا فسدت أحوال هؤلاء، فسدت أحوال الناس؛ كما قال ابن المبارك:
وهَلْ أَفْسَدَ الدِّيْنَ إلا المُلوكُ
   
وأحبارُ سوءٍ ورهبانُها
وأما الكنز، فقال مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: هو المال الذي لا تؤدى زكاته، وروى الثوري وغيره عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: ما أُدِّي زكاته فليس بكنز، وإن كان تحت سبع أرضين، وما كان ظاهراً لا تؤدى زكاته، فهو كنز.
 وقد روي هذا عن ابن عباس وجابر وأبي هريرة موقوفاً ومرفوعاً، وقال عمر بن الخطاب نحوه: أيما مال أديت زكاته، فليس بكنز، وإن كان مدفوناً في الأرض، وأيما مال لم تؤد زكاته، فهو كنز يكوى به صاحبه، وإن كان على وجه الأرض، وروى البخاري من حديث الزهري عن خالد بن أسلم قال: خرجنا مع عبد الله بن عمر فقال: هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما نزلت، جعلها الله طهرة للأموال، وكذا قال عمر بن عبد العزيز وعراك بن مالك: نسخها قوله تعالى:{ خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةً }[التوبة: 103].
وقال سعيد بن محمد بن زياد عن أبي أمامة: أنه قال: حلية السيوف من الكنز. ما أحدثكم إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الثوري عن أبي حصين عن أبي الضحى عن جعدة بن هبيرة عن علي رضي الله عنه قال: أربعة آلاف فما دونها نفقة، فما كان أكثر من ذلك فهو كنز. وهذا غريب.
وقد جاء في مدح التقلل من الذهب والفضة، وذم التكثر منهما أحاديث كثيرة. ولنورد منها هنا طرفاً يدل على الباقي.
 قال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري أخبرني أبو حصين عن أبي الضحى عن جعدة بن هبيرة عن علي رضي الله عنه في قوله: { وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ } الآية. قال النبي: " تباً للذهب، تباً للفضة " يقولها ثلاثاً، قال: فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: فأي مال نتخذ؟ فقال عمر رضي الله عنه: أنا أعلم لكم ذلك، فقال: يا رسول الله إن أصحابك قد شق عليهم، وقالوا: فأي المال نتخذ؟ قال: " لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة تعين أحدكم على دينه "
 اليهود سادة العالم في الإقتصاد والطب والتقنية والإعلام..
حديث آخر قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبي محمد جعفر، حدثنا شعبة، حدثني سالم بن عبد الله، أخبرنا عبد الله بن أبي الهذيل، حدثني صاحب لي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تباً للذهب والفضة " قال: وحدثني صاحبي: أنه انطلق مع عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله قولك: «تباً للذهب والفضة» ماذا ندخر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة تعين على الآخرة " حديث آخر قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال: لما نزل في الذهب والفضة ما نزل، قالوا: فأي المال نتخذ؟ قال عمر: فأنا أعلم لكم ذلك، فأوضع على بعير، فأدركه، وأنا في أثره، فقال: يا رسول الله أي المال نتخذ؟ قال: " قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجة تعين أحدكم على أمر الآخرة " ورواه الترمذي وابن ماجه من غير وجه عن سالم بن أبي الجعد، وقال الترمذي: حسن، وحكي عن البخاري: أن سالماً لم يسمعه من ثوبان، قلت: ولهذا رواه بعضهم عنه مرسلاً، والله أعلم. (9) تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير