الجمعة، 16 ديسمبر 2011

الفصل الثالث:(ج) اليهود والفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –


الفصل الثالث: اليهود والإسلام
(ج) اليهود والفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –


وهنا نجد تخطيطاً وتدبيراً يجمع ما بين: اليهود والنصارى والمجوس يعمل على التخلص من الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ويدعم ذلك ما ذكره الطبري حيث قال:
خرج عمر بن الخطاب يوماً يطوف في السوق، فلقيه أبو لؤلؤة(النصراني) غلام المغيرة بن شعبه.
فقال: يا أمير المؤمنين أعني على المغيرة بن شعبة فإن عليَّ خراجاً كثيراً.
قال عمر: وكم خراجك؟!
أبولؤلوة: درهمان كل يوم.
قال عمر: وأين صناعتك؟!
أبو لؤلؤة: نجار – نقاش – حداد.
قال عمر: فما أرى خراجك كثير على ما تصنع من أعمال، قد بلغني أنك           
          تقول: لو أردتُ أن أعمل رحا تطحن بالريح لفعلتُ.  
أبو لؤلؤة:  نعم.
قال عمر: فاعمل ليَّ رحا.
أبو لؤلؤة: لئن سلمتَ لأعلمن لك رحا يتحدث بها منْ بالمشرق والمغرب، ثم
            انصرف.
فقال عمر: لقد توعدني العبد أنفاً
·      ثم انصرف عمر – رضي الله عنه – إلى منزله، فلما كان من الغد جاءه
كعب الأحبار، فقال له:
كعب الأحبار: يا أمير المؤمنين اعهد فإنك ميت في ثلاثة أيام.
قال عمر: وما يدريك ؟!
كعب الأحبار: أجده في كتاب الله – عز وجل – التوراة.
قال عمر: آلله؟! انك لتجدن عمر بن الخطاب في التوراة؟!
كعب الأحبار: اللهم لا ولكني أجد صفتك وحليتك وأنه قد فُني أجلك؟!
·      قال الطبري: وعمر بن الخطاب لا يحس وجعاً ولا ألماً.
·   فلما كان من الغد جاءه كعب فقال: يا أمير المؤمنين ذهب يوم وبقى يومان.
·   ثم جاءه من غد الغد فقال: هب يومان وبقى يوم وليلة وهي لك إلى صبيحتها.
·   فلما كان الصُبح خرج عمر إلى الصلاة وكان يُوكل بالصفوف رجلاً فإذا استوت جاء عمر فكبر
·      فدخل أبو لؤلؤة في الناس وفي يده خنجر له رأسان نصابه في وسطه،
فضرب عمر ست ضربات إحداهن تحت سُرته، وهي التي قتلته، وقُتل معه كُليب بن أبي البكير الليثي وكان خلفه. (1) تاريخ الطبري ج 4 ص 119
وبذلك يكون عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قد قضى نحبه على يد
اليهود والنصارى والمجوس اللذين تجمعوا ثلاثتهم في أشخاص: جُفينة و أبو لؤلوة والهرمزان.


 إذًا أين تلك المؤامرة في ذلك ؟
لم يكن مقتل عمر حادثًا فرديًا عابرًا بل كان مؤامرة سياسة واسعة اشتركت فيها كل القوى المعادية للإسلام ممثلة في تلك الشخصيات التي ظهرت على مسرح الأحداث وتحدثت عنها الروايات التاريخية وبينت لنا أطراف الجريمة والمؤامرة
.فلقد روى أن عبد الرحمن بن أبي بكر وهو رجل صالح ثقة قد شهد: أنه رأى الهرمزان وفيروز وجفينة النصراني ليلة الحادث يتشاورون فلما فوجئوا به اضطربوا وسقط منهم خنجرًا له رأسان وشهد عبد الرحمن بن أبي بكر أنه نفس الخنجر الذي طعن به عمر، فمن هو الهرمزان وجفينة ؟
الهرمزان
:كان من ملوك المجوس الفرس على منطقة الأهواز، وقد أسره المسلمون وعفا عمر عنه بعد نكثه العهد مرارًا، وكان الحقد يملأ قلبه لأنه فقد ملكه، وعندما شعر بالخطر أظهر الإسلام، ولكن الناس كانوا يشكون في إسلامه
.أما جفينة النصراني
فهو من نصارى الحيرة أرسله سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ليعلم أبناءها القراءة والكتابة،
وفيروز أبو لؤلؤة كان مجوسيًا
يغلي قلبه حقدًا على المسلمين، وكان يقول عندما يرى السبايا [أن العرب أكلت كبدي] فالجميع إذا من أهل ورعايا الإمبراطورية الفارسية وكان الثلاثة يجتمعون سويًا من الحين للآخر كأنهم يدبرون خطة لقتل عمر رضي الله عنه .فأجنحة الكيد الثلاثة منافق، صليبي، مجوسي، 
  ويحاول بعض المؤرخين أن يجعل لليهود دورًا في المؤامرة مستدلين على ذلك بأن كعب الأحبار، وكان يهوديًا من أهل اليمن أسلم في عهد الفاروق وأفاض على الناس من أخبار الإسرائيليات، وترجع كثير من إسرائيليات التفسير لروايته، فلما جاء كعب هذا لعمر قبل مقتله بثلاثة أيام، فقال له [يا أمير المؤمنين اعهد فإنك ميت في ثلاثة أيام] فقال عمر وما يدريك؟ قال أجد في كتاب الله عز وجل التوراة قال عمر [آلله إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ قال كعب [اللهم لا ولكني أجد صفتك وحليتك، وأنه قد فنى أجلك] وعمر لا يحس وجعًا ولا ألمًا، وهذه الرواية إن صحت تجعل الكثير يشكون في كون كعب هذا خلع في المؤامرة
.إن القوى الحاقدة على الإسلام قد أفزعها، وأقض مضاجعها هذه الانتصارات المتعاقبة للمسلمين حيث تم القضاء تمامًا على الإمبراطورية الفارسية، وفقدت الإمبراطورية الرومانية أعز ولاياتها بفتح الشام ومصر فتحركت واتحدت لتقوم بعمل توقف به المد الإسلامي الكاسح بالتخلص من قادة الأمة وزعمائها.
ظل عمر يحتضر ثلاثة أيام، وكانت هذه الأيام كلها دروس وعبر تتجلى فيه كل معاني الإيمان والخوف من الله والشعور بالمسؤولية، والنصح لهذه الأمة، وحمل همّ هذا الدين حتى الرمق الأخير الذي صعد من قلب هذا الصحابي الطاهر في 26 ذي الحجة سنة 23 هـ، وحتى نعرف مدى الحقد الشيعي الرافضي على أمة الإسلام عمومًا وأهل السنة خصوصًا، وأخصهم أبي بكر وعمر؛ فإنهم يحتفلون كل سنة بيوم مقتل الفاروق، ويمجدون الكلب أبا لؤلؤة ويطلقون عليه اسم [بابا شجاع]



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق