الأحد، 18 ديسمبر 2011

الفصل الرابع:ثانيا المسيحية الدينية أو المسيحية الممدوحة:


 الفصل الرابع:
ثانيا المسيحية الدينية أو المسيحية الممدوحة:

ونقصد بها المسيحية التي نزل بها السيد المسيح ( عليه السلام ) والتي تدعو إلى التسامح ونبذ التعصب والعدوان، تلك هي المسيحية الحق، والتي دعا إليها السيد المسيح ( عليه السلام ) الذي كان على الدوام يردد ومن بعده تلاميذه يرددون:     
{ كالوطني منكم يكون الغريب النازل عندكم، وتحبه كنفسك، لأنكم كنم غرباء في أرض مصر، أنا الرب إلهكم }
{ لا تضرب الذين سبيتهم بسيفك وبقوسك، ضع خبز وماء أمامهم،  فيأكلوا أو يشربوا ثم ينطلقوا إلى سيدهم }
{ احملوا بعضكم أثقال بعض، شجعوا صغار النفوس، اسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع }
{ البسوا المحبة التي هي رباط الكمال }
{ وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم، باركوا لا عينيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، ويطردونكم }   { باركوا الذين يضطهدونكم باركوا ولا تلعنوا }
{ إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فأسقه، لأنك إن فعلت هذا تجمع جمرا على رأسه }

{ غير مجازين عن شر بشر، أو عن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين، عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة } { أكرموا الجميع أحبوا الأخوة، أكرموا الرئيس }
ذلك هو الدين المسيحي الذي دعا إليه السيد المسيح ( عليه السلام )، وتلك هي المسيحية المنزهة عن الكيد والغل والطمع في ما يملكه الغير، وتتمثل تلك المسيحية في الكنيسة الشرقية بصفة خاصة ومسيحي المشرق بصفة عامة، فهؤلاء هم الذين قصدهم الحق تبارك وتعالى _ في قوله – جل شأنه _ [وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ] {المائدة:82} 

فهؤلاء هم أتباع السيد المسيح ( عليه السلام ) وسفراء محبته، وكما حدث في الماضي البعيد حين وقف هؤلاء النصارى في خندق واحد مع إخوانهم المسلمين في وجه الحملات الصليبية، فلقد وجدناهم يقاتلون جنبا إلى جنب إخوانهم المسلمين على الرغم من أن الغاصب المعتدي كان يرفع شعار الصليب، ولكنهم لم ينخدعوا بذلك الشعار لأنهم مع الحق لا الباطل، علاوة على إنهم يدركون كذب الشعار وزيفه، وبعد الحروب الصليبية وجدناهم في ذات الخندق مع المسلمين يقاتلون الاستعمار ويقاومونه على امتداد أرض المشرق العربي وهم يرفعون شعار وحدة الهلال مع الصليب في وجه الصليبي الغاصب المحتل، وذلك ما دعا اللورد كرومر المندوب البريطاني في مصر وقت الاحتلال إلى القول: إنني لا أفرق بين المسلم والمسيحي في مصر بغير أن الأول يدخل المسجد، والثاني يدخل الكنيسة )

وحديثا وجدناهم يرفضون دخول القدس إلا مع إخوانهم المسلمين، ووجدناهم يرفضون التصفية الجسدية لمسلمي البوسنة والهرسك والشيشان، وما كل ذلك إلا لأنهم أتباع السيد المسيح ( عليه السلام ) الداعي إلى السلام والأمن، والرافض للغصب والكيد والاحتلال، كما أنهم بحق إخواننا ورفقاء كفاحنا لهثا وراء السلام والحفاظ على حسن الجوار وعدم الاعتداء والرحمة والعدل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق