الأحد، 18 ديسمبر 2011

الفصل الرابع:ثالثا مذابح المسيحية الدينية على يد المسيحية السياسية:

 الفصل الرابع:
ثالثا مذابح المسيحية الدينية على يد المسيحية السياسية:




لقد تعرض الأخوة المسيحيين للعديد من المذابح على يد اليهود منذ نشأت الدعوة المسيحية حتى إن السيد المسيح ( عليه السلام ) ذاته كان من بين ضحاياهم ولسوف نعرض لذلك الأمر في موضع منفصل عند حديثنا عن أطماع اليهود، بيد أن الأمر قد تبدل بعض الشئ في مطلع القرن الرابع حيث أعلن الإمبراطور قسطنطين 
( الإمبراطور قسطنطين )
مراسيم التسامح عام ( 311 – 313 ) ثم دخل في الديانة المسيحية بعد ذلك بعشر سنوات، فسرعان ما قويت شوكة المسيحيين، وضعفت شوكة أعدائهم، هنا نسوا التسامح الذي دعاهم إليه السيد المسيح ( عليه السلام ) وبرزوا سيف الانتقام الذي لم يمزق شمل الأعداء فقط، وإنما امتدت إلى كل مسيحي يخالف الكنيسة الكاثوليكية، فكثرت المذابح وعم الانحراف وماتت كل دعوة للإصلاح، وتم إطلاق العيون والجواسيس تفتش عن كل مسيحي يعارض رأي الكنيسة حتى داخل الأسرة الواحدة، وتم اضطهاد المفكرين والكتاب.
 (تفننت حكومات العصور الوسطى في ابتكار الالات و الادوات التي تجعل المتهمين يتمنون الموت الف مرة للخلاص من العذاب القاسي الذي انزل بهم)

 ونضرب لذلك بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر لذلك الاضطهاد وتلك المذابح ذات الطابع الكاثوليكي:
 (شوكة الهراطقة)

- في القرن الرابع عارض أريوس (336م) القول بألوهية المسيح ( عليه السلام ) مما دعا إلى عقد مجمع نيقية الذي قرر إدانته وإحراق كتبه وتحريم اقتنائها وخلع أنصاره من وظائفهم ونفيهم والحكم بإعدام كل من أخفى شيئا من كتابات أريوس أو أتباعه.
 ( التابوت الحديدي الذي كانت تستخدمه محاكم التفتيش)

- وفي عهد تيودوسوس (395م) ظهرت لأول مرة محكمة التفتيش وكانت مركزا بشعا للاضطهاد والتعذيب، وكان أعضائها من الرهبان، وكانت وظيفتهم اكتشاف المخالفين في العقيدة، وفي القرون التالية كثر صرعى هذا النظام وتعرض للشنق والإعدام جماعات كثيرة لأنهم في نظر الكنيسة هراطقة، وكثيرا ما كانت تلجأ الكنيسة إلى الإعدام البطيء مبالغة في التنكيل، فتسلط الشموع على جسم الضحية وتخلع أسنانه مثلما حدث مع بنيامين كبير أساقفة مصر، لأنه رفض الخضوع لقرار مجمع خلقدونية الذي يرى أن للسيد المسيح ( عليه السلام ) طبيعتين إلهيه وإنسانية.

(كرسي محاكم التفتيش)
- وكانت القوانين تقضي بأن يحمل الأبناء والأحفاد تبعة الجرم الذي يتهم به الآباء، فيسلبون حقهم في مباشرة الكثير من الوظائف ومزاولة العديد من المهن.


- وفي أسبانيا قدمت محكمة التفتيش للنار أكثر من واحد وثلاثين ألف نسمة وحكمت على مائتين وتسعين ألفا بعقوبات أخرى تلي الإعدام.
(محاكم التفتيش ووسائل التعذيب فيها)

(الحمار الأسباني)

- وفي عام ( 1568م ) أصدر الديوان حكمه بإدانة جميع سكان الأرض الواطئة والحكم عليهم بالإعدام و استثنى القرار بعض الأفراد نص على أسمائهم وبعد عشرة أيام من صدور الحكم دفع للمقصلة ملايين الرجال والنساء والأطفال.


- وفي 24 أغسطس سنة (1572م ) قام الكاثوليك بالسطو على ضيوفهم البروتستانت ليلا بباريس، وكانوا قد دعوهم للنقاش في أمور الاختلاف بينهم، إلا أن الكاثوليك ذبحوهم ليلا، لنهض باريس في الصباح لتجد شوارعها تجري بها بحور من الدم، لتنهال التهاني بعد ذلك على البابا الكاثوليكي تشارلس التاسع من ملوك وعظماء الكاثوليك على هذا العمل الدنئ.
 (لوحة تصور مذبحة باريس)

- المذابح التي قام بها البروتستانت للكاثوليك بعد أن قوية شوكتهم وضعفت شوكت الكاثوليك.


- وفي مصر  قبل دخول الإسلام إلى مصر لاقى المسيحيين في مصر معاناة كبيرة على يد الرومان، لاختلاف مذهبهم الدينى، وكان الرومان قد احتلوا مصر وأذاقوا أهلها صنوفا من العذاب، حتى إنهم كانوا يرغمون المسيحيين المصريين على ارتداء قلائد حديدية ثقيلة ليميزوهم عن المسيحيين الرومان حتى عرفوا باصحاب (العظمة الزرقاء). ولقد كان هذا الاضطهاد السبب الأساسي الذي دفع المسيحيين المصريين لاستقبال الفتح الإسلامي بدون مقاومة ليخلصهم من اضطهاد الرومان لهم. بل وقد دخل الكثير من مسيحيى مصر الإسلام، وظل بعضهم على ديانته فعاملهم الوالى عمرو بن العاص ومن تلاه من الولاة معاملة حسنة وفق ما تأمر به شريعة الإسلام


تلك هي بعض المذابح والمجازر التي قامت بها المسيحية السياسية لمن خالفها في الرأي من المسيحيين، فإذا أضفنا إلى ذلك المذابح والمجازر التي قام بها هؤلاء الرواد للمسيحية السياسية بالمسلمين في الحروب الصليبية وما فعلوه في بلاد الأندلس بعد أن سقطت في أيديهم وما فعله استعمارهم المسيحي بأقطار المسلمين لتبين لنا مدى بعد هؤلاء عن ما دعا إليه السيد المسيح ( عليه السلام ) كما تبين لنا بحور الدم التي كتب بها هؤلاء وجودهم وتاريخهم في الماضي والحاضر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق