(ب) القرآن الكريم والتوراة:
(المصحف الشريف)
(لفائف توراتية)
ولكن قبل الحديث عن باقي المصادر التي يتشكل
منها الفكر اليهودي، لابد وأن نلفت النظر إلى أن القرآن الكريم لا يعترف بتلك
الأسفار مجتمعة، فهو لا يعترف إلا بالتوراة التي نزلت على – موسى - عليه السلام
والتي تتكون من أسفار ( التكوين – الخروج – اللاويون – العدد – التثنية ) هذا فضلا
عن أن هذه الأسفار قد خضعت للتحريف من قبل اليهود.
قال تعالى: [مِنَ الَّذِينَ هَادُوا
يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا
وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي
الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا
لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا
يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا] {النساء:46}
وقوله – جل شأنه – [فَبِمَا نَقْضِهِمْ
مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ
الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ
تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ] {المائدة:13}
وقوله – سبحانه وتعالى – [قُلْ يَا
أَهْلَ الكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ
وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا
مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ
عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ(68) ]. {المائدة}.
من تلك الآيات الكريمة يتضح لنا تحريف
اليهود للتوراة، هذا فضلا عن إهمالهم لها، نظرا لاختلاف تعاليمها عما تشتهي نفوسهم
قال تعالى: [مَثَلُ الَّذِينَ
حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ
أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللهِ وَاللهُ
لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {الجمعة:5}
أما بقية الأسفار التي حفل بها العهد
القديم بخلاف تلك الأسفار الخمسة فقد ألفها أحبار اليهود وكهنتهم، وتلك الأسفار
المؤلفة دليلنا على صدق ما نقول من أنها من صنع أحبار اليهود وكهنتهم، فهذه
الأسفار الزائفة قد احتوت على ما يتناقض مع الخُلق القويم الذي ينبغي أن يكون عليه
الأنبياء كقدوة وأسوة للرعية حيث نجد الأنبياء على صفحات تلك الأسفار الزائفة
يرمون بعضهم البعض بأقبح الصفات التي تنافي النبوة مثل: الشعوذة والهوس والتظاهر وابتزاز
الأموال بغير حق.
هذا بخلاف روح الفساد التي تنشرها بعض
تلك الأسفار كسفرا ( استر – ويهوديت ) حيث يحثان المرأة اليهودية على استغلال
جمالها وفتنتها من أجل تحقيق ما تبغية الدولة اليهودية حتى ولو اقترفت جريمة الزنا...
الخ من الأخلاق الدنيئة والتي سنوضحها فيما بعد.
وخير دليل على ذلك ما ذكره الحق –
تبارك وتعالى – في سورة البقرة في معرض الحديث عن أطماع وصفات ذلك الشعب حيث يقول
– سبحانه وتعالى – [أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ
مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا
عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(75) ]. {البقرة}.
وقوله – جل شأنه – [فَوَيْلٌ
لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ
اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ
أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ] {البقرة:79}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق