الخميس، 17 نوفمبر 2011

الفصل الأول: ثالثا: إلـــــــــــــه اليهود:


 ثالثا: إلـــــــــــــه اليهود:
 
(كُنيس يهودي بالقدس)

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يجب علينا أن لا نخلط بين اليهودية كديانة
والصهيونية كحركة عنصرية،فالدين اليهودي عبارة عن:
 مجموعة من العقائد  والشعائر والطقوس وقواعد السلوك، والأخلاق تراكمت وتبلورت ونضجت على مدى آلاف السنين، فعقيدة اليهود كما صورها القرآن هي التوحيد أي أن اليهود كتابيون موحدون وهذا هو الأصل، لكنهم خالفوا شرع الله فاتجهوا إلى التعدد والتجسيم والنفعية مما أدى إلى كثرة الأنبياء فيهم لردهم إلى جادة الطريق،كما اتخذوا العجل معبوداً لهم بعد خروجهم من مصر.
 
(لُفافة مخطوطة للتوراة)

ويروي العهد القديم (الذي حرفوه) أن موسى قد عمل لهم حية من نحاس، وأن بني إسرائيل قد عبدوها بعد ذلك، كما أن الأفعى مقدسة لديهم لأنها تمثل الحكمة والمكر.
 
(الحية المقدسة عند يهود)
والإله لديهم اسمه يهوه وهو ليس إلهاً معصوماً من الخطأ بل يخطئ ويثور ويقع في الندم، ويأمر بالسرقة وهو قاس، متعصب، مدمر لشعبه، إنه إله بني إسرائيل فقط وهو بهذا عدو للآخرين، إنه يسير أمام جماعة من بني إسرائيل في عمود من سحاب..
عزرا هو الذي أوجد توراة موسى بعد ضياعها فبسبب ذلك وبسبب إعادته بناء الهيكل سمي الله عزرا ابن الله وهو الذي يسميه القرآن الكريم العزيز.
هذا ولقد وصف الله - عز وجل – اليهود في القرآن بأفضل وصف،فيقول – سبحانه وتعالى-(إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط) النساء 163
فالعقيدة الأصلية لبنى إسرائيل: هي الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد
والإيمان بالملائكة والرسل وبالكتاب واليوم الآخر،وما يتصل بذلك من الحساب ما بين الثواب أو العقاب، هذه هي أسس العقيدة الصحيحة لدى بنى إسرائيل،وقد صورها القرآن واضحة جلية في كثير من آياته المحكمات.
ولكن بنى إسرائيل ثاروا بوجه أنبيائهم ورفضوا الاستجابة لهم،وهاجموهم بل وقتلوا بعضهم واستبد بهم الضلال والجحود فعبدوا غير الله،و أنكروا البعث ونسبوا لأنبيائهم ما لا يمكن أن يصدر عنهم )اليهودية : تأليف : أحمد شلبي / ص 142
وعلى هذا فإن القرآن الكريم: قد صور حالة بنى إسرائيل أحسن تصوير إذ قال فيهم:
·      (ضربت عليهم الذلة والمسكنة ، وباءوا بغضب من الله  (البقرة: 61
·   (ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة) البقرة74
·   )أو كلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون (البقرة: 87
·   ( يا أهل الكتاب .. لم تلبسون الحق بالباطل . وتكتمون الحق وأنتم تعلمون) آل عمران: 71
ويضيف د. محمد إبراهيم الفيومي في كتابه في الفكر الديني الجاهلي
ص 86و87 ملحوظة طريفة حيث يقول:
 ومن صور المنهج الرفيع في القرآن استعمال اسمين عند التحدث عن العبرانيين: فهم تارة ‘ اليــهود ‘ ، وتارة أخرى‘ بنو إسرائيلوتقوم عبارة ( الذين هادوا ) في بعض المواضع مقام لفظ ‘ اليــهودوالقرآن الكريم حينما يستعمل الاسمين لا يفعل لأنهما مترادفان -كما يقول مثلاً المسيح ، وعيسى بن مريم :    بل يطلق عليهم اليهود ،والذين ‘ هادوا ‘ في موضع السخط  أو التنديد بشئ من أعمالهم،أو عند حكاية ما أصابهم من الذل والعبودية لفساد طويتهم وسوء نيتهم
أما إذا جاءت مواضع في القرآن الكريم تذكر بفضل الله على هؤلاء القوم ذاتهم،أو اصطفاء الله لهم وإسناد الرسالة إلى رجال منهم، وإسباغ الحكمة والنبوءة عليهم …الخ أطلق عليهم اسم بنو إسرائيل أما الشيء الذي لم يرد في القرآن فهو مصطلح ( عبري وعبراني( لم يرد في القرآن مطلقاً
ومن ذلك نجد عبارة اليهود و الذين هادوا مختصة بذم اليهود، أما عبارة بني إسرائيل فتختص بالمدح أو النصح لهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق