الأحد، 18 ديسمبر 2011

الفصل الرابع:أولا: المسيحية السياسية أو المسيحية المذمومة:



 اللصل الرابع:
أولا: المسيحية السياسية أو المسيحية المذمومة:

 ونقصد بها تلك المسيحية التي تنتشر في بلاد ودول الغرب في أوربا وأمريكا بصفة عامة، وانجلترا وأمريكا بصفة خاصة، والتي تحاول جاهدة بسط نفوذها على العالم تحت ستار المسيحية، ولذلك فهي تطلق اليد لمبشريها للعمل في جميع أرجاء العالم، وذلك من خلال هدف معلن وهو نشر الدين المسيحي، وآخر خفي يتمل في بسط سيطرة ونفوذ الكنيسة الغربية على العالم بأثره.

 
فكما حاولت الكنيسة الغربية فعل ذلك في الماضي، فها هي تعيد نفس الكرة في الوقت الحاضر.ففي الماضي كانت الحروب الصليبية، والآن نجد حملات التبشير بالدين المسيحي تغزو العالم بأثره، وبخاصة في المناطق التي تكثر فيها الصرعات التي تنميها السياسة الغربية كخطوة مكملة في نفس اتجاه الغزو الصليبي الغربي الجديد، ولا تتمثل خطورة ذلك الأمر في نشر الديانة المسيحية، وإنما مكمن الخطورة في أن هذه المسيحية التبشيرية ليست هي المسيحية التي جاء بها السيد المسيح ( عليه السلام) ولكنها مجموعة من التعاليم السياسية الأصل ذات المظهر الديني والتي تهدف إلى:
·      ربط آسيا وأفريفيا بعجلة الغرب عن طريق نشر الدين.
·   خلق فكر مسيحي يقف أمام الفكر الإسلامي والفكر المسيحي المعتدل في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والدولية.
 (العصابة)
ويندهش الباحث حينما يرى كبار رجال الكنائس وهم يتناسون المسيحية ومبادئها الأصلية السمحة، ويجندون أنفسهم لخدمة الاستعمار الغربي، وهم يتخذون الدين المسيحي وسيلة للضغط على الشعوب المسيحية في الدول النامية حتى لا تتطور، وحتى تبقى بمنأى عن الرقي والتصنيع والتقدم:
- فإذا كانت الكنيسة في الغرب تقر بمبدأ فصل الدين عن الدولة، فهي لا تقر بذلك المبدأ بالنسبة لدول الشرق وذلك ليظل كلام الكنيسة سيفا مسلطا على رقاب العباد.
- وإذا كانت الكنيسة في الغرب تبارك التصنيع، فإنها تعارض ذلك التصنيع في بلاد الشرق وتبرر ذلك:
* بزعمها أن العامل يعتبر نفسه خالقا، وهذا يتنافى مع الإيمان، واعتبار الإنسان مخلوقا.
* كما تبرر ذلك الرفض للتصنيع في بلاد الشرق أيضا بزعمها أن الثروة التي ستعود على البلاد من التصنيع ستجلب الشر على المسيحيين بالبلاد النامية، لآن ارتفاع مستوى المعيشة ستصحبه كثرة الخطايا والشرور.
*كما ترى الكنيسة أن التقدم لن يتم إلا بالتضحية بالتراث والتقاليد الموروثة، ولذلك فهي تقرر أن الاحتفاظ بالتراث والتقاليد الموروثة خير من التقدم الاقتصادي، وتتخذ المجالس الكنسية العليا كل التدابير لتنفيذ ورعاية هذه السياسة الظالمة.

تلك هي أبرز سمات المسيحية السياسية التي تتستر خلف الدين في محاولة منها لاستعمار بلاد الشرق، فهي تحافظ على تفشي الجهل والمرض فيهم من أجل أن يكونوا لقمة سائغة للاستعمار المتستر خلف الدين المسيحي، ودعاوى التبشير.تلك هي المسيحية السياسية التي فشل جندها في الحملات الصليبية في الماضي، فعاود الكرة بالاستعمار، فلما حصل المشرق على حريته عمدت إلي الوقوف في وجه تقدمه ورقيه وحاربت صناعته ووصفته بالجهل والتخلف.
 (شباب لجنة الدفاع اليهودي في فرنسا)
وهي تهدف من وراء ذلك إلى مواصلة استعماره سياسيا وفكريا واقتصاديا... الخ تلك هي المسيحية السياسية والكنيسة الغربية التي كان جنودها يرددون وهم يستعدون لاستعمار بلاد الشرق على اختلاف شعوب تلك البلاد ما بين مسلمين ومسيحيين، كان جندها يردد وهو يرتدي خوذة القتال قائلا:

أماه
أتمي صلاتك       لا تبكي
بل اضحكي وتأملي
أنا ذاهب إلى طرابلس
فرحا مسرورا
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة
سأحارب الديانة الإسلامية
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق