الاثنين، 19 ديسمبر 2011

الفصل االرابع: خامسا:اضطهاد اليهود للمسيحيين.

الفصل االرابع:
 خامسا:اضطهاد اليهود للمسيحيين.
 




لا شك أن الناظر في أحوال النصارى اليوم وكيف ارتموا على أقدام اليهود ينصرونهم ويخدمونهم ويثبتون أركان دولتهم ؛ ليعجب أشد العجب من سفاهة عقولهم وخفة أحلامهم إذا ما طالع تاريخ النصرانية وما تخلله من عهود اضطهاد طويلة مارسها ضدهم اليهود فقد، بدأ اضطهاد اليهود لأتباع المسيح في حياته وازداد بعد رفعه عليه السلام

ويقدر بعض المسيحيين بأنه في ألفي عام من الإيمان المسيحي، قد عانى من الاضطهاد نحو 70 مليون من المؤمنين وقد قتل منهم من أجل إيمانهم  45 مليون أو 65 في المائة منهم في القرن العشرين وفقا " للاضطهاد الجديد"
(بولس الرسول)
اتبع المسيح في حياته علي الأرض عدد قليل من اليهود هم تلاميذه، وبعد نهاية مرحلة وجود المسيح علي الأرض شهدت المسيحية تحول أكبر أعدائها وهو اليهودي المعروف بشاؤول الطرسوسي نسبة إلي طرطوس  عن اليهودية إلى المسيحية، فأصبح اسمه بولس (الرسول) وتحول إلى أهم ناشري المسيحية بين الرومان، بينما عمل بطرس علي نشر المسيحية بين اليهود.
(القديس بطرس)
تعرضت المسيحية للاضطهاد من عشرة قياصرة رومان أذاقوا المسيحيين العذاب ألوانا، ولكن بعد أن تحول قسطنطين عن الوثنية إلى المسيحية أصبحت المسيحية دين الدولة الرومانية، 
 (الإمبراطور قسطنطين)
وتحولت المسيحية في الغرب إلي ديانة دولة وأصبحت (ديانة) مستقلة، ولكن بقيت العديد من الكنائس الشرقية والإصلاحية فيما بعد بعيدة عن تأثير روما وقد تعرضت هذه الكنائس أيضا للاضطهاد علي يد الكنيسة الغربية (الرومانية). وكان هذا الاضطهاد بسبب الاختلاف في المذهب وليس الاختلاف في الدين.
 (الصراع الكاثوليكي البروتستانتي)
في القرن الأول، كان أشد الناس عداوة للمسيحيين في القدس هم اليهود وكان اضطهاد المسيحيين في القدس على يد اليهود، ووفقا للعهد الجديد، كان موت يسوع يطالب به اليهود سنهدرين وقبلت السلطات الرومانية، تنفذ عقوبة الصلب الروماني.ولقد اضطر المسيحيين إلى الرحيل من القدس نظرا إلى الاضطهاد الشديد الذي تعرضوا له على يد اليهود.




"طيباروس"
بدأ اضطهاد الدولة الرومانية الرسمي للمسيحيين في عهد "طيباروس" الإمبراطور الروماني الذي عاصر المسيح عليه السلام، وقد حكم من الفترة الواقعة بين (14-37) وجاء بعده قيصران كانا أشد قسوة على المسيحيين
 (نيرون)
أحدهما : الإمبراطور الروماني " نيرون" (54- 68م)
بتحريض من زوجته اليهودية بوبي اسبينا اضطهد نيرون المسيحية والمسيحيين، حيث  اختار المسيحية ككبش فداء لجريمته في حرق روما فألصق التهمة بالمسيحيين، 
 (اطلاق الوحوش على المسيحيين في عصر الإضطهاد)
وبدأ يلهى الشعب في القبض على المسيحيين واضطهادهم وسفك دمائهم بتقديمهم للوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما في الستاديوم،

وفى جميع أنحاء الإمبراطورية حتى أن مؤهلات الولاة الذين كانوا يتولون الأقاليم  تنحصرفي مدى قسوتهم في قتل المسيحيين، وسيق أفواج من المسيحيين لإشباع رغبة الجماهير في رؤية الدماء، وعاش المسيحيين في سراديب تحت الأرض وفى الكهوف وما زالت كنائسهم وأمواتهم إلى الآن يزورها السياح.
 (بولس وبطرس)
وأستمر الاضطهاد الدموي أربع سنوات ذاق خلالها المسيحيون كل ما يتبادر إلى الذهن من أصناف التعذيب الوحشي، وكان من ضحاياه الرسولان بولس وبطرس اللذان استشهدا عام 68م.  وقد تفنن في تعذيبهم فكان يلبسهم جلود الحيوانات، ويرميهم للكلاب تمزقهم وكان يحكم عليهم بالقتل الجماعي.. 
( عام الدولة الرومانية)
والثاني: الإمبراطور "تراجان" "53-117م" 
الذي تُوّج إمبراطوراً في الفترة "98-117م" أول إمبراطور أعلن أن المسيحية ديانة محرمة، ولكي يضع حدا لانتشار المسيحية، حكم على كثيرين منهم بالموت، وأرسل بعضا آخر إلى المحكمة الإمبراطورية بروما.وقد أمر ولاته في الأقاليم التابعة له بتعذيب النصارى وإعدام كل من كان مسيحياً وبعد موت تراجان تنفس المسيحيون الصعداء، وكانت معاملة الأباطرة الذين خلفوه في الحكم حسنه إلى حد ما  
الإمبراطور "ديكيوس" (249-251م) 

الذي أصدر مرسوماً باضطهاد كل من هو مسيحي، وكان يأمر منْ قبض عليه بتهمة المسيحية أن يقدم قرباناً إلى الهيكل الوثني، فإذا رفض، كان هو الذبيحة المقدمة للهيكل
  (دقلديانوس)
الإمبراطور (دقلديانوس) (284-305م)  
أمر بهدم الكنائس وإعدام كتبها المقدسة، وأمر بإلقاء القبض على الكهان، وسائر رجال الدين، فامتلأت السجون بالمسيحيين، وقتل الكثيرين بعد أم مزقت أجسادهم بالسياط والمخالب الحديدية، والنشر بالمناشير، والتمشيط بين اللحم والعظم، والإحراق بالنار، وقد سمي عصره باسم " عصر الشهداء " حسب المصادر النصرانية.

وفي عهده أراد الأقباط في مصر التحرر من قيصر الرومان وأغلاله، فطالبوا بالحرية، وأمّروا أحدهم، منشقين بذلك عن الإمبراطورية، فجاء دقلديانوس، بقوته إلى مصر، فحرّق كنائسهم، وكتبهم، وأعمل فيهم القتل حتى قيل أنه قتل منهم (300) ألف قبطي، فكانت كارثة عليهم لدرجة أن الأقباط اتخذوا بداية حكم هذا الإمبراطور للتأريخ القبطي.




"ذو نواس الحميري" 

قام  في عام 527م بمذبحة للنصارى في نجران بعد أن أحس بأن شوكتهم بدأت تقوى ، فقد كان أكثرهم من التجار الأغنياء وكانوا على المذهب النسطوري، فقيل أنه قتل منهم عشرين ألفاً في معركة الأخدود، التي ذكرها الله تعالى - في القرآن من خبر أصحاب الأخدود 

وقد كان هذا في وقت متأخر عن عهود الاضطهاد العامة للنصارى ، حيث لهم آنذاك وجودهم الرسمي في الإمبراطورية الرومانية والحبشة وغيرها، فلما علم كل من قيصر الروم ونجاشي الحبشة بالحادث تراسلاً، واتفقا على الثأر لنصارى نجران وبالفعل انتصر جيش النجاشي بقيادة أرياط، وسيطر على اليمن ومن بعده أبرهة الأشرم
عبدة النار

 الفرس المجوس 

تعرض المسيحيون في بلاد ما بين النهرين إلى الاضطهاد في بدايات ظهور المسيحية في العراق وبلاد فارس على يد الساسانيين الفرس أتباع الديانة المجوسية والتي لا تزال أخبارها مذكورة لدى مسيحيي العراق. مما دفعهم للثورة على حكم الفرس في العراق كما حدث في معركة ذي قار.
وقد أضطر المسيحيون في عهود الاضطهاد المظلمة هذه ، إلى أن يستخفوا ويفروا ، مما جعلهم يفقدون بعض كتبهم وأحرق البعض الآخر..
إسرائيل اليوم واضطهاد المسيحيين:


- يقول دانيال روسينغ، رئيس مركز القدس للعلاقات المسيحية اليهودية، ومسؤول الشؤون الدينية المسيحية في السبعينات واوائل الثمانينات من القرن المنصرم قال بالحرف الواحد: "إنطباعي هو أن رجال الدين المسيحيين يتعرضون داخل البلدة القديمة بالقدس لحادثة بصق يومياً، وهذه الظاهرة بدأت بالازدياد"... في حين أن الحاخام ديفيد روزن قال وبكل صراحة أن هذه الظاهرة أصبحت جزءاً من الحياة في القدس لكل مسيحي يقيم فيها، منتقداً عدم وضع حد لهذه الظاهرة من قبل السلطات المختصة. 
- عداء اليهود المتزمتين العنصريين للوجود المسيحي في القدس العربية ليس عابراً أو فردياً أو عفوياً بل آت من خلفية تربية دينية تشجعه على القيام بمثل هذه التصرفات العدوانية ضد الرهبان والراهبات والمسيحيين والمسيحيات وحتى الأماكن المقدسة إذ أن كثيرين من هؤلاء، ولدى مرورهم أمام دير الأرمن في منطقة الخليل تراهم يبصقون على الدير في كثير من الأحيان.
 - في عام 1967 وقع نقاش ديني في منطقة باب الخليل بين شبان يهود وعرب بعد إحتلال المدينة. الشبان اليهود قالوا نحن لسنا ضد العرب ولسنا ضد المسلمين فكلنا أبناء ابراهيم، ولكننا ضد المسيحيين لأنهم يؤمنون بأننا صلبنا "مسيحهم"، فالعداء الديني عميق ولا يمكن تجاوزه.. هذا القول ساري المفعول حتى بعد أن تم إلى حد كبير تبرئة "اليهود" في هذا العصر من دم المسيح عبر الفاتيكان، ورغم تواجد حوار مسيحي يهودي، ورغم أن العديد من المسيحيين في الغرب وخاصة اولئك الذين يحملون آراء متصهينة يدعمون اسرائيل. وهؤلاء المتدينون اليهود يعرفون ويدرسون ويُربون على العداء للوجود المسيحي، ولذلك فهذه الأحداث التي تقع في المدينة هي نتاج لهذا العداء، أو لهذه السياسة الممنهجة الراسخة في عقول الشبان، وكذلك بعض رجال الدين اليهود.
 
- ولا يبصق المتدينون فقط على رجال الدين بل يبصقون على باب دير الأرمن الأرثوذكس أثناء مرورهم من أمامه أثناء توجههم إلى حائط المبكى، ويبصقون أيضاً على كل إمرأة مسيحية تعلق الصليب على صدرها، مما يؤكد أن هؤلاء اليهود يتلقون تعليمات أو معلومات وأوامر ونصائح تشجعهم على القيام بهذه الأعمال المشينة، وحوادث الاعتداءات عديدة وكثيرة أشارت اليها صحيفة الجروساليم بوست وعندما يبصق المتزمت اليهودي على رجل الدين، فإن البصقة تقع على الأرض وقد لا تصيب رجل الدين.. ولذلك تدعي الشرطة الاسرائيلية ان هذا البصق لا يكون موجهاً بشكل مباشر لرجل الدين، ولا يمكن إثبات أن اليهودي بصق على الكاهن أو الراهب أو الراهبة، أي أنهم يحاولون تبرير هذه الاحداث، ويدعون أن معظمها ليست موجهة لرجال الدين المسيحيين!.
 كنيسة المهد