الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

أولا: ماهية أو حقيقة الصهيونية: الصهيونية: الفصل السادس: بني صهيون


الفصل السادس: بني صهيون
الصهيونية

أولا: ماهية أو حقيقة الصهيونية
أن أول من استعمل لفظة الصهيونية هو اليهودي بيرم نبوم وقد أطلقها على - حركة عودة صهيون -  وذلك قبل مؤتمر بال ببضع سنوات وأريد بها منذ البداية أن تكون تعبيرا عن مجموعة الآمال اليهودية بالعودة إلى فلسطين.
وتعريف الصهيونية  في الظاهر يبدو سهلا، لكنه في الحقيقة ليس كذلك خصوصا وأن التعريف الغربي يختلف عن التعريف العربي والإسلامي، أما التعريف اليهودي فيأتي بين التعريفين.
فبينما نجد الغرب الأوروبي الصليبي يرى الصهيونية بمعنى: الأمل في التخلص من العبء اليهودي في المجتمعات الغربية، وحل ما سمي بالمشكلة اليهودية بما يريح الغرب واليهود أنفسهم أو ما يمكن أن نطلق عليه حل المشكلة اليهودية. 
نجد التعريف العربي ينظر للصهيونية على  أنها عدوان ومؤامرة تجسدت في : أن منْ لا يملك حقا أعطاه لمنْ لا يستحق، ومن خلال تلك الرؤية نجد أن:الصهيونية عدوان صريح على قطعة غالية من الوطن العربي لها مكانة دينية عند العرب والمسلمين. 
أما التعريف اليهودي للصهيونية، هو بين التعريف الغربي والتعريف العربي، فالصهيونية بالنسبة لليهود إضافة إلى أنها مشروع بالمعنى الغربي، إلا أن هذا  المشروع بالنسبة لليهود: يرتكز على نبوءات آتى بها اليهود بناء على ما جبلت عليه النفسية اليهودية من طمع وجشع واسترخاص ما للغير أو ما لكل من يطلقون اليهود عليهم الأغيار أو الأمميين أو غير اليهود.
جبل صهيون (الذي يسمى بـ(جبل داود) عند المسلمين المقدسيين.
فالصهيونية عند اليهود تمثل الارتباط بجبل صهيون في فلسطين، وهذا الجبل يعتبر مقدساً عند اليهود، ويذكر عهدهم القديم في سفر التكوين الإصحاح الأول فقره 2 بذلك فيقول " لأن الرب قد اختار صهيون .. اشتهاها سكنا له " ويقول أيضا "رنموا للرب الساكن في صهيون "كما يقول " لأنه من صهيون تخرج الشريعة " أي شريعة اليهود.
المعبد بالقرب من جبل صهيون.
و جبل صهيون هذا يقع جنوب بيت المقدس، و استولي عليه نبي الله داود وأقام في حصني صهيون وسماه مدينة داود وأصبح صهيون مكانا مقدسا لاعتقاد اليهود بأن الرب يسكن فيه، فقد ورد في المزاميررنموا للرب الساكن في صهيون".وعلي هـذا فالصهيونية هي في ظاهرها العمل علي عودة اليهود المشتتين واستقرارهم في فلسطين، أي في جبل صـهيون وما حـوله وتأييد ذلك القـول بالمساعدة المالية والأدبية.
وكلمة صهيون كما فسرها اليهود لها معان ثلاثة:-
·      مدينة الملك الأعظم.
·      اسم حصة سماه نبي الله داود.
·      اسم جبل يقع في شرق القدس.
فلقد استغل اليهود سبقهم في تدوين التاريخ وقدم الديانة اليهودية واستمرار الحوار معها،علاوة على استضعافهم بين الأمم فلم يجدوا سوى التسلح بالمثاليات ويلبسوا أنفسهم بها.  فهم الأفضل في كل شيء، واختياراتهم فوق كل البشر لأنهم وضعوا أنفسهم فوق كل البشر، فهم شعب الله المختار وهم أبناء الله وأحباؤه كما يزعمون، كأنهم لا يمشون على نفس الأرض ولا يستنشقون نفس الهواء كما الآخرون. قال تعالى على لسان اليهود والنصارى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} المائدة: 18
ونظرا لاختلاف الدلالات المتداولة لمفهوم الصهيونية نجد ثمة مساهمات فكرية عربية استهدفت تصحيح دلالة هذا المفهوم المراوغ، من أشهرها محاولة المفكر عبد الوهاب المسيري في موسوعته الشهيرة، حيث قدم –رحمه الله - تحديدا سماه "الصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة" التي خلاصتها أن:
أ- اليهود شعب عضوي منبوذ غير نافع يجب نقله خارج أوروبا ليتحول إلى شعب عضوي نافع.
ب- ينقل هذا الشعب إلى أي بقعة خارج أوروبا (استقر الرأي، في نهاية الأمر على فلسطين بسبب أهميتها الإستراتيجية للحضارة الغربية وبسبب مقدرتها التعبوية بالنسبة للمادة البشرية المستهدفة) ليوطن فيها وليحل محل سكانها الأصليين، الذين لابد أن تتم إبادتهم أو طَرْدهم على الأقل.
ج- يتم توظيف هذا الشعب لصالح العالم الغربي الذي سيقوم بدعمه وضمان بقائه واستمراره.
ومما تقدم نجد أن: الصهيونية مذهب سياسي عنصري مدمر، أتخذ من الدين سبيلا للتأثير علي العقول و النفوس . كما أنها  تشمل كافة المذاهب الخبيثة كالماسونية و الروتاري .. الخ التي تختلف فيما بين من حيث الوسائل والغايات في محاولة لكسب العطف العالمي بأساليب تبدو طاهرة بريئة ثم تنتقل في صمت إلي أغراضها المدمرة وأهدافها الرهيبة.
وفي كل الأحوال فإن منْ يقفون خلف الصهيونية ويدعمونها، يدعون في الظاهر بأنها تعني عودة اليهود إلى أرضهم وتراثهم التي طردوا منها.  لذلك لا يمكن الركون إلى تعريف واحد للصهيونية فسرعان ما نجد المعنى يتراجع ويتغير وتختلف طرق تفسيره تبعا لتغير غاية منْ له علاقة!
 فالصهيونية في ظاهرها  وكما تروج لها آلة الإعلام الصهيونية ومنْ يسير خلفها و يدور في فلكها من رجالات الغرب الصليبي هي: آلية لتحقيق المشيحانية وعودة المسيح لكي تبدأ بعد ذلك دولة الألف عام، التي يحكم فيها من وجهة نظر الغرب الصليبي ( المسيح عليه السلام )، ومن وجهة نظر اليهود ملك من نسل ( داود عليه السلام )
والصهيونية رغم أنها أوروبية المولد والنشأة إلا أنها تحمل في داخلها الحذر القديم المتبادل بين المسيحية واليهودية في العالم الأوروبي، ولكن الصهيونية عرفت كيف تجند هذا التناقض وهذا الحذر لصالحها موهمة المجتمعات الغربية الأوروبية دائما أنها تخدم مصالحها بينما كانت في كل مرة تستغلها لتخدم مصالحها هي، فتذهب المصالح الغربية وتبقى المصلحة الصهيوينة.
 فبراعة هرتزل في تطوير الخطاب الصهيوني المراوغ فتحت الأبواب المغلقة أمام كل الديباجات اليهودية المتناقضة التي غطت، بسبب كثافتها، على الصيغة الأساسية الشاملة للصهيونية، وأخفت إطارها المادي النفعي حتى حلت، بالنسبة لأعضاء الجماعات اليهودية في الغرب، بل بالنسبة لمعظم قطاعات العالم الغربي، محل الصيغة الأساسية الشاملة.
فتحول اليهود إلى كيان مقدس له هدف وغاية ووسيلة ورسالة.. وتذهب الصيغة المُهودة إلى أن العالم هو "المنفى" وأن اليهود يشكلون "شعباً عضوياً واحداً" لابد أن يُنقَل من المنفى (فهو شعب عضوي منبوذ) إلى فلسطين "أرض الميعاد".
وبتأمل الخطاب الفكري الصهيوني نلاحظ أن كل اتجاه صهيوني يتبنى أسلوبا معينا ليصل إلى الهدف ذاته، وهو أن الشعب اليهودي "شعب عضوي موحد" يعيش في شتات المنفى، وينبغي تجميعه في أرض يؤسس عليها وطنه القومي. وهذا الهدف كان مقصدا إستراتيجيا في السياسة الأوروبية، وإن تعددت الدوافع إليه
يقول تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة في كتابه "الدولة اليهودية"بالنسبة لأوروبا سنقيم هناك "آي في فلسطين" جزاءاً من السور المضاد لآسيا وسنكون حراس الحضارة المتقدمي المواقع ضد البربرية.
إلا أن هرتزل الذي يتكلم عن حراسة الحضارة الأوروبية لا يهمه في الواقع أمر هذه الحضارة في شيء إلا ما يساعده فيها على تحقيق مشروعة ففي مقاطع أخرى من مذكراته يعبر عن فرحته بالخلافات المستحكمة بين الكاثوليك والبروتستانت، وبين فرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا في النزاعات القومية والتوسع الاستعماري مما يتيح للصهيوينة اللعب على وتر المتناقضات وإيهام كل طرف على حدة بأن الصهيونية تحقق له مصالحه دون سواه واستغلال كل طرف لتحقيق المآرب الصهيونية وحدها

من ذلك العرض يمكن أن نخلص إلى بعض التعريفات للصهيونية منها:
- الصهيونية حركة سياسية تسعى لحل المشكلة اليهودية بالتوطين في ارض الميعاد (فلسطين). 
- الصهيونية: حركة وطنية لإعادة الشعب اليهودي إلى وطنه. 
- الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله , تدعو إلى احتقار المجتمع البشري وتحض على الانتقام من غير اليهود.
- الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة، ترمى إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله، واشتقت الصهيونية من اسم (جبل صهيون) في القدس حيث ابتنى داود قصره بعد انتقاله من حبرون (الخليل) إلى بيت المقدس في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وهذا الاسم يرمز إلى مملكة داود وإعادة تشييد هيكل سليمان من جديد بحيث تكون القدس عاصمة لها.
- الصهيونية: تمثل الفلسفة القومية لليهود التي أخذ اليهود تعاليمها من التوراة والتلمود الذي سيطر هو والبروتوكولات على الصهاينة سيطرة كاملة فيسيرون على مخططاتهما، جاعلين استهجان الغير مبدأهم الأول.
- الصهيونية حركة ظهرت في القرن التاسع عشر استجابة لمشكلات أوروبية، وقد استثمرت التراث الثقافي اليهودي والدعم الأوروبي فانتهت إلى إقامة دولة عنصرية في فلسطين، مرتكزة في إقامتها لدولتها هذه على جدلية الإجلاء والتوطين، إجلاء للفلسطينيين أصحاب الأرض وتوطين اليهود بدلا عنهم.
وخير ما نختتم به كلامنا عن ماهية وحقيقة الصهيونية تلك الكلمات للحاخام اليهودي  المربرجر :-  الورقة التي تلعبها الصهيونية دائما هي الخلط في أذهان الرأي العام العالمي بين شيئين مختلفين هما اليهودية والصهيونية وجعلهما يبدوان وكأنهما شيء واحد -
وعلى أساس هذا الخلط تبني الصهيونية دعايتها ضد العرب لتحقيق  قضيتهم القومية أو بمعنى أدق قضيتهم الاستعمارية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق