الاثنين، 24 سبتمبر 2012

(34) تكذيب النبي – صلى الله عليه وسلم – رغم يقينهم بصدقه أولا: صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. الفصل السادس: بني صهيون



الفصل السادس: بني صهيون
أولا: صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
(34) تكذيب النبي – صلى الله عليه وسلم – رغم يقينهم بصدقه
من بين الصفات التي وقع فيها اليهود وفضحهم القرآن الكريم بها، تكذيبهم للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – رغم علمهم وتأكدهم بصدق الرسالة ( الإسلام ) والرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – ولقد خلد القرآن الكريم ذلك الفعل منهم في أكثر من موضع قال تعالى :
- في سورة آل عمران قال تعالى: {ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ ٱلنَّارُ قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (1) آل عمران: 183
 قال الإمام ابن الجوزي
قوله تعالى: { الذين قالوا إِن الله عهد إلينا } قال ابن عباس: نزلت في كعب ابن الأشرف، ومالك بن الصيف، وحيي بن أخطب، وجماعة من اليهود، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن الله عهد إلينا، أي: أمرنا في التوراة: أن لا نؤمن لرسول، أي: لا نصدق رسولاً يزعم أنه رسول، حتى يأتينا بقربان تأكله النار.
 قال ابن قتيبة: والقربان: ما تُقرب به إلى الله تعالى من ذبح وغيره. وإنما طلبوا القربان، لأنه كان من سنن الأنبياء المتقدمين، وكان نزول النار علامة القبول.
قال ابن عباس: كان الرجل يتصدق، فإذا قبلت منه، نزلت نار من السماء، فأكلته، وكانت ناراً لها دويُّ، وحفيف.
 وقال عطاء: كان بنو إسرائيل يذبحون لله، فيأخذون أطايب اللحم، فيضعونها في وسط البيت تحت السماء، فيقوم النبي في البيت، ويناجي ربه، فتنزل نار، فتأخذ ذلك القربان، فيخر النبي ساجداً، فيوحي الله إليه ما يشاء. قال ابن عباس: قل يا محمد لليهود { قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات } أي: بالآيات، { وبالذي } سألتم من القربان. (2)تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي
- في سورة آل عمران أيضا قال تعالى:{فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآءُوا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلزُّبُرِ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ}  (3) سورة آل عمران: 184
 قال الإمام الطبري
وهذا تعزية من الله جلّ ثناؤه نبـيه مـحمداً صلى الله عليه وسلم علـى الأذى الذي كان يناله من الـيهود وأهل الشرك بـالله من سائر أهل الـملل. يقول الله تعالـى له: لا يحزنك يا مـحمد كذب هؤلاء الذين قالوا: إن الله فقـير، وقالوا: إن الله عهد إلـينا أن لا نؤمن لرسول حتـى يأتـينا بقربـان تأكله النار، وافتراؤهم علـى ربهم اغتراراً بإمهال الله إياهم، ولا يعظمنّ علـيك تكذيبهم إياك، وادّعاؤهم الأبـاطيـل من عهود الله إلـيهم، فإنهم إن فعلوا ذلك بك فكذّبوك، وكذبوا علـى الله، فقد كذبت أسلافهم من رسل الله قبلك من جاءهم بـالـحجج القاطعة العذر، والأدلة البـاهرة العقل، والآيات الـمعجزة الـخـلق، وذلك هو البـينات.
 وأما الزبر: فإنه جمع زبور: وهو الكتاب، وكل كتاب فهو زبور، ومنه قول امرىء القـيس:
     لَـمِنْ طَلَلٌ أبْصَرْتُهُ فَشَجانِـي
   
         كَخَطّ زَبُورٍ فِـي عَسِيبِ يَـمَانِـي
 ويعنـي بـالكتاب: التوراة والإنـجيـل، وذلك أن الـيهود كذّبت عيسى وما جاء به وحرّفت ما جاء به موسى علـيه السلام من صفة مـحمد صلى الله عليه وسلم، وبدلت عهده إلـيهم فـيه، وأن النصارى جحدت ما فـي الإنـجيـل من نعته وغيرت ما أمرهم به فـي أمره.
وأما قوله: { ٱلْمُنِيرِ } فإنه يعنـي: الذي ينـير فـيبـين الـحقّ لـمن التبس علـيه ويوضحه، وإنـما هو من النور والإضاءة، يقال: قد أنار لك هذا الأمر، بـمعنى: أضاء لك وتبـين، فهو ينـير إنارة، والشيء الـمنـير. وقد:
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك: { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذّبَ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ } قال: يعزّي نبـيه صلى الله عليه وسلم.
(4) تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
 - في سورة النساء قال تعالى:{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } (5) النساء 136
قال الإمام الطبري:
يعني بذلك جلّ ثناؤه: { يا أيُّها ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ }: بمن قَبل محمد من الأنبياء والرسل، وصدّقوا بما جاءوهم به من عند الله. { ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } يقول: صدّقوا بالله، وبمحمد رسوله، أنه لله رسول مرسل إليكم وإلى سائر الأمم قبلكم. { وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلَّذِى نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ } يقول: وصدّقوا بما جاءكم به محمد من الكتاب الذي نزله الله عليه، وذلك القرآن. { وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلَّذِى أَنَزلَ مِن قَبْلُ } يقول: وآمنوا بالكتاب الذي أنزل الله من قبل الكتاب الذي نزّله على محمد صلى الله عليه وسلم وهو التوراة والإنجيل.
فإن قال قائل: وما وجه دعاء هؤلاء إلى الإيمان بالله ورسوله وكتبه وقد سماهم مؤمنين؟ قيل: إنه جلّ ثناؤه لم يسمهم مؤمنين، وإنما وصفهم بأنهم آمنوا، وذلك وصف لهم بخصوص من التصديق، وذلك أنهم كانوا صنفين:
-  أهل توراة مصدّقين بها وبمن جاء بها، وهم مكذّبون بالإنجيل والقرآن وعيسى ومحمد صلوات الله عليهما
-  وصنف أهل إنجيل وهم مصدّقون به وبالتوراة وسائر الكتب، مكذّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم والفرقان
  فقال جلّ ثناؤه لهم: { يا أيُّها ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } يعني: بما هم به مؤمنون من الكتب والرسل، { ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } محمد صلى الله عليه وسلم، { وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلَّذِينَ نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ } فإنكم قد علمتم أن محمداً رسول الله تجدون صفته في كتبكم، { وَبِٱلْكِتَـٰبِ ٱلَّذِينَ أُنزِلَ مِن قَبْلُ } الذي تزعمون أنكم به مؤمنون، فإنكم لن تكونوا به مؤمنين وأنتم بمحمد مكذّبون، لأن كتابكم يأمركم بالتصديق به وبما جاءكم به، فآمنوا بكتابكم في إتباعكم محمداً، وإلا فأنتم به كافرون. فهذا وجه أمرهم بالإيمان بما أمرهم بالإيمان به، بعد أن وصفهم بما وصفهم بقوله: { يا أيُّها ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ }.
وأما قوله: { وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلأَخِرِ } فإن معناه: ومن يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فيجحد نبوّته، فهو يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، لأن جحود الشيء من ذلك بمعنى جحوده جميعه؛ وذلك لأنه لا يصحّ إيمان أحد من الخلق إلا بالإيمان بما أمره الله بالإيمان به، والكفر بشيء منه كفر بجميعه، فلذلك قال: { وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلأَخِرِ } بعقب خطابه أهل الكتاب، وأمره إياهم بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم تهديداً منه لهم، وهم مقرّون بوحدانية الله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر سوى محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الفرقان. وأما قوله: { فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً بَعِيداً } فإنه يعني: فقد ذهب عن قصد السبيل، وجار عن محجة الطريق إلى المهالك ذهاباً وجوراً بعيداً، لأن كفر من كفر بذلك خروج منه عن دين الله الذي شرعه لعباده، والخروج عن دين الله: الهلاك الذي فيه البوار، والضلال عن الهدى هو الضلال.] (6) تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أمن بي عشرة من اليهود لأمن بي اليهود. (7) رواه البخاري..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق