الاثنين، 23 أبريل 2012

(4) الالتقاء بين أطماع الأعداء: الغرب.اليهود. الفرس ـــــــــ الفصل الخامس: موقف الغرب ( المسيحية السياسية ) من الإسلام

الفصل الخامس: موقف الغرب ( المسيحية السياسية ) من الإسلام

(4)      الالتقاء بين أطماع الأعداء: الغرب.اليهود. الفرس
تمهيد:
ما أشبه اليوم بالبارحة وكأن التاريخ يُعيد نفسه، فكما تحالف الباطنية مع الصليبين في الماضي البعيد ضد المسلمين من أهل السنة، ها هم اليوم يشاركون الصليبيين الجدد دخول بلاد المسلمين، وهذا ما أكده تصريحات كل من: رفسنجاني وخاتمي ونجاد والأبطحي من أنهم شاركوا القوات الأمريكية في دخول كابول وبغداد، ولولا مساعدتهم لهم لما تمكنوا من دخولهما.
وفضلا عن تعاونهم مع الصليبيين القدامى والجدد ها هم يسخرون من أنفسهم حُرَّاسًا للحدود اليهودية كما آل عليه حال الطبل الأجوف نصر الله، وذلك بعد معركته الوهمية ذات الضجة الإعلامية، والتي انسحب على إثرها اليهود من لبنان، جاعلين منه حارسا لحدودهم، وذلك كما نصت عليه الاتفاقيات التي وقع عليها، في الوقت الذي ظهر فيه كبطلٍ تاريخي، ولكن للحقيقة والتاريخ فإنه لم يكون سوى بطلاً من ورق، وقط بلا خالب.

إن ما فعله نصره اليوم يتطابق مع ما قام به البطل الزائف أتاتورك في بداية القرن المنصرم، حيث انسحبت أمامه القوات البريطانية التي كانت تحتل اسطنبول، وانهزمت من دون أن يرفع بوجهها أي سلاح؛ ونتيجة لتلك البطولات المزيفة تم القضاء على دولة الخلافة الإسلامية، وإزالتها من الوجود، وهو نفس ما قام به الطبال الأجوف في لبنان، ولم يعد سوى حارسا وحارسا فقط؟! ومن أجل هذا كله كان جديرًا بأن تكافئه بريطانيا فتشطب حزبه من قوائم الإرهاب، وتشاركهم في هذا قيادات خائنة ممن يدعون أنفسهم إلى أهل السنة، وذلك كما كان عليه حال الأمة الإسلامية زمن الحروب الصليبية الأولى.
 كمال أتاتورك
والغريب في الأمر أن يدعي عملاء اليهود والغرب الصليبي وأذنابهم في العراق وأفغانستان وبلاد الشام، الشرفَ، ويلبسون ملابس الأبطال من خلال حروبهم التي أتقنوها برفع الشعارات، بينما هم في واقعهم لا عدو لهم إلا المسلمون، ولا قتلى لهم إلا من أهل السنة، ولا هم لهم كذلك من خلال إعلامهم العميل إلا إثارة الطائفية، والتفريق بين المؤمنين، ولعن الأمة الإسلامية، وتشويه الحقائق التاريخية.
وخيانة الباطنية اليوم إنما تؤكد وتثبت الحقائق الدامغة في خيانة الباطنية بالأمس، والتي نقلها لنا الكثير من الكتاب والمؤرخين، والغريب كذلك أن الباطنيين ما انفكوا يحاولون أن يدافعوا عن خيانة أسلافهم ويلبسونهم ثوب البطولة، حتى وصل بهم الأمر أن يجعلوا من قاتل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - أبو لؤلؤة بطلاً تاريخيًّا، ومزارًا يزوره أهل الرافض إلى اليوم تحت اسم بابا شجاع الدين، والدولة العبيدية الخائنة في مصر وأختها الحشاشية في الشام صاروا مضرب المثل في الإقدام والشجاعة؛ لأنهم وقفوا ضد أهل السنة.
 احتفال الشيعة بأبي لؤلؤة المجوسي قاتل أمير المؤمنين/ عمر بن الخطاب
لقد كشف عن عقيدتهم العلامة اليمني الفقيه أبو عبد الله محمد بن مالك بن أبي القبائل الحمادي العفاري (ت 459هـ) في كتابه "كشف أسرار الباطنية"، الذي يعتبر من أهم الكتب التي فضحت الباطنية، وخصوصًا أن كاتب الكتاب ادعى انتحاله مذهبهم، وتعمق فيهم، فكشف كثيرًا من العقائد التي كانوا يحاولون إنكارها إذا ما سئلوا عن حقيقتها. ومن هذه الحقائق التي كشفها العلامة اليمني: "حتى إذا جن الليل ودارت الكئوس وحميت الرءوس وطابت النفوس، أحضر جميع أهل هذه الدعوة الملعونة حريمهم فيدخلن عليهم من كل باب، وأطفئوا السرج والشموع، وأخذ كل واحد منهم ما وقع عليه يده، ثم يأمر المقتدي زوجته أن تفعل كفعل الداعي الملعون وجميع المستبين، فيشكره ذلك المخدوع على ما فعل، فيقول له: هذا ليس من فضلي، هذا من فضل مولانا أمير المؤمنين، فاشكروه ولا تكفروه، على ما أطلق من وثاقكم ووضع عنكم أوزاركم، وحط عنكم أثقالكم، وأحل لكم بعض الذي حرم عليكم".

ثم يؤكد الكاتب أنه كتب هذا: "لئلاّ يميل إلى مذهبهم مائل، ولا يصبو إلى مقالتهم لبيب عاقل، ويكون في هذا الكتاب إنذار لمن نظره، وإعذار لمن وقف عليه واعتبره". ومرورا بخيانة ابن العلقمي والطوسي اللذين أسقطا بغداد بيد هولاكو، وقتلا الخليفة العباسي المستنصر، ودفاع الباطنية عنهم، وخيانة الدول الصفوية وتحالفها مع البرتغال ومحاولتهم تقاسم بلاد الإسلام بينهما، وتقديس الباطنية لها، وانتهاء بخيانتهم وخيانة العلمانيين من أهل السنة في وقتنا الحالي، والذين اتفقوا جميعًا على أن يجعلوا من أنفسهم أحذية بيد النصارى واليهود، واتحدوا من أجل تشويه ومحاربة كل من سولت له نفسه حمل السلاح لإعلاء كلمة الله في أرضه. ولكن -بإذن الله- فإن التاريخ سيعيد نفسه، وسيكون لهؤلاء القادة والمجاهدين النصر والتمكين والاستخلاف، كما نصر الله المجاهدين من قبلهم، ويُردّ كل محارب للإسلام على عقبيه خاسرًا مخذولاً، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والعاقبة للمتقين 

مذابح الصليب الغربي في بلاد المسلمين:
باسم الصليب، ذبح الغرب الصليبي المسلمين العزل وقت دخولهم القدس في الحملة الصليبية الأولى، حتى بلغ عدد القتلى من المسلمين في ساحات الأقصى وطرقات المدينة نحو سبعين ألفاً.
وتخبرنا الروايات الصليبية نفسها بأطراف من المأساة، فيروي شاهد العيان (ريمون داجيل) في رواية موثقة لدى أدعياء (المسيحية السمحة) طرفاً من الحدث، يقول: (وقعنا على مشاهد لم يسبق لها مثيل، فقد قتل عدد كبير من أبناء المدينة، فكانوا يُرمون بالنبال، أو يجبرون على القفز جماعات من فوق الأسوار، كما عذب بعضهم قبل أن يرموا في النار، شوارع المدينة كانت مليئة بالرؤوس والأيدي والأرجل، وكان الجنود في كل مكان يسيرون فوق الجثث، لقد كانت مجزرة رهيبة بعدها كنا نسير في بحيرات من الدم، لقد نهب الصليبيون حتى ارتووا)!
 كما رصد التاريخ الإسلامي الحدث ذاته بكثير من التفصيل والدقة، سردها ابن الأثير في كتابه (الكامل) (ج1 ص 194)، وذكر أن المذبحة استمرت طوال يوم الدخول وليلته، واقتحم النصارى المسجد الأقصى في صباح اليوم التالي، وأجهزوا على من احتموا فيه، وصبغت ساحات المسجد بدماء العباد والزهاد الركع السجود، وتوجه قائد الحملة (ريموند) في الضحى لدخول ساحة المسجد، متلمساً طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبته، وكان النظر لا يقع إلا على أكوام من الرؤوس والأيدي والأقدام المقطعة في الطرقات والساحات، نهب النصارى جميع الأمتعة وخربوا أثاث المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ونهبوا القناديل التي بلغت نيفاً وأربعين قنديلاً، كل قنديل وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم، وأخذوا نيفاً وعشرين قنديلاً من ذهب. وأبادوا أهل أنطاكية وخربوا حمص وبعلبك وحماة وعسقلان وقِنّسرين وطبرية وغيرها من البلاد وهجَّروا أهلها منها وفعلوا الأفاعيل العظيمة التي استحى حكماؤهم ومؤرخوهم منها..

إن هذا بل وأكثر ليس بغريب أن يفعله الغرب النصراني لو تمكنوا من رقابنا، بل لماذا نذهب بعيداً ففي خلال الأعوام الماضية القريبة كم قُتل من مسلمي البوسنة؟! وطاجاكستان؟! وألبانيا؟! والشيشان؟! بل كم قُتل من شعب الصومال؟! والسودان؟! والعراق على أيدي الغرب النصراني الصليبيي؟! وإلى الآن لم يرتووا ولو حصل لهم فرصة أخرى لأحرقوا الأخضر واليابس في بلادنا كما فعلوا في ليبيا تحت زعم حماية المدنيين من مليشيات القذافي؟! إن النصارى الجدد يريدون أن يستمروا في إراقة الدماء ولو كانت دماء شيوخ ونساء وأطفال، المهم أنهم مسلمون، وقد يخترعون مسرحية أم شماعة يعلقون عليها أهدافهم. إنها حرب صليبية ولا تفسير لها إلاّ ذلك.؟!

 الناتو يستخدم غاز الخردل في بني وليد بليبيا
الصليبيين والفرنسيين سلحوا وشجعوا الاقليات من قبائل التوتسي
في الكونغو ورواندا وبوروندي بغرض تهيئه الاجواء لإرتكاب المذابح
لينتهي الامر بتدخل الفرنسيين عسكريا وتنصيب المحاكم لقاده الاغلبيه الهوتو
ثم سجنهم وأعدام جزء منهم بتهمه الفتنه الطائفيه
ثم أستيلاء الاقليه التوتسي علي نظام الحكم والسيطره علي الاغلبيه الهوتو
 
لقد انتشر الإسلام على يد الأتراك العثمانيين في مقدونيا وألبانيا وكوسوفا والبوسنة والهرسك، وأصبحت المآذن في كل هذه الأرجاء تردد صباح مساء نداء: الله أكبر، ومنذ عام 1912م والمخططات تعمل للقضاء على الإسلام في تلك الإنحاء، فالحكم الشيوعي حارب الإسلام حرباً لا هوادة فيها، حتى وصل الأمر في ألبانيا إلى منع الأسماء الإسلامية وفي مقدمتها اسم: محمد، ونشأت أجيال تحت الحكم الإلحادي الكافر القاضي بقهره وسفكه لدم كل من يُظهر شيئاً من الإسلام، حتى ظن أعداء الإسلام أنهم قد قضوا تماماً على أي وجود إسلامي، لكنهم فوجئوا كما فوجئ الغرب بنور الإسلام يشع في تلك الأرجاء بمجرد انحسار الحكم الشيوعي، فما إن سقطت الأنظمة الشيوعية حتى ارتفعت المآذن وامتلأت المساجد وظهر الشباب الحافظ لكتاب الله والمتقن للغة العربية وتيقن أعداء الإسلام أن نور الله لا ينطفئ أبداً، كيف ينطفئ وقد قال الله عز وجل: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)

نصب تذكاري من أحذية القتلى البوسنة
حتى الإعتصام بالمساجد لم يرحم أهل البوسنة من القتل الصليبي
 وأما ما حصل من حرب صليبية في البوسنة، فأمر كشف أشياء وأشياء عن أحقاد القوم، وبانت سوءة الغرب في تلك الحرب التي فاقت وحشية المغول والتتار، فقد عذبوا أئمة المساجد، وطالبوهم بالكفر بالإسلام والإيمان بالنصرانية، وأجبروا كثيراً من المسلمين في مخيمات الأَسْر على أكل لحم الخنـزير، وكان الإعدام الجماعي من سمات وحشيتهم، شمل ذلك الرجال والأطفال والنساء، بل كانوا يستنـزفون دماء المسلمين لإمداد الصرب الجرحى بالدم المسلم. وكانت جائزة كل صربي يَقتل مسلماً ما يعادل 300 جنيه إسترليني.
 أين حقوق الإنسان أو حتى الحيوان يا غرب يا راعي الحريات
وأما اغتصاب المسلمات العفيفات فأمر يندى له الجبين. وبلغ عدد اللاجئين الهاربين من هذه الوحشية أكثر من مليونين ونصف تلقفتهم الأيدي بين قابل ورافض. ولم يعرف العالم الأوربي لذلك مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية. إن مسلسل الإجرام الصليبي واحد لا يتغير مع توالي القرون، ومنذ عهد مجازر الحملات الصليبية الأولى، مروراً بمحاكم التفتيش ومجازر البوسنة وانتهاءً على آخر الحروب الصليبية هذه الأيام التي ما زالت في علم الغيب، نسأل الله تعالى أن يكفي بلاد المسلمين شرها.
 هذا ما كان يجري للمسلمين على يد محاكم التفتيش النصرانية
هذا ما حفظته ذاكرة التاريخ عن اليوم الذي أرادوا أن يكون عيداً يحتفل به المسلمون مع النصارى 1995 على أنقاض أرض الأندلس الضائعة، بل ليتهم أرادوا الاحتفال بالذكرى فحسب، بل أرادوا أن يجعلوها بداية انطلاق بالتعاون مع بعض الخائنين من بني جلدتنا لبدء رحلة جديدة من الحروب الصليبية.. وقبل ذلك بالتعاون مع العدو القديم اليهود الذين أصبحوا اليوم أصدق أصدقاء النصارى الصليبيين، وأخلص معاونيهم، حتى إن الغرب النصراني كله قد أجمع على تحويل الأرض المقدسة إلى ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية والكيمائية والجرثومية الموجهة إلى صدور كل شعوب المنطقة الإسلامية، وإن دولة اليهود (إسرائيل) هي (حصان طروادة) جديد، حشوه اليهود، ولكن يعتليه الغرب النصراني ويوجهونه، واليهود يعرفون دورهم هذا تماماً، وهم يعلمون أن النصارى يدخرونهم ليوم معلوم قد يحاول المسلمون فيه استعادة كرامتهم ومقدساتهم.

ولهذا فإن المراقب المسلم لا يمكنه أن يتجاهل الدور اليهودي في التبشير بالصراع القادم ودق الطبول للحرب المرتقبة، وتصريحاتهم القديمة في ذلك كثيرة ومتواترة، ولا يزال قادتهم يرددون وبقوة أشد التحذيرات والصيحات والنذر من خطورة عودة الروح إلى الإسلامية على يد دعاة (الأصولية):


حاييم هيرتزوج الرئيس الإسرائيلي
·   قال حاييم هيرتزوج الرئيس الإسرائيلي السابق أثناء زيارة قام بها لبريطانيا عام 1993م (إن الأصولية الإسلامية هي الخطر الأكبر على العالم الحر).
إسحاق رابين. رئيس الحكومة الصهيونية.
·   وكان الهالك إسحاق رابين قد كرس جهده لمحاربة المد الإسلامي في المنطقة وكانت محور اهتمامه في داخل الكيان الصهيوني وخارجه، وقد قال في مؤتمر لاتحاد المنظمات اليهود في الولايات المتحدة (إيباك) في إبريل 1993م (إننا نريد التأكد من أن الرئيس كلينتون وفريقه يدركان تماما خطر الأصولية الإسلامية والدور الإسرائيلي الحاسم في محاربتها).
واستطرد قائلاً: (إن مقاومتنا ضد الإرهابيين المسلمين القتلة مقصود منها أيضاً إيقاظ العالم الذي يرقد في سبات عميق، على حقيقة أن هذا خطر جاد وحقيقي يهدد السلام العالمي، والآن نقف نحن الإسرائيليين في خط النار الأول ضد الإسلام الأصولي، ونحن نطالب كل الدول وكل الشعوب أن يكرسوا انتباههم إلى الخطر الضخم الكامن في الأصولية الإسلامية).
 بنوت جينجرتش رئيس مجلس النواب الأمريكي
·   تترجم هذه الصيحات اليهودية إلى برامج عملية، فبعد سيطرة الأغلبية اليهودية الأمريكية على الكونجرس الأمريكي، برزت تلك السياسة أكثر فأكثر وقدم (بنوت جينجرتش) رئيس مجلس النواب الأمريكي عرضاً شاملاً للسياسة المقترحة لمواجهة الأصولية في العالم، في جلسة عقدت في واشنطن، وضمت ما يزيد على 400 من كبار الخبراء في الشؤون الأمنية والعسكرية وقدم خطة من أربع بنود تحول في مجملها دون نجاح أي محاولة للنهوض الإسلامي، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وقال بالحرف الواحد أمام هذا المؤتمر: الأصولية تعني إعلان الحرب على الحضارة الحالية للعالم، وعلينا التعامل مع هذا الموقف على أنه حرب معلنة)!.إذن يا (جينجرتش) فالحرب الصليبية على الإسلام الأصولي أصبحت بشكل رسمي معلنة، وأنتم في الغرب تديرون معركتها، فمن يدير معركتنا؟!
التقاء الأطماع
إخواني وبني جلدتي لا يخفى على أي ذي لُب طبيعة الأطماع اليهود في حكم وتسيد العالم، تلك الأطماع التي تنبُع من عقيدتهم الراسخة بأنهم شعب الله المختار المنوط بهم حكم وتسيد العالم، وأن ما عاداهم من الشعوب ما هم إلا غوغاء أكبر شرف يحصلون عليه في هذا العالم هو خدمة اليهود، فاليهود سادة، وهم عبيد، تلك العقيدة هي التي تدفع اليهود لإثارة الفتن تمهيداً لعودة ملكهم المنتظر والذي سيكون من نسل نبي الله داود – عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام – والذي بمجيئه سيتمكن اليهود من حكم العالم.

 يهود أمام حائط البراق.
كما لا يخفى على أحد أطماع الغرب المسيحي في بلاد المشرق بصفة عامة، والوطن العربي بصفة خاصة، إن منْ يقود العالم اليوم: هم ما يمكن تسميتهم بجماعة الصهيو مسيحية أو اليمين المتطرف أو المحافظين الجدد أو البروتستانت المتًدين، فهؤلاء الأفراد اللذين يسيطرون على الكونجرس الأمريكي وعلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويسيطرون على أروقة صُنع، واتخاذ القرار الأمريكي، ومن ثمة القرار العالمي يؤمنون بعقيدة راسخة:
 ألا وهي أن الديانة المسيحية لا تعدو عن كونها شكلا من أشكال الديانة اليهودية، أو على الأقل تُمثل انحرافا عنها، كما يؤمنوا بعودة السيد/ المسيح – عليه السلام – إلى الأرض من جديد ليضمهم ويحتضنهم و يُريق دماء أعداءهم، ولكي يعود المسيح – عليه السلام – لابد من إقامة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى، ولكي يتحقق ذلك لابد من الحفاظ على أمن إسرائيل، وهذا ما يُفسر لنا انحياز أمريكا التام لها.
 وليست أمريكا فقط منْ يعتقد ويؤمن بذلك،  فكل منْ فرنسا وانجلترا يدوران في ذات الفلك، أما مجلس الأمن والأمم المتحدة، فما هما سوى دُميتين في يد هؤلاء الثلاثة يُحركوا قراراتها وفق المصلحة، ويمكن لأي ذي لُب أن يحصُر القرارات الخاصة بالسيد/ مجلس الأمن أو بالسيدة/ الأمم المتحدة ضد إسرائيل منذ نشأتها ؟! وما الذي دخل منها حيز التنفيذ؟! فسيجد أن محصلة التنفيذ صفراً؟! 
كما لا يمكننا إغفال المشروع الشيعي الذي يسير وفق خطة خمسينية مدروسة تهدف لاحتلالوتهجيرهم، لاد الشام والعراق" بدون إطلاق رصاصة واحدة"، حسب تعبير محمد خاتمي.و كاد المشروع أن يُنفذ بصمت ودون أي ضجة لولا قيام الميليشيات الشيعية بقتل السنة وتهجيرهم، بعد تحقق أولى الأهداف وأكبرها ألا وهو احتلال العراق.

 لقد اشتركت إيران الشيعية في احتلال العراق مباشرة ورسميا، كما اعترف قادة إيران وفي مقدمتهم خاتمي حينما كان رئيسا بقوله في نهاية عام 2004: ( لولا مساعدة إيران لما نجحت أمريكا في احتلال العراق وأفغانستان)
هذا الاعتراف قاله حرفيا قبله نائبه محمد علي ابطحي، في مطلع عام 2004 في ندوة دولية في دبي، وقاله بعدهما هاشمي رفسنجاني أثناء حملته الانتخابية في عام 2005


وهنا تلاقت الأطماع، واجتمعت الأحقاد، وعمل كل فريق على دعم الفريق الآخر، معتبراً بلوغه لهدفه خطوة نحو بلوغه هو الآخر لهدفه، والآن تعالوا بنا لنرى بعض الأدلة التي قد تُساعدنا في كشف عمق المؤامرة، التي ربطت بين الصهيونية العالمية من ناحية وبين الغرب المسيحي من ناحية أخرى وبين الصفوية الشيعية من ناحية ثالثة، سواء في الماضي البعيد أو الحاضر القريب، على اختلاف نزعاتهم، وقومياتهم، ودياناتهم، هذا فضلا عن التنكيل الذي وقع للمسيحية على يد اليهود، والتنكيل الذي وقع لليهود على يد الغرب المسيحي، والحرب الإعلامية بين الطرفين وبين الصفوية الشيعية في إيران.
 لكنهم قد تناسوا الماضي بكل ما فيه من عداء ومشاحنات، واتجهوا إلى مقاومة ما اعتبروه عدوهم المشترك، والمهدد لمصالحهم وأطماعهم والمتمثل في الدين الإسلامي بوجه عام، ووحدة العالم العربي الإسلامي بوجه خاص:
أولا في فرنسا:
 لويس التاسع ملك فرنسا
 تلك الكلمات، والتي تخص لويس التاسع ملك فرنسا صاحب الحملة الشهيرة على مصر، والذي أُسر في دار ابن لقمان بالمنصورة، فلقد كتب ذلك الرجل كلمات مازالت محفوظة حتى اليوم في دار الوثائق القومية في باريس جاء فيها:إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال الحرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة بإتباع ما يلي:
·   إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليُعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملا في إضعاف المسلمين.
·      عدم تمكين البلاد العربية والإسلامية أن يقوم فيها حكم صالح.
·   إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
·   الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه ويضحي في سبيل مبادئه.
·      العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
·   العمل على قيام دولة غريبة في المنطقة العربية تمتد حتى تصل إلى الغرب.
هذا ما أوصى به لويس التاسع ملك فرنسا بعد حملته الفاشلة على مصر، أوصى به ملوك أوربا، فكلهم ضد الإسلام سواء، و إذا ما عمقنا النظر، وأمعنا التفكير في تلك الكلمات لوجدناها تصرخ بالصدق في ما وصل إليه حالنا العربي والإسلامي.
ثانيا في انجلترا:
كامبل بنرمان رئيس وزراء بريطانيا سنة 1907
ولا ننسى ما قام به كامبل بنرمان رئيس وزراء بريطانيا سنة 1907 حيث قام بتشكيل لجنة من علماء التاريخ ورجال القانون و السياسة ليس من بريطانيا وحدها وإنما من عدة دول أوربية، ووجه بنرمان خطابا لهذه اللجنة محدداً لها مهمتها وأهدافها
جاء فيه:
( إن الإمبراطوريات تتكون وتتسع وتقوى، ثم تستقر إلى حد ما، ثم تنحلَّ رويداً رويداً، وتزول، والتاريخ ملئ بتلك الأمثلة، وهي لا تتغير بالنسبة لأي إمبراطورية أو أمة، فهناك إمبراطوريات: روما وأثيبتا والهند والصين، وقبلها بابل وأشور والفراعنة وغيرها، فهل يمكن الحصول على أسباب أو وسائل تحول دون سقوط الاستعمار الأوربي وانهياره، أو تؤخر مصيره المظلم بعد أن بلغ الذروة الآن، وبعد أن أصبحت أوربا قارة قديمة استنفذت كل مواردها، وشاخت معالمها، بينما العالم الآخر لا يزال في شبابه يتطلع إلى مزيد من العلم والتنظيم والرفاهية؟.)
هذا ولقد ظل هؤلاء العلماء يبحثون ويتدارسون طيلة سبعة أشهر، ثم قدموا نتيجة أبحاثهم في هيئة تقرير سري خاص إلى وزارة الخارجية البريطانية ومن أبرز ما جاء في هذا التقرير:
 إن الخطر ضد الاستعمار الأوربي في آسيا وفي أفريقية ضئيل، ولكن الخطر الضخم يكمن في البحر المتوسط، وهذا البحر همزة الوصل بين الغرب والشرق، وحوضه مهد الأديان والحضارة، ويعيش في شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوافر له وحدة التاريخ والدين واللسان، وكل مقومات التجمع والترابط، هذا فضلا عن نزعاته الثورية، وثرواته الطبيعية.
فماذا تكون النتيجة لو نقلتْ هذه المنطقة الوسائل الحديثة، وإمكانيات الثروة الصناعية الأوربية، وانتشر التعليم بها، وارتفعت الثقافة؟!
إذا حدث ما سلف فستحل الضربة القاضية حتما بالاستعمار الغربي، وبناءاً عليه، فإنه يمكن معالجة الموقف على النحو التالي:
§   على الدول ذات المصالح المشتركة أن تعمل على استمرار تجزؤ هذه المنطقة... وتأخرها، وإبقاء شعوبها على ما هي عليه من تفكك وتأخر وجهل.
§   ضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي في هذه المنطقة عن الجزء الآسيوي، وتقترح اللجنة لذلك إقامة حاجز بشري قوي، وغريب، يحتل الجسر البري الذي يربط آسيا بأفريقيا، بحيث يٌشكل في هذه المنطقة... وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاستعمار الأوربي... وعدوة لسكان المنطقة.أريتم كيف يخططون لنا؟! وكيف قامت دولة إسرائيل؟! وأين قامت ؟!!
جثث المسلمين في سربنيتشا
·   ولا ننسى موقف بريطانيا في الحرب الصليبية البوسنية فقد قال رئيس وزرائهم: "إن الهدف النهائي لنا هو تقسيم البوسنة، ومنع قيام الدولة الإسلامية في أوربا، وهو الأمر الذي لا يمكن أن نسمح به أبداً".
ثالثا في الولايات المتحدة الأمريكية:
 بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي
في الثاني والعشرين من إبريل عام 1993م لم يكن مضى على استلام الرئيس الأمريكي "بل كلينتون" للحكم أكثر من ثلاثة أشهر، حين أقام احتفالاً في العاصمة الأمريكية بمناسبة افتتاح متحف المحرقة اليهودية وبحضور عدد من رؤساء أوروبا بشرقها وغربها، وقف رئيس وزراء الكيان الصهيوني الهالك "رابين" في ذلك الحفل خطيباً وقال: "إننا لسنا متأكدين بعدُ من أن الرئيس كلينتون وفريقه يدركان تماماً خطر الأصولية الإسلامية والدور الحاسم لإسرائيل في محاربتها، إن مقاومتنا ضد الإرهابيين المسلمين القتلة مقصود منها إيقاظ العالم الذي يرقد في سبات عميق على حقيقة أن هذا خطر جاد وحقيقي يهدد السلام العالمي".
وهنا يؤكد لنا الأخوة الأمريكان أنهم على ذات الدرب سائرون، ولنفس المنهج متبعون، وعلى مناصرة الغرب المسيحي، واليهود الصهاينة مصممون، فمصلحتهم تقتضي الوقوف في وجه الإسلام، والنيل منه، فضلا عن إبقاء الشعب العربي تحت سيطرتهم.
 وهذا كله يتتضح لنا من قول – أيوجين روستو – رئيس قسم التخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكي، ومستشار الرئيس جونسون لشئون الشرق الأوسط حتى عام 1967 حيث قال:
إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته، وعقيدته المتمثلة في الدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا ألا تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام، وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك، فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها، وثقافتها ومؤسساتها.
 إن الأخ – أيوجين روستو – بعد ذلك يحدد هدف الاستعمار في الشرق الأوسط: في تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمرارا للحروب الصليبية.
 كما ينبغي علينا ألا ننسى ما ذكره راعي البقر الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، وهو يخطب في جنوده المتوجهين إلى العراق فيما عُرف إعلامياً بالحرب على الإرهاب واصفاً الحرب على العراق المسلم لإسقاط صدام بأنها – حرب صليبية – ثم بعد ذلك ليقول عن تلك الجملة إنها زلة لسان، ونسى الأخ بوش أن زلات اللسان تُعبر عن ما هو مستقر في مكنون النفس، ويتصرف صاحبه على أساسه، ويُخفيه عن الناس.

وأكبر دليل على صدق ما جاء على لسان راعي البقر وحكومته ومنْ جاء بعده، أنهم يدسون صليباً في رمال شاطئ ميامي بأمريكا لكل جندي يُقتل في الحرب في العراق أو أفغانستان.
أليست هذه هي الدول المنعوتة بالدول الكبرى؟! والتي يهرع إليها العرب في كل نازلة تلُم بهم، أليست هذه هي الدول التي تُحكم قبضتها على مجلس الأمن والأمم المتحدة، أليست هذه هي الدول التي خططت لصُنع إسرائيل في المنطقة العربية؟! أليست هذه هي الدول التي أذاقتنا ويلات الاستعمار والحروب؟!
 أليست هذه هي الدول التي خططت لحرب الخليج لكي تُعيد سيطرتها ونفوذها في المنطقة؟! أليست هذه هي الدول التي فرضت الحصار على ليبيا؟! أليست هذه هي الدول التي فرضت الحصار على السودان بعد أن حولت أرضه إلى مرتع خصب للتطرف والإرهاب؟!
أليست هذه هي الدول التي تدعم إرتريا في السيطرة على جزر اليمن في البحر الأحمر لكي تُحكم سيطرتها عليه؟! أليست هذه هي الدول التي شجعت على القتال في شمال الأكراد؟! أليست هذه هي الدول التي عملت على تدمير قوة العراق، فجرته إلى حرب جيرانه وإخوانه؟!

أليست هذه هي الدول التي تسترت على إبادة صربيا للبوسنة والهرسك؟! أليست هذه هي الدول التي حالت بين مسلمي البوسنة وبين السلاح بينما تركت روسيا تحشو صربيا بالسلاح، وهم يزودون الكروات بالسلاح؟!
أليست هذه هي الدول التي فرضت سيطرتها واحتلالها لدول الخليج بدعوى الحماية؟!
أليست هذه هي الدول التي غضت الطرف عن هجوم الروس على الشيشان؟! أليست هذه هي الدول ومن خلفها إسرائيل التي تشجع على قتال الإسلام والمسلمين في كل مكان من أرجاء المعمورة في: الشيشان وأذربيجان وكازاخستان وبروما وكشمير وألبانيا و الفلبين وفلسطين؟! وما يجري لمسلمي ليبيريا على يد جيش تشارلز تيلور الأمريكي الأصل؟!
 أليست هذه هي الدول التي دعمت وتدعم الإرهاب والتطرف الفكري فتحمي فلولهم وتسمح لهم بعقد المؤتمرات والندوات؟! أليست هذه هي الدول التي ناصرت الحكام العرب ضد شعوبها في الماضي؟! ثم انقلبت عليها في الحاضر فيما عُرف بالربيع العربي( التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب) حتى يتسنى لها تقسيم تلك الدول إلى دويلات صغيرة فيسهل السيطرة عليها كما حدث في السودان؟! كل ذلك من أجل خدمة إسرائيل لتبقى مخلب القط الوحيد في المنطقة؟!
أليست هذه هي الدول التي تخطط لإثارة الفتنة ثم القتال بين ايران والسعودية لتتخلص من الوحشين اللذين ربتهما شيعة إيران ووهابية السعودية؟! أليست ؟! أليست؟! أليست؟!...الخ. 
رابعا: في إيران
منذ عام 1979، بعد أن تحولت إيران إلى دولة يحكمها رجال الدين، بدأ شيعة ايران أو الصفوية ـ الذين كانوا يجنحون للسلم والباطنية والعمل في الخفاء ـ يأخذون منحى أكثر ميلاً للحدة والعلنية تدريجياً.. حتى بدأت الصفوية تظهر عنفها في دول مثل العراق والبحرين ولبنان والكويت واليمن، وتتسلل كثقافة تجمع حولها المريدين في مجتمعات عربية أخرى مثل السودان والجزائر وتونس ومصر وغيرها 
الخوميني.
(1)      دور إيران في احتلال أفغانستان:
يتمثل الوجود الشيعي في أفغانستان بفرقتين أحداهما هي الاثناعشرية و الثانية هي الإسماعيلية النزارية 
إسماعيل الصفوي
(أ‌)        الوجود الشيعي الصفوي الإثنا عشري في أفغانستان:
لقد مر الوجود الشيعي في أفغانستان بعدة مراحل منها:
(1) مرحلة المغول:
بدأ الوجود الشيعي في خراسان في عهد المغول حينما اعتنق أحد حكام المغول من سلالة الإيلخاني الإسلام في نهاية القرن السابع الهجري و غير اسمه إلى محمد خدا بنده ثم تشيع و تبعه كثير من المغول في مذهبه، و استقروا في قلب أفغانستان في إقليم سمي بعد ذلك بالهزاراجات
 المغول
(2) مرحلة التيموريين
بدأت سيطرة التيموريين على خراسان في عهد تيمورلنك، عندما أحكم قبضته على ما وراء النهر، فأرسل حملة بقيادة ابنه ميرانشاه عام 782 هجرية إلى خراسان، فنجح في فتح خراسان و سجستان و أفغانستان، و كان تيمورلنك شيعي متعصب و كان يفرض التشيع على المسلمين قسرا و اتخذ أكثر جيشه من شيعة المغول، و تبعه من خلفه من الحكام التيموريين في ذلك المنهج.
(3) مرحلة الصفويين
كان حاكم خراسان عند نشأة الدولة الصفوية هو محمد شيباني خان، و ذلك بعد أن هزم الحكام التيموريين و استولى على مملكتهم الممتدة من خرسان إلى ما وراء النهر، و دخل هرات عام 913 هـ.
و كانت كابل و قندهار تحت حكم إمبراطور المغول ظهير الدين بابر الذي كان استيلائه على كابل عام 910 هـ و قندهار عام 913 هـ و كانت هذه المدن قواعد المغول في خراسان.
أرسل محمد شيباني خاني إلى إسماعيل الصفوي يدعوه إلى ترك المذهب الشيعي والعودة إلى مذهب السنة والجماعة، ويهدده بحرب ضروس في قلب إيران، وفي سنة 916هـ = 1510م قامت الحرب بينهما وألحق الصفوي هزيمة ساحقة بقبائل الأوبك في "محمود آباد" -وهي قرية تبعد قليلا عن مرو- وقتل شيباني في المعركة، وأعمل إسماعيل الصفوي القتل في أهل مرو، وظل فصل الشتاء مقيماً في هراة، وأمر فيها بإعلان المذهب الشيعي مذهبا رسميا، على الرغم من أن أهالي هذه المناطق كانت على مذهب أهل السنة.
 زعيم الحشاشين
أصبح إسماعيل بهذا سلطان خراسان كلها، واتخذ هراة قاعدة ثانية لمملكته، وغدت هراة مقراً دائماً لأمير من الأمراء الصفويين، وخاصة ولي العهد، الذي كان يوضع تحت رعاية حاكم خراسان من القِزِل باش.
في سنة 917هـ/ 1511م وصلت قوات شاه إسماعيل إلى سمرقند لدعم الأمير التيموري بابُر الذي كان يأمل، بمساعدة هذه القوات، أن يستعيد سلطانه على مناطق ما وراء النهر، ولكن جيشاً كبيراً من الأوزبك دحر القوات الصفوية إلى ما وراء نهر جيحون، وعُقدت هدنة مع الأوزبك استمرت ثماني سنوات، وأخفق إسماعيل في إيجاد حل دائم لقضية الدفاع عن حدوده الشمالية الشرقية.
 السلطان سليم الأول
وفي عام 920هـ/ 1514م التقى الجيشان الصفوي والعثماني في معركة غالديران )جالديران) الشهيرة، إذ كان وجود أعداد كبيرة من القبائل التركمانية، التي تدين بالولاء للصفويين ضمن أراضي الدولة العثمانية، يعد تهديداً للعثمانيين لا يمكن تجاهله. وقد انتصر السلطان سليم الأول في هذه الموقعة انتصاراً ساحقاً واحتل تبريز، ولكنه اضطر إلى مغادرتها حينما بلغه أن قنصوه الغوري سلطان المماليك أرسل جيشاً من مصر لنجدة الشاه إسماعيل.
معركة غالديران )جالديران) الشهيرة
كان لهزيمة إسماعيل في معركة غالديران نتائج مهمة، فقد خسر ديار بكر ومرعش، وقُتل في المعركة عدد كبير من زعماء القزل باش وثلاثة من علمائهم البارزين؛ وفقد شاه إسماعيل إيمانه بقوته ومنعته، فلم يخض بنفسه بعد ذلك معركة واحدة طوال السنوات العشر الأخيرة من حكمه، كما أثرت فيه الخسائر التي مني بها على الجبهة الشرقية أيضاً، فقد خسر بلخ سنة 922هـ/ 1516-1517م وقندهار سنة 928 هـ/ 1522م وكاد يخسر هراة نفسها سنة 927هـ و930هـ.
طهماسب الصفوي
 في عهد طهماسب الصفوي تطورت أحداث مهمة في الهند كانت في صالح الصفويين حيث إن حاكم المنطقة الشرقية لإمبراطورية المغول شير شاه الصوري استغل فرصة انشغال إمبراطور المغول نصير الدين همايون بحروب مع بهادور، فجمع جيشه وحاصر أجرا العاصمة، وعندما سمع همايون هذه الاخبارعاد بسرعة إلى أجرا، وأثناء رحلة العودة تمكن الأفغان من احتلال احد الحصون المهمة (شونر)، ونهبوا المدينة الثانية لمغول الهند (غور)، وكانت هذه المدينة مليئة بمخازن الحبوب، فدعم السور (أو الصوريين الأفغان) جيشه بتلك الغنيمة وقوت شوكته.
            

وبعد الظفر الصوري السابق انسحب شير شاه إلى الشرق، والغريب أن همايون لم يطارده، حيث انصرف إلى اللهو والترف، وحدثت في ذلك الأثناء أزمة بين همايون وأخيه الأصغر حنظل، حيث قتل الأخير رسول الأخ الأكبر –الملك- وأعلن عن اسمه يجب أن يدعو له في خطب الصلاة، فانفصل جيشه عن مؤخرة جيش أخيه الأكبر همايون. فعاد شير شاه إلى مواجهة همايون الذي بات محاصرا،وغدر الأخ الآخر لهمايون واسمه كمران وكان حاكم البنجاب، واتفق مع حنظل في إسقاط أخيهم الأكبر.
وهكذا ضعفت كفة همايون، الذي تواجه مع شير شاه وانهزم بخديعة عملها الصوري على ضفاف نهر غانج، حيث تعهد همايون بان يتنازل عن البنغال وبيهار لشير شاه مقابل السلم، فوافق الصوري في النهار وغدر في الليل، وهكذا انهزم همايون الذي نجى بأعجوبة وعاد إلى العاصمة، أجرا.
وفي أجرا عفا همايون عن أخوته! ولكنهم تشاجر مع كمران لينسحب الأخير، وهكذا واجه همايون مع أخوته الباقين جيش شير شاه لينهزم بشكل ساحق، فتراجع المغول إلى لاهور، ولاحقهم شير شاه، وقد حاول همايون أن يتنازل عن كل هندوستان لصالح شاه الأفغان، ولكن دون فائدة، وحاول أن يضمن ميل السند إليه، فتعارك معهم ثم ترك منطقتهم إثر رشوة عبارة عن ثلاثمائة جمل وألفين من أكياس الحبوب، ثم عبر نهر السند و دخل قندهار 1543م متخذا إياها مأوى له
ولكنه طمح إلى اللجوء إلى الدولة الصفوية، والتي كان يحكمها آنذاك الشاه طهماسب، فهرب بعد أن فقد كل شيء تقريبا مع أربعون رجلا وزوجته، ليمر في أقسى أيامه إثناء الرحلة وليعيش صعوبة الرحلة الفقيرة.


وهناك عرض قضيته على الشاه الصفوي، ولكن الشاه بين له بأنه لا يساعد إلا لمن كان على مذهبه، فلكي يدافع عن قضيتك فلابد أن تكون ضمن دائرة القضايا التي تهتم لها الدولة الصفوية، وأهمها الدفاع عن التشيع، وبعد تردد من همايون، أعلن تشيعه، وقد أرسل كمران إلى الشاه الصفوي عرضا مغريا، حيث طلب منه أن يرسل له أخاه همايون حيا أو ميتا مقابل مدينة قندهار، ولكن الشاه رفض ذلك وتعهد لمساعدة همايون.
وهكذا دعمت الدولة الصفوية همايون ب 12.000 فارس، وبهذه المساعدة الإيرانية استطاع همايون أن يستولي على قندهار، ثم كابول من أخيه كمران، ثم استعاد ملك الهند.
و كمكافأة للصفويين على هذه المساعدة تنازل همايون لهم عن قندهار و بذلك اتسع ملك الصفويين في خراسان و قوت شوكتهم بعد انضمام هذه المدنية القوية إلى ملكهم، و بعد اعتناق الإمبراطور المغولي لمذهبهم.
ظلت هرات عاصمة الصفويين في خراسان في عهد طهماسب و إسماعيل الثاني، ثم اضطربت أحوالهم في خراسان في عهد محمد خدا بنده و استغل الأوزبك السنة هذه الفرصة فأغاروا على طوس(مشهد الحالية) و انتزعوها من أيدي الصفويين، و حاصر دين محمد خان زعيم الأوزبك هراة و كادت أن تسقط مما أدى احد قادة القزل باش إلى تنحية محمد خدا بنده و تولية ابنه عباس الأول الذي جهز لحملة قوية ضد الاوزبك و استطاع أن يهزمهم، و جرح خان الاوزبك في هذه المعركة ثم قتلة احد رجاله بعد ذلك.
 الإمبراطور المغولي جلال الدين محمد أكبر ابن همايون
و في عام 1003 هـ/1595م دخلت قوات الإمبراطور المغولي جلال الدين محمد أكبر ابن همايون إلى قندهار التابعة للصفويين، بحجة الدفاع عنها أمام الاوزبك، في أثناء انشغال عباس الصفوي بحروبه مع العثمانيين، و لكن الصفويين بعد ذلك استعادوا المدينة حينما وجدوا انشغال الإمبراطور بحرب داخلية في الهند.
(4) قيام دولة أفغانستان و سقوط الصفويين
في عهد السلطان حسين الصفوي قامت ثورتان لأهل السنة في خراسان أحدتهما في قندهار سنة 1709م بقيادة ميرويس خان زعيم قبيلة هوتاكي غلزائي على حاكم قندهار حيث قتل كل الفرس الموجودين فيها، وفي سنة 1716م تمكن الأبدال في هراة بقيادة زعيمهم أسد الله خان من تحرير ولايتهم.
 و قبل الثورة كان الأفغان قد شكوا للسلطان حسين الصفوي في أصفهان ظلم الولاة في قندهار و هرات, ولما وصل وفد قندهارللشاه حسين الصفوي قال لهم (إننا نؤجر و نثاب بإذلالكم يأيها الخونة اغربوا عن وجهي). فخاب أمل الوفد ورجع إلى قندهار دون تحقيق نتيجة , وبعدها اشتد الظلم فأنتشر الفساد والفتن واستباحت الأموال وسالت الدماء فلم يستطع الأفغان في قندهار و ما جاورها التحمل أكثر، فثارت قبائل الغلزائي بزعامة ميروس الهوتكي بعد الحصول على فتأوي علماء السنة الموثوق بهم من علماء الحجاز بجواز الخروج على الروافض و استباحة أموالهم ودماءهم وسبي أبنائهم, فأعلن الأفغان الجهاد ضد الفرس الصفويين,وأجمعوا ووحدوا صفوفهم لأجل تحرير بلادهم وتخليص السنة من تسلط الروافض, وفي سنة 1722م قاد محمود بن ميرويس خان الأصغر جيشاً مؤلفاً من 20 ألف مقاتل و حاصروا أصفهان عاصمة الصفويين وأضطر الشاه حسين للاستسلام عام 1722ميلادي بعد أن قتل من جنوده وأعوانه أكثر من مائة ألف, فأحضر التاج و ابنته ليزوجها للشاه الأفغاني الشاب محمود ولد ميرويس الهوتكي(25 سنه) ويقلده التاج بنفسه , وكان هذا من شروط قبول الاستسلام .
بعد
ذلك وقعت معارك كثيرة بين الأفغان و الأتراك انهزمت فيها الدولة العثمانية, وقتل في إحدى تلك المعارك إثناعشر ألف جندي تركي, فأضطر الأتراك للاعتراف بسلطة الأفغان على إيران, وكذلك تم صد الروس أجبروا على التقهقر والاعتراف بدولة الأفغان, فأنتشر خبر الأفغان في جميع أنحاء أوروبا والعالم بظهورهم كقوة جديدة على الساحة العالمية في تلك الحقبة 



(ب‌)        الوجود الشيعي الإسماعيلي في أفغانستان
ينتشر الإسماعيلية في أفغانستان في مناطق متفرقة في كابل و قندهار و بغلان و بدخشان و مناطق الهزارا و باميان و أغلب المناطق التي يتواجدون بها مناطق جبلية بعيدة عن المدن.
ظهر الوجود الإسماعيلي في أفغانستان في عهد السامانيين على يد دعاة الإسماعيلية مثل أبو عبد الله النسفى تلميذ الداعي الخراساني الحسين بن علي المروزي و أستاذ الداعي أبو يعقوب السجستاني الذي استطاع أن يؤثر على السلطان نصر بن أحمد الساماني و يقنعه بدعوته حصل منه على تأييد المهدي العبيدي، و استطاع بذلك نشر دعوته في خراسان و ما وراء النهر، ثم ثار نوح بن نصر على أبيه و خلعه و تولى الحكم فقمع هذه الدعوة الخبيثة و قاد حملة كبيرة ضد الإسماعيلية و قتل النسفى، و لجأ الإسماعيليون إلى الدعوة السرية و استخدام التقية و فر كثير منهم إلى بخارى و يقال إن داعيهم أبو يعقوب السجستاني قضى وقتا يتنقل بين مدن خراسان، ثم انتعشت الدعوة الإسماعيلية مرة أخرى في عهد المعز الفاطمي عندما أرسل دعاته إلى ملتان و استطاع أن يقيم فيها إمارة صغيرة، إلا أن محمود الغزنوي قاد حملة ضدهم و اسر حاكمهم ابا الفاتح داوود و سجنه بالقرب من قندهار، و قمع دعوتهم مرة اخرى، ثم هرب من تبقى منهم الى منصورة و لكن محمود الغزنوي ارسل اليها حملة اخرى و استطاع أن يقضي على دعوتهم الجديدة.
و كانت نتيجة ذلك أن لجأ الإسماعيليون الموجودون في كابل و قندهار الى استخدام التقية و فروا الى المناطق الجبلية.
 و في عهد الإمام الإسماعيلي المستنصر بالله العبيدي نشطت دعوة نصير خسرو في خراسان و استقر في بدخشان و تبعه كثير من الناس هناك، و كانت إقامته في منطقة جبلية اسمها يامغان، و لقب نصير خسرو بحجة خراسان و بدخشان
و في عهد ألموت قوت دعوة الإسماعيليين في أفغانستان حتى أنهم كادوا أن يغتالوا الأمير سنجر السلجوقي عندما حاول الهجوم على قلاع الاسماعلية في قهستان و ألموت و لما رأى قوة الإسماعيليين قرر أن يتصالح معهم، و بعد الهجوم المغولي على قلاع الحشاشين في إيران فر كثير منهم الى المناطق الجبلية أفغانستان و خراسان و تشتت شملهم و ضاع الاتصال بينهم.
و لكن قوت الدعوة الإسماعيلية مرة اخرى حينما اعتنق أحد زعماء التراخان و اسمه رجاء رايس خان المذهب الإسماعيلي و كان يعيش في مدينة جلجت، ذهب الى بدخشان و هناك التقى بالداعي الإسماعيلي تاج مغول و تزوج ابنته و اتفق معه على غزو جلجيت و كانت تحت حكم ابن عمه توراخان، و لما تم لهم الأمر خضع لهما توراخان و اعتنق المذهب الإسماعيلي و سار مع تاج يغزو بجيشه المدن و استطاع السيطرة على جزء كبير من تركستان و جترال و هرات.
زاد نفوذ الإسماعيليين في خراسان حينما اعتنق احد الهزارا و اسمه بير مراد المذهب الإسماعيلي و ترك المذهب الاثناعشري هو و اثنان من أخوته، ثم التقى بالإمام الإسماعيلي في إيران الذي كلفه بنشر الدعوة الإسماعيلية في قلب أفغانستان، و نجح في نشر دعوته في منطقة الهزاراجات و سينيانج.
و في عهد الإمام غريب ميرزا الإمام الرابع و الثلاثين تم تنظيم الدعوة في أفغانستان و تنسيق الاتصال مع الإمام في إيران و ظل هذا الاتصال قائما الى عهد الإمام حسن علي شاه
(ج) الهزارا الشيعة
هي قبائل من المغول معظمها على مذهب الاثنا عشرية و بعضها على المذهب الإسماعيلي استقروا في قلب أفغانستان في عدة ولايات مثل باميان و ديكوندي و غور و وردك و غزنه و بلخ و بغلان، و سميت هذه المنطقة ب هزاراجات، و يقال أنهم خليط من الفرس و المغول و يقال أيضا أنهم خليط بين العرق المغولي و التركي، كان لهم نفوذ قوي في عهد الصفويين لأنهم كانوا على نفس العقيدة، و عندما ثار الأفغان على الحكم الصفوي طردوا الهزارا من كثير من المناطق التي كانوا يستقرون بها مثل هلمند و قندهار و ارغندب، و منذ ذلك الوقت لم يهدأوا وقاموا بثورات متتالية على الحكام الأفغان مما اضطر الحكام الى إتباع سياسة قمعية معهم بسبب ولائهم لملالي الشيعة في إيران.
و في عهد الأمير عبد الرحمن خان (1880 - 1901)، استولى الأمير على مناطق الهزارا و لكنهم ثاروا عدة ثورات أولها 1888 و أخرها 1893 و استطاع أن يقمع الثورات و أن يفرض سيطرته على هزاراجات، و فرض المذهب السني و حرم التشيع، و نجح في قمعهم فهاجر كثير منهم الى بلوشستان و إيران و الهند، و جاء بعده ابنه حبيب الله خان فسمح لهم و لغيرهم بالعودة الى أفغانستان، و لكنهم لم يهدأوا و استمروا بالثورات و السعي لفرض سلطتهم.

أسس الهزارا حزب الوحدة الإسلامية أثناء الحرب الأفغانية السوفييتية، و هو حزب شيعي أكثره من الشيعة الهزارا و الشيوعيين، أسسه عبد العلي مزاري (نسبة لمدينة مزار شريف) عام 1979 في نفس الوقت الذي قامت فيه ثورة الخميني الصفوية، و كان تأسيس هذا الحزب بمساعدة من إيران لبسط نفوذها السياسي في قلب أفغانستان، و يضم عناصر من الجيش و المخابرات الإيرانية و حرس الثورة، و يضم الحزب 7 تنظيمات شيعية أفغانية جمعتها إيران في حزب واحد و تنظيمين من المنتسبين للسنة، تحالف مع الشيوعيين و سيد كيان أيام الجهاد ضد الروس، و بدأوا في قطع الطرق على المقاتلين الأفغان و العرب و أسرهم وطلب الإتاوات و الإغارة على قوافل الإمدادات و السلاح و سلبها، أنشأوا عدة ميليشيات في منطقة الهزاراجات بمساعدة الحرس الثوري الإيراني هدفها تصدير الثورة إلى أفغانستان 
  تحالف الشيعة والاخوان المسلمين مع الناتو والاطلسي ضد الحكم الشرعي لأفغانستان 
(د) الأطماع الشيعية في أفغانستان و التحالف الإخواني الشيعي
تتمثل أطماع إيران في أفغانستان في دعم حزب الوحدة الشيعي و السعي لإكسابه القوة العسكرية و السياسية لنشر التشيع و تصدير الثورة تمهيدا للسيطرة السياسية على أفغانستان و ذلك لاستعادة لأمجاد الصفويين في أفغانستان و الانتقام من الأفغان الذين أسقطوا الإمبراطورية الصفوية و لمنع ظهور قوة سنية في المنطقة، و ظهر ذلك في تعاونها السياسي و العسكري مع الجيش الأمريكي لإسقاط كابل، و الأفغان منذ بداية الثورة الأفغانية و إسقاطهم للدولة الصفوية كانوا على عداء دائم مع الشيعة و ظلوا وحدة واحدة في مواجهة أعداء الإسلام من الإنجليز و الروس و الشيعة الى أن ابتليت الأمة بدعوة الإخوان و التي كانت نتائجها أن انشق الشعب الأفغاني و ظهرت فيه الخيانة و الموالاة لأعداء الإسلام بداية بتحالفهم مع الشيعة و الشيوعيين الى قتالهم المسلمين في صفوف الأمريكان و مساعدتهم في إسقاط كابل.
أما بالنسبة للإسماعيليين فهي محاولة من محاولاتهم على مر التاريخ لفرض سيطرتهم على خراسان، و الانتقام من طالبان التي أسقطت كثير من مدنهم.
الملا عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية
(1) تحالف الشمال (التحالف الإخواني الشيعي)
ظهرت بوادر هذا التحالف بعد هزيمة الروس عندما تولى رباني الحكم، ثم كبر هذا التحالف عند نشأة حركة طالبان، و ازدادت قوته مع دخول القوات الأمريكية و سقوط حركة طالبان.
يضم هذا التحالف أحزاب الإخوان المسلمين متمثلة في سياف و رباني و بقايا الحزب الإسلامي التابع لحكمتيار، و أحمد شاه مسعود، وأحزاب الشيعة متمثلة في حزب الوحدة الإسلامي و الإسماعيليين بقيادة سيد كيان، و الشيوعيين بقيادة عبد الرشيد دوستم و غيرهم من العلمانيين، وأصبحت طجكستان الموالية للروس مقر تحالف الشمال بعد سقوط مدنه و نقل التحالف اليها قواعده العسكرية والسياسية، و هذا الحلف يتلقى المساعدات من جهات عدة ولكن بصورة عامة تشرف إيران على دعم الشيعة الأفغان وإسماعيل خان وتشرف تركيا وأمريكا على دعم دوستم وعبد الملك وتشرف روسيا والهند ودول آسيا الوسطي على دعم مسعود وسياف ورباني
عناصر التحالف

برهان الدين رباني: وهو رئيس الجمعية الإسلامية، وهو يعد واجهة التحالف الصورية، لم يكن يرغب في المقاومة العسكرية وفي عام 1394هـ مع بداية العمل المسلح للمجاهدين كان هو أكبرهم سناً وكان من أشد المعارضين للعمل المسلح، وكان يميل إلى المساومة والمهادنة مع نظام داود للوصول إلى الكرسي، وهو أول من التقى بالروس واجتمع معهم اجتماعات سرية بررها بعدما كشف بأنه يريد أن يوصل صوت المجاهدين إلى موسكو 
.
عبد رب الرسول سياف: هو قائد الاتحاد الإسلامي ووزير خارجية حكومة المجاهدين قبل سقوط النظام الشيوعي، انقلب على نفسه ومبادئه وتحالف مع مسعود و الشيوعيين، بعد أن كان مسعود خونه وطرده من كابل إلا أنهما اصطلحا وعاد من جديد وزيراً للعدل، طلب من الروس الإمداد العسكري، و تحالف مع ألد أعدائه.

حكمتيار:قائد الحزب الإسلامي الأفغاني، انضم إلى حزب الوحدة ليشكلوا ائتلافاً أمام مسعود، قاتل ضد طالبان و انقسم حزبه إلى ثلاثة أقسام: قسم كبير انضم مع حركة طالبان ولا زال يقاتل في صفوفها، والقسم الثاني: اعتزل القتال والعمل السياسي بقادته وهو يمارس الحياة المدنية في مناطق سلطة طالبان وفي باكستان، والقسم الثالث: انضم إلى التحالف الشمالي وهذا قليل جداً علماً أن انضمامه لم يكن بأمر حكمتيار العدو التقليدي لمسعود، وحكمتيار يسكن الآن في إيران إلا أنه مناصر سياسي للحلف وذلك للضغط على طالبان لقبول شروطه
أحمد شاه مسعود: دعمه الشيوعيون ليكون بديلاً لنظامهم المنهار، فتحالف مع بقايا الجيش الشيوعي ومع حزب الوحدة وأقام حكمه العلماني ووضع رباني في الصورة، و صدح أنه يريد حكماً ديمقراطياً تشترك فيه جميع الأحزاب حتى من كان مع حكومة نجيب سابقاً، وبعدما أطاحت حركة طالبان بنظامه ذهب إلى الروس واستنجد بهم ضد طالبان ثم ارتمى بأحضان الرافضة والهندوس، ثم ذهب إلى أوروبا قبل اغتياله بأشهر ليطلب منهم الدعم 
عبد الرشيد دوستم: أشار عليه الروس بالانضمام إلى أحمد شاه مسعود فيما يسمى بحكومة المجاهدين في كابل بعدما عملت مليشياته على إيصال مسعود إلى الحكم فيها بإشارة من الروس، فسد الود بينه وبين مسعود ورباني وعمل على استقلال الشمال وغير رايته وأعلن التمرد، وانتهز الفرصة حكمتيار و تحالف معه 
الأستاذ خليلي زعيم حزب الوحدة الاسلامية الأفغاني والقيادة السياسية للحزب ..
(2) حزب الوحدة الشيعي:طالبت إيران حكومة رباني بإعطائها ربع المناصب الوزارية وغيرها مع أن نسبة الرافضة 4% من السكان، وأعطيت لهم وزارة الداخلية ووزارة المالية وأخذوا مناصب رئيسية في وزارة التعليم والدفاع والمحاكم، وهذا الحزب هو أكثر الأحزاب تدميراً لكابل وقتلاً للمدنيين أثناء صراع الأحزاب على كابل، فحزب الوحدة هو خليط من الرافضة والشيوعيين اصطنعته إيران ولا زالت تدعمه ليؤمن المد الرافضي داخل أفغانستان ليحول دون إقامة دولة سنية في أفغانستان، وبعد الحملة الصليبية عملت إيران بكل ما تملك لدعم هذا الحزب وأدخلت معه وحدات من قوات الحرس الجمهوري وذلك لإسقاط عاصمة الرافضة في أفغانستان وهي ولاية باميان، ولدعم عمليات الحزب في ولاية هرات ومدينة مزار شريف 
الشهداء الأوزبك في أفغانستان .
(3) حركة طالبان في مواجهة الشيعة
في أول عام 1417هـ قام الطالبان بحملة على الشمال انتهت بمذبحة ومؤامرة قام بها الأوزبك والشيعة على الطالبان تعرضت لها قواتهم في الشمال ذهب ضحيتها ما يقرب من عشرة آلاف من الطالبان حسب الأرقام التي ذُكرت في مجازر وحشية دفن كثير منهم فيها أحياء في مقابر جماعية على يد الميليشيات الأوزبكية الشيوعية في مزار شريف وحلفائهم الشيعة فيها، وبقيت آلاف الجثث في العراء دون دفن وعليها آثار التعذيب والتنكيل والقتل والتمثيل، وقتل فيها كثير من القيادات للطالبان والوزراء والعلماء حيث إنهم ذهبوا للاحتفال بفتح مزار شريف فغدر بهم الأوزبك اللذين كانوا قد سلموا المدينة، إلا أنهم رجعوا إلى مزار شريف بعد بضعة أشهر وسيطروا عليها وأعدموا كل من تأمر ضدهم من الجنود وقتلوا فيها أكثر من ثلاثة ألاف، ثم تتبعوهم إلى ولاية ( باميان ) عاصمة الشيعة وفتحوها، وأقاموا عليهم الحدود الشرعية عقوبة على الخيانة والقتل وشملت الحدود قرابة أربعة ألاف جندي أخذوا بثأرهم فيها.
ثم سقطت باميان في 10/5/1419هـ وكان مطلع شهر سبتمبر 1998، وسقط قبله وادي كيان الذي تستحكم فيه قوات الإسماعيلية الأغاخانية، وغنم الطالبان فيه غنائم تستعصي على الحصر من السلاح وذكروا أن أهل السنة لم يدخلوا هذا الوادي الإسماعيلي منذ 800 سنة مضت.
عند سقوط مزار شريف بيد طالبان، دعا مرشدُ الحرسَ الثوري الإيراني إلى القيام بمناورة حربية على حدود إيران مع أفغانستان، وفي فترة زمنية قصيرة تحرك [70.000] جندي، وأجروا مناورتـهم بأسلحة متطورة، ورافق هذه المناورة تنديد بطالبان وتلويح بإعلان الحرب عليها وفي نـهاية المناورة جاءت الأوامر من القيادة العليا ببقاء هذه القوات في مواقعها انتظاراً لصدور أوامر أخرى إليها. و بعد سيطرة طالبان على مقاطعة "باميان"، ولم يعد [70.000] جندي من حرس الثورة كافيا, 000]ديد طالبان، فصدرت أوامر مرشد الثورة بإرسال [200, 000] جندي من الجيش من مختلف القطاعات العسكرية، وتحرك هذا العدد الكبير حيث أخذ مواقعه على حدود إيران مع أفغانستان، وفي المقابل تحركت قوات أفغانية وأخذت مواقعها على حدود بلدهم مع إيران، وأصبحت الأجواء بين البلدين أجواء حرب 

(4) دور القرضاوي في دعم المخطط الشيعي الأمريكي
يتمثل دور القرضاوي في أفغانستان في التحيز للشيعة المتمثلين في الحكومة الإيرانية و حزب الوحدة و تحالف الشمال، و هجومه المستمر على أهل السنة الأفغان المتمثلين في حركة طالبان، و أتضح موقف القرضاوي أول مرة حينما سيطرت طالبان على مدن الشيعة، ثم في ذهابه الى طالبان لثنيها عن تحطيم الأصنام التي تعبد من دون الله، و أخيرا في فتواه بجواز القتال إلى جانب الجيش الأمريكي.في الصراع الأفغاني الإيراني بعد سيطرة طالبان للمرة الثانية على مزار شريف قتلت 7 دبلوماسيين إيرانيين من حزب الوحدة الشيعي
و في حوار تلفزيوني بين القرضاوي و التسخيري عن هذه الحادثة ظهر تحيز القرضاوي لإيران و تهجمه على طالبان ووصفها بالتشدد و التزمت و اتهمهم بزراعة المخدرات و الترويج لها، بينما لم يوجه لإيران أي نقد على المجزرة التي قام بها حزب الوحدة عندما قتل الآلاف من أهل السنة في أفغانستان.
(أ) انحيازه الى إيران و الثناء على موقفها
قال:لقد أعجبني ما قرأت بالأمس من تصريحات وزير الدفاع الإيراني قال: لن نُستدرج إلى حرب لم نقررها كما استدرجت العراق، هذا كلام في غاية الحكمة، هذا هو الذي نريده، لا نرضى بأن نُستدرج حتى نقع في حرب لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة، كل شيء يمكن يحل بالتفاهم.
(ب)تهجمه على طالبان و وصفه لها بالتشدد و نقص العلم
قال:نحن لا نقر طالبان على توجهاتها المتزمتة أو المتشددة وينبغي أن نرشِّد مسيرتها ونسدد خطواتها ونعتقد أنه لو وجد من العلماء من ينصحهم ويوجههم أعتقد أنهم ينبغي أن يستجيبوا لهذا، لن نوافق على ما فعلته طالبان في قضية الدبلوماسيين، والدبلوماسيين مصونون شرعاً، والرسل لا تقتل ولذلك طلبت أنا في خطبة الجمعة أن يحاكموا هؤلاء الذين هم سموهم المارقين، إن فئة من المارقين فعلت هذا، طبعاً ربما لا تستطيع أن تُحكِم قبضتها على كل من يقاتلون وخصوصاً في هذه الفترة، إنما نحن لا نقر طالبان على كل توجهاتها.
(ج) اتهامه لهم بزراعة المخدرات و الترويج لها
قال:من ناحية المخدرات وهذه الأشياء، وهذا ما ينبغي أيضاً أن نسعى إليه، ليس فقط أن نقول لهم لا تروجوا المخدرات بل نحن نريد أن نمنع هذه المخدرات، نمنع زراعتها وتصنيعها وترويجها والاتجار فيها من أفغانستان، إذا كان هؤلاء طلبة علم ويحكِّمون شرع الله عز وجل فهذه السموم القاتلة ينبغي ألا تكون أفغانستان مصدراً لها.
(د) القرضاوي و صنما بوذا
عندما أفتى الأفغان بوجوب هدم صنم بوذا ذهب القرضاوي في وفد الى أفغانستان لثني طالبان عن هدم الصنم و ناظرهم في المسألة، و عندما عاد قال عن زيارته قال: لقد التقى الوفد الإسلامي خلال الزيارة بعلماء طيبين لكنهم يعيشون في الماضي ولا ينتمون للحاضر ولا يعرفون شيئًا عن العصر ومشكلاته ولا زالوا يعتمدون على الكتب التراثية الصفراء القديمة.
(هـ) القرضاوي و فتوى جواز القتال الى جانب الجيش الأمريكي
و أتضح موقف القرضاوي من أهل السنة في أفغانستان حينما أباح للأمريكي المسلم القتال الى جانب الجيش الأمريكي بعد أن أصدر فتوى سرية وزعت على المسلمين في الجيش الأمريكي و لاقت هذه الفتوى تعتيما إعلاميا، و لكن بعد ذلك انتشرت الفتوى و عندما واجهه المسلمون بالفتوى برر القرضاوي فتواه بمبررات واهية.
قال القرضاوي: والذي يتجه إليه النظر الفقهي هنا: أن المسلم إذا أمكنه أن يتخلف عن هذه الحرب بطلب إجازة أو إعفاء من هذه الحرب؛ لأن ضميره لا يوافق عليها، أو نحو ذلك، فالواجب عليه أن يفعل ذلك، حتى لا يتورط في مواجهة المسلم بغير حق. وكذلك إذا استطاع أن يطلب العمل في الصفوف الخلفية لخدمة الجيش، لا في مباشرة القتال؛ فهذا أخف.
هذا ما لم يترتب على موقفه هذا ضرر بالغ له، أو لجماعته الإسلامية التي هو جزء منها؛ كأن يُصنَّف هو وإخوانه في مربّع الذين يعيشون في الوطن، وولاؤهم لغيره. وقد يكون في هذا التصنيف خطر على الأقلية الإسلامية ومصيرها، ووجودها الديني والدعوى. وقد يؤدي بالجهود الدعوية والتربوية الهائلة التي بُذلت لعشرات السنين من أجل تقوية الوجود الإسلامي وتثبيته، واعتبار المسلمين جزءا لا يتجزأ من مجتمعهم، يجب أن يندمجوا فيه حضاريا، ولا يذوبوا فيه دينيا؛ فلا يجوز أن يتصرفوا تصرفا يجعلهم مشبوهين أو مشكوكا فيهم؛ بحيث يعتبرهم المجتمع العام "طابورا خامسا".
ولا ينبغي للأفراد أن يريحوا ضمائرهم بالتخلف عن الحرب إذا كان ذلك سيضر بالمجموعة الإسلامية كلها، فإن القاعدة الشرعية: أن الضرر الأدنى يُتحمَّل لدفع الضرر الأعلى، وأن الضرر الخاص يُتحمَّل لدفع الضرر العام، وحق الجماعة مقدم على حق الأفراد.
وفقه التعارض بين المصالح والمفاسد من أهم أنوع الفقه، الذي سميته (فقه الموازنات)، وهو فقه يفتقده الكثير من المسلمين؛ فلا يجوز أن يخضع العلماء لفقه العوام، الذين يُغلِّبون فقه الظواهر على المقاصد.
وإذا اضطر المسلم للقتال مكرها تحت ضغط الظروف التي ذكرناها؛ فينبغي له أن يبتعد –بقدر ما يمكنه- عن القتل المباشر، وأن يشارك في الحرب –إذا شارك- وهو كاره منكر لها بقلبه، كما هو شأن المؤمن إذا عجز عن تغيير المنكر بيده أو بلسانه؛ فإنه يغيره بقلبه –أي بالكراهية والنفور-، وذلك أضعف الإيمان 
الحرية الأمريكاني للشعب الأففغاني



(هـ) الحرب الأمريكية و تحالف الشمال
ذكرت مصادر أن قوات تحالف الشمال شنت هجمات صاروخية على جبهة طالبان بشمال العاصمة كابول وذلك بعد ساعة من إعلان بوش الحرب،وقد حشد تحالف الشمال كل قواته لشن هجوم موسع بعد كل ضربة أمريكية، و استطاع التحالف أن يحتل المدن الأفغانية الواحدة تلو الأخرى، و ابتدأ بمدينة مزار شريف التي دخلتها قوات دوستم بمساعدة غارات أميركية مكثفة على المدينة مما اضطر قوات طالبان للانسحاب من المدينة.
و كانت الطائرات الأميركية قصفت بعنف وكثافة الجبهة شمال كابل وحول مزار شريف وشمل القصف جلال آباد وقندهار، ساعدت إيران دوستم بقوات بجسر جوي يمتد من إيران لمزار شريف لإسقاطها.
.ثم احتشد المئات من قوات التحالف الشمالي تدعمهم دبابات على خط الجبهة إلى الشمال مباشرة من كابل، في حين قصفت طائرات أمريكية الطرق المؤدية الى كابل تمهيدا لاحتلالها ثم أغارت اخرى على مواقع لطالبان في كابل، و بعدها زحف تحالف الشمال الى العاصمة فانسحبت طالبان منها في اتجاه قندهار، و بعدها احتل التحالف هراة كتمهيد للهجوم على قندهار 
(و) مساعدة إيران للأمريكان في الحرب
عقدت إيران مع أمريكا اجتماعات سرية، و سلمت لأمريكا خريطة بمواقع استراتيجية أفغانية ساعدت القوات الأمريكية كثيرا في استراتيجية الهجوم، و ساعدت بقوات لها في أفغانستان، و قال رافسنجاني في خطبة جمعة بجامعة طهران: «لو لم تساعد قواتنا في قتال طالبان لغرق الاميركيون في المستنقع الافغاني».

(م) حزب الشعب الباكستاني و دوره في أفغانستان
هو حزب شيعي أسسه ذو الفقار بوتو يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1967م خلفه في رئاسته زوجته بيكم نصرت بوتو ثم ابنته بينظير بوتو التي اغتيلت عام 2007 و و الرئيس الحالي للحزب آصف علي زر داري و هو شيعي إسماعيلي
مقر قيادة الحزب يقع في العاصمة الباكستانية إسلام آباد لكن يعتبر إقليم السند جنوب البلاد المعقل الرئيسي للحزب في حين أن له أنصاراً كُثر في إقليم البنجاب شرق البلاد 
بينظير بوتو.
نفوذ الحزب السياسي في باكستان
وصلت بينظير بوتو الى رئاسة الوزراء في باكستان ثم اغتيلت، و يوسف رضا جيلاني هو رئيس الوزراء الحالي، و وصل آصف علي زر داري الى الرئاسة و هو الرئيس الحالي لباكستان.

آصف علي زر داري
دور الحزب في أفغانستان
تورط الحزب في اغتيال الشيخ عبد الله عزام، عندما أعلن بوش الحرب على أفغانستان وافقت بينظير بوتو على السماح للجيش الأمريكي بإجراء عملياته داخل الأراضي الباكستانية، و عند نجاح زر داري في الانتخابات هنأته بريطانيا والولايات المتحدة و أجرى هو و يوسف رضا جيلاني مع بوش اتفاقية للحرب على طالبان باكستان، و بعد انتخاب اوباما رئيسا لأمريكا ذهب الى زر داري يتفق معه على دعم باكستان ماديا مقابل الحرب على أهل السنة في وادي سوات، و بالفعل لم تمر أشهر حتى تم تشريد ما يقارب 3 ملايين شخص من وادي سوات نتيجة لهجوم الجيش الباكستاني 


 (2) دور إيران في احتلال العراق:
كان ولا زال للشيعة دور ملموس وواضح للعيان في احتلال أميركا للعراق، فهناك في فنادق لندن وتحت إشراف كوندوليزا رايس، نجحت إيران عبر سماسرتها من الأحزاب الشيعية، كالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية (بدر) وحزب الدعوة وحزب الله، التي دعمتها عشرات السنين وأمدتها بالمال والسلاح والجهد والتخطيط والتفكير، في توقيع عقد اغتصاب بغداد، و مما زاد الطين بلة اشتراك بعض دول الخليج هي الأخرى في دعمهم، بحجة دعم معارضة عراقية

واستمر المشروع واحتل العراق ورعت إيران عصابات جيش المهدي وأمدت مقتدى الصدر وجيشه الوحشي بالمال والسلاح، وجعلته عبر ثمانية عشر مركزاً للمخابرات الإيرانية داخل العراق، فعاثوا في الأرض فسادا، حرقوا وهدموا العديد من المساجد، وعملوا على تهجير السنة حتى تكاد تفرغ بُغداد من أهل السنة.
لقد ساهمت إيران في احتلال العراق من خلال عدة خطوات منها:
- كانت أول خطوة عسكرية إيرانية هي إدخال فيلق بدر من الأراضي الإيرانية إلى جنوب العراق للقتال ضد القوات العراقية والمجاهدين العرب في حال دخول القوات الأميركية والبريطانية جنوب العراق، وبفضل هذا الدور سقط مئات الشهداء على يد عملاء ايران. وهذه حقيقة معروفة ويفتخر فيلق بدر بأنه قام بدوره هذا

وفيلق بدر أنشأته إيران ودربته إيران ومولته إيران وتوجهه المخابرات الإيرانية وتتشكل أغلب قيادته من إيرانيين أو من عراقيين من أصل إيراني، وهو تابع فعليا ورسميا للمخابرات الإيرانية.
- كانت الخطوة الثانية هي خطوة استخباراتية إذ أن إيران أصدرت أوامرها لعلي السيستاني الإيراني الجنسية والمرجع الأعلى في حوزة النجف ليصدر فتوى:

·      تحرم مقاتلة الاحتلال.
·   فتوى تدعوا العراقيين للهروب من الجيش والأمن والشرطة وعدم مقاومة الاحتلال!
وكان لفتاوى السيستاني أثر مهم في ترك الآلاف للجيش وعدم المقاومة فأضعف ذلك قدرة العراق على المقاومة. وأكمل السيستاني دوره 
·   الإفتاء بالمشاركة في مجلس الحكم، وهو جهاز أنشأه الاحتلال لتسهيل الاحتلال والتعاون مع المحتل، وهكذا تضافر الدور القتالي لفيلق بدر وبقية التنظيمات التابعة لإيران مع فتاوى السيستاني، وأديا إلى تعطيل مقاومة عدد كبير من العراقيين للغزو.
·   تدمير البنية التحتية العراقيةتدمير المتاحف وسرقة المكتبات لمحو الذاكرة العراقية… وأخيرا سرقة الوثائق المتعلقة بالتصنيع العسكري ونقل معدات ثقيلة بمليارات الدولارات إلى الأراضي الإيرانية تحت سمع وبصر قوات الشيطان الأكبر التي احتلت العراق،
-  تولى أنصار إيران أو حاملي جنسيتها مثل إبراهيم الجعفري ونوري المالكي رئاسة الوزراء وسيطروا على وزارتي الداخلية والدفاع.

-  دخول المخابرات الإيرانية العراق بالآلاف وأخذت توزع قوائم بأسماء من يجب اغتيالهم من ساسة وضباط وعلماء عرب عراقيين. وبدأت أشرس حملة اغتيالات في تاريخ العراق قامت بغالبيتها المخابرات الإيرانية بواسطة فرق الموت التابعة لها.
 
-  تكليف جيش المهدي بلعب دور المناهض للاحتلال ـ من أجل استقطاب الشيعة الوطنيين وعدم السماح بخروجهم عن سيطرة الحوزة والأحزاب الموالية لإيران بسبب تأييدها للاحتلال وتعاونها معه ـ نجح في استقطاب من كان رافضا للاحتلال من أهل الجنوب، لكنه كشف فيما بعد عن هويته الحقيقية وهي أنه الأداة الأكثر وحشية في عمليات التطهير العرقي، المتسترة بالتطهير الطائفي، والتي قامت وتقوم بها فرق موت إيرانية وأخرى تابعة لأمريكا من اجل إشعال الفتنة الطائفية تمهيدا لتقسيم العراق

-  الأحزاب الموالية لإيران هي أول من أيد الدستور الذي وضعته أميركا، وتنافست مع الأكراد حول تبنيه، وهو يقوم على الفيدرالية على أساس عرقي وطائفي، مع أنه غير موجود مثله حتى في أميركا التي تقوم الفيدرالية فيها على أساس جغرافي وليس ديني أو إثني أو طائفي

(3) لعبة القط والفأر
إيران والولايات المتحدة خطران متوازنان على الوجود الإقليمي امنيا واقتصاديا واجتماعيا بل عقائديا فإيران ليست جمهورية موزونة، ونظامها ليس نظاما دراميا عقائديا وهي تملك مشروعا إقليميا وتعمل من أجله بكل جدية، وتملك أوراقا مهمة جدا تستعملها بذكاء في سياق سعيها لتحقيق مشروعها، ومن هذه الأوراق: برنامجها النووي، علاقاتها الوثيقة مع النظام السوري، علاقاتها الوثيقة مع حزب الله في لبنان، علاقاتها الوثيقة مع حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، علاقاتها التجارية والاقتصادية الوثيقة مع دول مؤثرة دوليا مثل روسيا وألمانيا، وعلاقاتها الوثيقة مع "تحالف الشمال" في أفغانستان، إضافة إلى النفط، وأخيرا (وهذه أهم ورقة) دورها في العراق، وعلاقاتها وتأثيرها القويين على الأحزاب والميليشيات والقوى السياسية السائرة في ركاب الاحتلال الأمريكي، هذا بخلاف تأثيرها على المجموعات الشيعية في:  البحرين ولبنان والكويت واليمن، يضاف إلى ذلك تأثيرها كثقافة تجمع حولها المريدين في مجتمعات عربية أخرى مثل السودان والجزائر وتونس ومصر وغيرها.
 
ومن جانب آخر، فإيران ليست مشروعا مناهضا للإمبريالية، أي أنها ليست "فنزويلا" الشرق الأوسط ولا تحمل برنامجا تحرريا لشعوب المنطقة يقوم على القضاء على الهيمنة والاستغلال، وبسط سيادة الشعوب على أرضها ومواردها، بل هي مشروع ذو طابع قومي طائفي توسعي، لا يجد غضاضة مثلا بالاستعانة بعدوه الأيديولوجي الأول (الولايات المتحدة) في حرب "احتواء مزدوج" مع العراق (فضحية إيران-كونترا جيت)، أو بمساعدته استخباريا ولوجستيا في العدوان على أفغانستان، وهي تلعب دورا بالغ السوء في العراق من خلال تمكين ودعم الحكومة والعملية السياسية العميلة برمتها للأمريكان، ودعم وتمكين الأحزاب والميليشيات الطائفية التي كانت مقراتها الأساسية في إيران قبل احتلال العراق (مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وميليشيا جيش بدر التابعة لها وحزب الدعوة والميليشيا التابعة لها، وغيرها) وتتلقى أسلحتها وعتادها وتدريبها ومعلوماتها الاستخبارية من إيران، وبالتالي فهي تدعم بشكل واضح الحرب الطائفية في العراق.
 ومن جانب ثالث، تبدي إيران في سياق سعيها لتحقيق مشروعها، تصرفات متناقضة إذا ما نظرنا إليها بعين عربية، لكنها متسقة إذا نظرنا إليها في سياقها الإيراني: ففي حين تدعم إيران حزب الله الذي خاض معارك مصطنعة ضد الكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة وانتصر عليهما مرتين (2000 و 2006)وينادي رئيسها احمدي نجاد بتدمير "إسرائيل" وإزالتها من الوجود؛ تساعد إيران الولايات المتحدة في غزو أفغانستان وفي تدمير وتفتيت العراق وتحويله إلى ساحة حرب وابادة طائفية.
فالولايات المتحدة الأميركية تدرك جيدا الإطار الطائفي الذي يتحــرك فــيه شيــعة الـعراق، ولهذا هـم لا يوافقون على أن يستحوذ الشيعة على كل مقاليد الحكم في البلاد، وبالذات المناصب المتعلقة بالجيش والدفاع، ويأملون في إسناد مثل هذه المناصب إلى من يحمل الهوية السنية دون الفكر السني؛ لأن مثل هذه المناصب إذا ما وقعت بين أيدي الشيعة في العراق فإن ذلك سيعزز الجبهة الإيرانية في المنطقة، وهو ما يخل بالتوازن الإقليمي بالمنطقة المحكومة بإرادة دولية قوية؛ لأن مصالح القوى الدولية تقتضي عدم وجود محور إقليمي قوي في المنطقة يستطيع أن يتحكم بإمدادات النفط العالمية. فالنفط هو شعلة النشاط التجاري في الغرب ومن هذه المنطقة يتنفس الاقتصاد العالمي برمته 
هنا أسلحة الدمار الشامل العراقية
 إخواني وبني جلدتي إن المرجعيات الشيعية التي قامت ثورتهم في إيران على شعار (الموت لأمريكا) يفضلون التعاون مع الأمريكيين في العراق للقضاء على المقاومة السنية، ولا يفضلون التعامل مع المقاومة السنية للقضاء على الاحتلال الأمريكي؛ إنه الحقد الطائفي الذي يبدو أنه كان من أهم مبادئ ثورة الخميني في إيران والذي بدأ يؤتي ثماره الخبيثة في بعض دول العالم الإسلامي 
أضحية العيد السنية إرضاءا للشيعة الصفوية

ولذلك نجد إيران التي افتضح أمرها باستيراد السلاح الصهيوني والأميركي أثناء الحرب مع العراق (إيران جيت).. هي نفسها إيران التي تقود الحلف الصفوي التوسّعي الاستيطاني التبشيري الجديد، وهي نفسها إيران التي تساند أميركا وتُعينها على استمرار احتلالها للعراق، وهي نفسها التي تتدخّل بالشئون الداخلية والشعبية السورية، وهي نفسها التي تستخدم حزب الله كورقة لبنانية ، وهي نفسها التي ما تزال عَينُها على الخليج العربي، وهي نفسها التي تحتل الجزر الإماراتية العربية الثلاث.
فلو كان أقطاب هذا الحلف الصفوي صادقين في شعاراتهم المتهافتة التي يروّجونها، فمَن هم الذين استقبلوا القوات الصهيونية بالزهور وحبات الأرز عندما اجتاح الجيش الصهيوني جنوبيّ لبنان الشيعي في يونيو من عام 1982م؟!.. ومَن هم الذين استقدموا الجيشَ الأميركي الصهيوني حليفَ الصهاينة إلى العراق، واستقبلوه بنفس الطريقة، وما يزالون يتحالفون معه؟!
إخواني وبني جلدتي إن إيران لديها رغبة أكيدة في مد النفوذ الإيراني إلى المنطقة العربية، بما يقوض نفوذ القوى العربية التقليدية وعلى رأسها مصر، ولذلك تعبث إيران في الأوضاع الداخلية لعدد من الدول العربية..منها لبنان، والعراق، وفلسطين، و داخل دول الخليج، و   تستخدم إيران «التشيع» وسيلة لكي تمد هذا النفوذ في المنطقة، كما تمارس إيران والشيعة أشرس حالات الإهانة التقليدية للسنة لاسيما في لبنان والعراق، فضلا عن دورها   في عمليات الفتنة المذهبية، وما يتبعها من عنف، في العراق.
 ويؤكد المحللون أن المشروع النووي الإيراني هو مسعى لإنتاج قنبلة نووية فارسية لا إسلامية، ومن ثمة لا ينبغي الحديث عن أي تقارب مذهبي.. طالما أن إيران تستخدم ذلك في ترويج أفكارها ومشروعها من خلال تخدير الآخرين بالتقارب، كما يرى المحللون أن إيران تمثل تهديدا جوهريا لأمن الخليج ولأمن المنطقة العربية خاصة أنه لا يوجد أي مانع من قيام تحالف فارسي ـ يهودي أو صهيوني ضد السنة والعرب في المنطقة، ما دام ذلك يخدم المشروع الإيراني الصفوي.
أمريكا والغرب يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل داخل أجساد الأطفال

 وإذا كان المشروع الأمريكي الصهيوني قد التقى مع المشروع الإيراني في وحدة العدو ( السنة ) إلا أنهما لن يلتقيا في الأهداف النهائية ـ فالهدف الأميركي هو تعزيز النفوذ الأمريكي الغربي في المنطقة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ـ كما أن الولايات المتحدة لن تسمح بقيام أنظمة حكم تدار من طهران وتدعم النفوذ الإيراني بطريقة تُقـوَّض النفوذ الأمريكي والغــربي في المنطقة كمــا يحلم الإيرانيون، إلا إن إيران رغم ذلك تحرص على استغلال نقاط التوافق لتوجيه ضربات قوية للسنَّة في المنطقة على الصعيد السياسي والثقافي، واستغلال الأمريكيين لإضعاف السنة، وكذلك استغلال السنة لإضعاف المشروع الأمريكي ما أمكن ذلك؛ بحيث تكون إيران هي المستفيد الأكبر مما يجري اليوم، ولتبقى هي القوة الوحيدة التي ستجني ثمار ما يحدث اليوم في نهاية الأمر 
البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية داخل فروج العراقيات
 إن أهم ما تعترض عليه المرجعيات الشيعية في المشروع الأميركي أنه يساوي بين السنة وبين الشيعة الذين توجد لهم دولة تدعمهم بالمال وتنسق جهودهم وتصوغ سياساتهم، حيت ترى هذه المرجعيات الشيعية أن المشروع الأميركي يفوِّت عليها فرصة ثمينة لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية في هذه المرحلة من تاريخ السنة الذي يتميز بالضعف الشديد.

فالشيعة الصفوية تعمل على تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية للشيعة في ظل التغيير الحاصل والظروف التاريخية الآتية في المنطقة، لذلك فهي تسعى إلى الحد من حجم الشريك السني والإبقاء عليه ضعيفاً لا يستطيع تسوية صفوفه تحت قيادة قوية وموحدة؛ وذلك عن طريق القضاء على كل ما قد يساعد في قيام ودعم تكتلات سنية سياسية فاعلة تكون نداً حقيقياً للقوى الشيعية الفاعلة اليوم، وخاصة في دول الهلال الشيعي التي أنفقت إيران فيها الكثير من الجهود والأموال لترسيخ المشروع الإيراني
وتأتي تصفية القيادات السنية البارزة كحل أمثل؛ حيث يضمن المشروع الشيعي من خلال تصفية الرموز والقيادات السنية المؤثرة في الشارع السني إضعاف التكتلات السنية؛ بحيث تصبح هذه التكتلات غير قادرة على الاستفادة القصوى، أو تحقيق مكاسب سياسية في أجواء التغيير الأمريكي الذي يهب ريحاً عاصفة على المنطقة الإسلامية؛ وذلك لعدم وجود قيادات ذات كفاءة تستطيع أن تحشد الشارع السني خلفها، وتستطيع أن تناور القوى الشيعية، أو مَنْ يدور في فلكها

 وبهذا تكون حركة الشارع السني في تخبط مستمر كما هو حاصل في العراق اليوم، بل في كل أرض تهب عليها رياح التغيير الأمريكية؛ ومن ذلك ما يجري في لبنان؛ إذ يجب أن يُنظَر لعملية اغتيال الحريري من هذا الباب ـ حيث تأتي عملية اغتيال الحريري الزعيم السني القوي بعد صدور القرار 1559 كإعادة صياغة للتوازنات السياسية في لبنان وللوضع السياسي الذي ينشأ في لبنان بعد الانسحاب السوري ـ وبهذا يستطيع الطرف الشيعي احتواء المشروع الأمريكي سياسياً وبصورة كبيرة، والتأثير في توجهاته؛ حيث ستجد الولايات المتحدة نفسها مجبرة على التعامل مع القوى الشيعية التي تتمتع بنفوذ قوي لدى الشارع الشيعي؛ إذ تستطيع القيادات الشيعية التأثير بقوة على الشارع الشيعي وتجنيده لخدمة أجندتها متى ما أرادت ذلك كما هو حاصل في العراق اليوم فأفراد قوات الشرطة والجيش العراقيين أغلبيتهم من الشيعة ممن استطاعت مرجعياتهم أن تدفع بهم إلى المؤسسات الأمنية والعسكرية.

وتعتبر عمليات تصفية القيادات السنية هي الأسلوب الأمثل لتقويض القوى السياسية السنية، وهي في الحقيقة بمثابة إعلان حرب طائفية لكن بأسلوب مدروس هذه المرة يحقق النتائج المنشودة (إضعاف السنة)، ويقلل من الخسائر في الطرف الآخر الشيعة.
 
أضواء على كيد الغرب الصليبي الصهيوني الصفوي بين الماضي والحاضر:
لقد ارتكب النصارى جرائم وحشية في حق مسلمي الأندلس، أجبروهم على التنصر، وحوّلوا مساجدهم إلى كنائس، وأتلفوا كتبهم ومصاحفهم، واعتبروا أطفالهم نصارى، فعمّدوهم بالقوة ومحوا شعائرهم وشعاراتهم، ومنعوا تقاليدهم وعاداتهم، ونكثوا العهود والمواثيق، فقتلوا وعذّبوا ونكَّلوا وشرَّدوا. وفي القرن المنصرم فعل الاستعمار الصليبي في بلاد المسلمين من قتل وتشريد وفساد وإفساد وتخريب ودمار ونهب للأموال والممتلكات ما تقشعر له الأبدان، وحُرم المسلمين من أدنى الحقوق التي لا تحرم منها الدواب والبهائم، وليست مذابح البوسنة والهرسك ومجازر كوسوفا منّا ببعيد 
 
. وها هم اليوم يتغنون كذباً وزوراً بالأمن والسلام والوحدة والوئام، فهذا مجلس الأمن، وذاك مبعوث السلام، وهذه خطة أمن، وتلك صِلاة سلام، فبالله عليكم متى علمتم الوحوش الضارية استأنست؟ ثم هل تلد الوحوش غير الوحوش؟ والأعجب أن المسلمين لا يعتبرون من التاريخ، وما يزال البعض يثق بالنصارى ويصدق بأنهم عادلون منصفون يرعون حقوق الإنسان، وصدق الله العظيم: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)

لقد بدأت محاولات الغزو الصليبي الحديث منذ القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي، بعد أن طَرد الأوروبيون الإسلام من الأندلس بعد معارك وحشية طويلة، بارك البابا الانتصار الصليبي وشجع الصليبيين على متابعة المسلمين لطردهم من بقية بلاد الإسلام، يدفع إلى ذلك حقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين، ثم تبعتها الرحلات الاستكشافية تحت غطاء العلم، لأن المقصود من تلك الرحلات هو تطويق العالم الإسلامي آنذاك، وقد صرح بذلك الرحالة "فاسكوداجاما" الذي استعان بالبحّارة المسلم "ابن ماجد" الذي أَمَدّه بالمعلومات والخرائط وقاد معه سفينته نحو جُزر الهند الشرقية، فلما وصل قال ذلك الصليبي الحاقد بعد إتمام الرحلة: "الآن طوقنا رقبة الإسلام ولم يبق إلا جذب الحبل فيختنق ويموت". ثم تتابعت الرحلات الأخرى التي قام بها الصليبيون في العالم الإسلامي يدرسون مداخله ومخارجه، هذه الرحلات التي نُدرِّسها لطلابنا على أنها من أعظم الرحلات وأنها كانت رحلات علمية.
 أما اليوم فها هو التبشير والتنصير قد أنشب أظفاره وكشر أنيابه وهو نتيجة من نتائج التعصب الصليبي المسلّح، ومولود من مواليد القوة الطاغية، التي تُسمِي كل ما ترضى عنه من الأعمال المنكرة حرية دين، أو حرية فكر، أو حرية رأي، وتُسمي كل ما لا ترضى عنه من المطالبة بالحقوق المغصوبة وغير ذلك، تسميه إرهابًا وعنفًا وأصوليةً وتشددًا.


لم تنس أوربا النصرانية هزيمتها أمام الدولة العثمانية، أحرز فيها العثمانيون نصراً مؤزراً، فقد قُتل من النصارى الكثير، وغرق آلاف منهم في نهر الدانوب والحمد لله. ولن تنسى أوربا النصرانية سقوط القسطنطينية بيد السلطان محمد الفاتح رحمه الله، ومنذ ذلك التاريخ وقادة أوربا النصرانية يضعون الخطط للإجهاز على الدولة العثمانية واقتسام تركتها، واستمر القوم يتآمرون ويتعاونون مع جمعيات الماسون السرية التي كانت تضم المجرمين من اليهود والصرب واليونان، حتى تمكنوا من عزل السلطان عبد الحميد وإسقاط الخلافة، ليتحكم فيها جماعة الاتحاد والترقي ومعظم قادتها وأعضائها من يهود الدونمة، فتمكن الاستعمار الخبيث من القضاء نهائياً على الخلافة، واصطناع الحدود بين أقطارها عن طريق اتفاقية "سايكس بيكو" الشهيرة عام 1915م، وتم إلغاء الخلافة الإسلامية وطَرْدِ الخليفة خارج الحدود، ومصادرة أمواله، وإعلان علمانية الدولة، وإلغاء الشريعة الإسلامية. ولم تكتف الصليبية النصرانية بكل هذا، بل استمروا في حربهم الصليبية ضد المسلمين واستغلوا خيرات بلاد المسلمين من المغرب العربي إلى مصر وبلاد الشام، فلم تسلم دولة إسلامية من ذلك حتى باكستان واندونيسيا.

 إن الدول الغربية تفتعل أي سبب لكي تضرب أية دولة أو لتشن حرباً صليبية جديدة، حالهم في ذلك حال ذلك الذئب الذي كان يشرب من أحد الأنهار، فأبصر حملاً فطمع في افتراسه، ولكنه أراد أن يراعي شريعة الغاب حتى يكون افتراسه موافقاً لقرارات الأمم المتحدة، فيبدأ بتقديم مسوّغ لافتراس ذلك الحمل يقنع به باقي الوحوش! فما إن رأى الحمل يجترّ بفمه، حتى بادره قائلاً: أتهزأ بي لا أبا لك! قال الحمل: أبداً، إنما اجترُّ بعض الطعام. قال: فلماذا كدرت عليّ ماء النهر أثناء شربي؟. قال الحمل: وكيف وأنت أعلى النهر وأنا أسفله. قال: إذاً أنت الذي قتلت أبي في العام الماضي! قال الحمل: أبداً، فلم أولد إلا قبل أشهر! قال: فأبوك إذاً هو الذي قتله!. ثم هجم عليه وافترسه!. هكذا يتعامل الغرب اليوم مع الشعوب المسلمة لكي يغطوا عورتهم في الحرب الصليبية الجديدة.

 إخواني ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء إلى بُعيد الحرب العالمية الثانية، حيث ما يسمى بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، كان هدف إنشاء هذا الحلف في بداية أمره ليكون وسيلة دفاعية ضد ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي، وكانت دول أوروبا وحلفاؤها تشعر بالقلق تجاه السياسة السوفيتية التوسعية، وازدادت المخاوف عندما فرض السوفييت أشكالاً من الحكومات الشيوعية على العديد من دول وسط أوروبا وشرقها، ونتيجة لذلك سعت الحكومات الغربية إلى تحالف جديد لفترة ما بعد الحرب العالمية لتأمين الدفاعات الأوربية ضد احتمالات التهديد السوفييتي، فنشأ ما يسمى بحلف "الناتو".

 دكّ مجاهدو أفغانستان تلكم الإمبراطورية ولم يعد للاتحاد السوفيتي وجود الآن، فلماذا بقي الحلف موجوداً والهدف الأساسي الذي من أجله أُقيم قد زال؟ بل السؤال الأهم: لماذا التوسع الآن في هذا الحلف؟.
الجواب في كلمة مختصرة: أن هدف الحلف تحوّل الآن ضد التيار الإسلامي. هذه هي حقيقة القصة والقصة الحقيقية.
إن أي حلف يوجد على وجه الأرض لا بد أن يكون له عدو، إلا ما كان لوجوده أي فائدة، والإسلام للغرب النصراني عدو دائم وليس عدواً جديداً، وهو الخطر القادم بعد زوال الشيوعية كما يصرحون هم بذلك.


 فالمسلمون اليوم لا يواجهون حلفاً من ست عشرة دولة أول ما قام حلف "الناتو"، ولكننا نواجه حلفاً يتكون من أربع وأربعين دولة بعد التوسع، وهو يعتبر أكبر تحالف في التاريخ، فإن ثمة مجلساً ظهر يسمى "المجلس الأوروبي للتعاون الأطلسي"، وقد عقدت اجتماعاته عقب قمة مدريد بحضور الدول الست عشرة المعلنة، وثمان وعشرين دولة أخرى وقّعت مع الحلف ميثاقاً خاصاً، ومن بينها كل دول الاتحاد السوفييتي السابق. وعلى هذا فالمسلمون أمام أربع وأربعين دولة، مجهزة بأحدث الأسلحة، وتتحكم في 70% من إنتاج العالم بزعامة حلف الأطلسي، فحسبنا الله ونعم الوكيل. فهل نحن مدركون لهذا الواقع؟ وهل نحن على وعي تام لما يراد بنا ولنا؟ وهل نحن على مستوى هذه التحالفات؟.

 أما مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة فهما دميتان في يد الغرب الصليبي بشقيه الأوربي والأمريكي، الذي بات يستقوي على الضعفاء فيحتلّ أرضهم في السودان باسم حلّ مشكلة اللاجئين في دار فور، ويحتلّ أرضهم في الصومال باسم التصدّي لمد الإرهاب الإسلامي، ويحتلّ أرضهم في أفغانستان باسم محاربة قوى الشرّ، ويحتلّ أرضهم في العراق باسم تصدير الديمقراطية، وكلها في حقيقتها حرب صليبية، ثم ناصرت الحكام العرب ضد شعوبها في الماضي تحت زعم الشرعية الدولية ؟! ثم انقلبت عليها في الحاضر فيما عُرف بالربيع العربي( التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب) حتى يتسنى لها تقسيم تلك الدول إلى دويلات صغيرة فيسهل السيطرة عليها كما حدث في السودان؟! كل ذلك من أجل خدمة إسرائيل لتبقى مخلب القط الوحيد في المنطقة؟! هذا بخلاف دعهما لحصار غزة منذ عدة أشهر على يد اليهود، وصمتهم عن الغارات تلو الغارات، فقد مارس اليهود بحق غزة وسكانها أقسى أنواع العزل والحصار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وتخرج الطائرات الصهيونية لتغتال من تشاء من أبناء تلك البقعة المباركة، ويستمر مسلسل التجويع وقطع المعونات ومنع التعاملات المالية، أليسوا مسلموا غزة كمسلموا ليبيا؟! هذا بخلاف الصمت الرهيب عما يحدث في سوريا فلماذا تتأخر العدالة الغربية الصليبية عن غزة وسوريا وتسرع إلى ليبيا؟!!

 ولا ننسى تحالف حزب الله الشيعي مع حماس السنية ضد مصر على ليس حبا في حماس ولكن كراهية لمصر فحماس ومصر كلتاهما سنيتان ,
ولا ننسى في أحداث اختراق المعابر بين مصر وغزه حينما نفش حسن نصر الله ريشه معتديا بالقول على الشرعية في مصر بل ووصلت به الجراءة أن نصب من نفسه قائدا لمصر مستعديا الشعب المصري على السلطة آمرا الشعب بأن يخرج بالملايين لكي يقهر الشرطة ويفتح المعابر لكي تصير مصر سداح مداح وفعلا أخترق بعض المعتوهين المعابر والأنفاق وعبرو مصر وكانت معهم المتفجرات وكان منهم ماكان في شرم الشيخ وغيره وغيره ,
 إذا ففى المرحلة الحالية ثبت لنا بالفعل وليس بالقول أن إيران تستهدف مصر وأن حزب الله يستهدف مصر ويستهدف وحدتها وإنهم في ذلك لا يتورعو عن تسريب الأفراد والمتفجرات عن طريق أنفاق سيناء وعن طريق الحدود الشمالية والغربية بمساعده بعض البدو وفى وجود خلايا نائمة داخل مصر تستفيد من هذا الوضع وتستغله سياسيا,
هل تلك الخلايا النائمة من أفراد مصريين ؟؟!!
هل تلك الخلايا النائمة من أفراد موجودين على الساحة السياسية ويريدون الانقضاض على السلطة ؟؟!!
هل تلك الخلايا هي خلايا اجتبيه كامنة وسطنا ؟؟!!



إخواني هل بعد ذلك يمكن القول بانتهاء الحروب الصليبية؟!  وهل يمكن تصديق الحرب الكلامية بين إيران الصفوية من جانب والغرب الأمريكي الصهيوني من جانب آخر؟!أو أن هناك شئ من حُسن النية لديهم في تعاملهم معنا؟! وأترك لكم الإجابة على ذلك؟!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر :
مجلة العصر 
كتاب "الشيعة والسنة" تأليف / إحسان إلهي ظهير
شبكة المشكاة
ميدل إيست أون لاين
صحيفة كتابات
مفكرة الإسلام
المختصر للأخبار
موقع شهود
موقع البينة
موقع المسلم
مركز الشرق العربي 
موقع الموسوعة العربية
موقع تاريخ الحكام و السلالات الحاكمة
كتاب جهاد شعب مسلم للشيخ عبد الله عزام
منتديات قصيمي نت
موسوعة الويكيبديا
موقع الإسماعيلية النزارية
موقع شبكة الأغاخان للتنمية
الشبكة الإسلامية
سلسلة الهدى و النور للإمام الألباني
كتاب الميزان لحركة طالبان
موقع فيصل نور
موقع القرضاوي
موقع إسلام أو نلاين
http://www.alarabiya.net/articles/2011/09/09/166065.html
خالد سليمان القرعان الحوار المتمدن - العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 –
11:14