الفصل السادس: بني صهيون
أولا: صفات اليهود في القرآن
الكريم والسنة النبوية المطهرة.
(41) أسباب تفصيل القرآن الكريم والتراث الشعبي لصفات اليهود
لقد قدم الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة عبر كتابه
الكريم كل هذا الوصف , وكل هذا التفصيل لصفات وطبائع اليهود، لتعلم حقيقة هذه
الفئة و لتكون على
بينة من أمرها عندما تتعامل معها , ولتحذر كل الحذر عند مواجهتها . فهاهي طباعهم وصفاتهم
وأغوار أنفسهم جلية واضحة بينة في كتاب الله عز وجل لمن كان له قلب أو القي
السمع وهو شهيد، وما قدم لنا الحق تبارك وتعالى كل هذا التفصيل فيما يخص اليهود
إلا لأنه يعلم في سابق علمه أن هذه الفئة من البشر ستكون العقبة الكئود في وجه هذا الدين وأهله
على مر الأيام.
فكان لابد من كشفهم للجماعة المسلمة لتعرف من هم: أعداؤها, ما طبيعتهم,
وما تاريخهم,
وما وسائلهم, وما حقيقة المعركة التي تخوضها معهم. ولقد علم الله أنهم هم سيكونون
أعداء هذه الأمة في تاريخها كله ; كما كانوا أعداء هدى الله في ماضيهم كله
فعرض لهذه الأمة أمرهم كله مكشوفا ; ووسائلهم كلها مكشوفة (1)
في ظلال القران – سيد قطب –
ومع هذا
الكرم الرباني , ومع هذا الكشف , ومع هذا الفضح, ومع هذا التوضيح ، لم تستفد الأمة- في
هذا الزمن - من كرم الله عليها حينما شرح لها طبائع اليهود الظاهرة
والباطنة.
فمؤخرا رأينا مسلسل التهاوي والارتماء في أحضان اليهود , وأصدقاء
اليهود تحت مسميات
مختلفة : اتفاقيات للسلام , وتطبيع للعلاقات التجارية ولاقتصادية والثقافية ,والزراعية....
الخ . وأصبح مألوفا أن ترى مسئولا قطريا يتناقش ويتحاور
مع مسئول إسرائيلي في الدوحة مثلا من اجل إبرام اتفاقات متبادلة ، وأن وفدا سياحا
يهوديا يزور معالم الأردن ، وان إسرائيل تحتل المركز الرابع من حيث عدد السياح
الإسرائيليين الذين زاروا مصر( إحصائية قديمة ) ، وان سلطنة عمان تبرم اتفاقات
تبادل اتفاقي وتجارى واقتصادي مع اليهود وهكذا أصبح هذا الوضع طبيعيا. فهناك
علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع ما يقرب من 75% من الدول العربية والإسلامية مع
العدو الصهيوني اليوم , وهذا وضع مقلوب.
ولقد ترتب على هذا التهاوي والارتماء في أحضان اليهود، أن أعطب اليهود
كل شعب اتصلوا به , وأفسدوا
كل المجتمعات التي ذهبوا إليها , ولا أغالى حين أقول أن كل شعوب العالم اليوم قد
أصابها العطب والفساد بسبب وجود الشعب اليهودي بصفاته السيئة الخبيثة التي ذكرها رب
العزة عز وجل بين السكان في كل مكان . فأينما تواجدت الشخصية اليهودية فشرها
المستطير , وضررها المحدق يصيب الجميع
لذلك
فمن واجبنا , وواجب كل الغيورين من أبناء هذه الأمة ألا يدخروا جهدا في توضيح وتبيان
طبائع الشخصية اليهودية على مر الزمان . من واجبنا أن نوضح للقاصي والداني خطورة
أن يحيى اليهود بيننا بكل حرية وانطلاق . من واجبنا أن نوضح للأجيال خطورة
التعامل مع اليهود دون فهم لطبائعهم وخصائصهم كما جاءت في كتاب الله المحكم . من
واجبنا أن نوضح للناس لماذا اهتم القران بهذه الفئة وأفاض في تشريح طبائعهم
وخصائصهم في قران يتلى ويتعبد بتلاوته إلى يوم الدين
إن الرئيس السادات – كأول وأكبر المتحمسين للصلح والتطبيع مع اليهود -
لما وضح
له احد المخلصين موقف الدين , وقول رب العالمين في هؤلاء , و لما بين له رأي القران في
قضية مثل الصلح مع اليهود . وأضح له طباعهم وصفاتهم التي أفاض القران الكريم
في ذكرها , اقتنع السادات مجبرا بما سمع وسلم , لأنه لا يستطيع أن يعترض على
قول الله عز وجل في هؤلاء
يقول الأستاذ عمر التلمساني:
لقد أبينا على السادات معاهدة كامب ديفيد , منذ أن بدأت نذر شؤمها في
الأفاق. أنكرنا عليه
وثيقتي كامب ديفيد ومعاهدة السلام , أنكرنا كل هذا في جرأة , وصراحة ووضوح , ورمانا كتابة وحواريوه
بالأمية السياسية وكراهية السلام.
لقد وقفنا في وجه التطبيع , وذكرت في إحدى افتتاحات" مجلة الدعوة
" أن التطبيع شر
كله ، وقدمت ما يزيد عن العشرين سببا لذلك. ولما سألني السادات عن سبب معارضتي
لمعاهدة السلام عندما قابلته في ركن القناطر الخيرية , أوضحت له أني لا أعارض المعاهدة
سياسية, فأنا أعارضها دينا . لأن الإسلام يرفض أن يعترف المسلم لغير المسلم
باغتصاب أرضاً مسلمة ، لأن إذا ديست أرض المسلمين وجب على كل مسلم ومسلمة أن
يخرجوا للجهاد ، حتى المرأة بغير إذن من زوجها والعبد بغير رضا سيده.
وأقسم غير حانث – والكلام للتلمساني - أن الرجل (يقصد السادات ) بعيد الاستماع إلي قال لي بمنتهى الصراحة والوضوح والرضا : أكتب
وأقسم غير حانث – والكلام للتلمساني - أن الرجل (يقصد السادات ) بعيد الاستماع إلي قال لي بمنتهى الصراحة والوضوح والرضا : أكتب
وهى حسنة لن أنساها للسادات ما حييت رغم ما لقيت منه يرحمني ويرحمه
الله .(2)
ذكريات لا مذكرات – عمر التلمساني – ص 192
فكم كان الله سبحانه وتعالى كريماً معنا, ومع قادة هذه الأمة المسلمة ,
يوم أن بين
لنا , ووضح لهم في كتابة الكريم طبيعة هذا العدو ، وقدم لنا أسرار عدونا واضحة جلية . وبين
لنا كيفية التعامل معه وكيفية التفوق عليه .و وضعها بين أيدينا
قرآن يتلى إلى يوم الدين احتوت آياته على فضح وشرح طباع هؤلاء . فالله يريد أن يعلمنا
أنه من أراد التعامل مع هؤلاء فلن يستطيع التعامل معهم دون فهم التشريح
الرباني للشخصية اليهودية عبر الزمان .ولن يستطيع التعامل معهم وقهر غرورهم وقذف
الرعب في نفوسهم غير عباد الله الذين تربو على موائد القران قولا وعملا . فيا
ليت أولي أمرنا يسمعون
وإذا كان قادة العالم الإسلامي قد أغفلوا سواء عن عمد أو جهل ما جاء
في القرآن الكريم من فضح للشخصية اليهودية، وأخلاقها السيئة التي تأصلت فيها، فإن أدبنا الشعبي بأشكاله
كافة، من أغانٍ وقصص وملاحم وسير وأمثال، لم يغفل الكشف عن أن اليهودي... رمز لكل شرّ،
فلقد تناول الدب الشعبي سلوك اليهودي، وليس
معتقده الديني، فجاءت الصورة رمزاً للشر على تفاوت درجاته وضرره بالمحيطين به...
اليهودي هو المخادع، الماكر، المتربّص للبطل دائماً، وبما يرجع الفضل لهذا التراث
الشعبي بعد القرآن الكريم، وسيرة سيد المرسلين – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم –
في ترسيخ عقيدة العداء في قلوب المسلمين نحو اليهود
فتراثنا الشعبي يحفل بحكايات وأمثال وأغنيات شعبية كثيرة تدعو إلى
الحذر من اليهود،
وتعبّر عن الشعور العربي نحوهم، مشيرة إلى نظرة اليهود وموقفهم من أصحاب الديانات
الأخرى. فكثيراً ما تغنى المدّاحون والرواة بقصص مستوحاة من السيرة النبوية
مثل «الجمل والغزالة»، «قميص النبي» (صلى الله عليه وسلم) «حلة فاطمة الزهراء»، «عامر اليهودي»، «الغلام
واليهودي»، «الضب واليهودي» وانشقاق
القمر». تصف هذه القصص اليهودي دائماً بالعناد والمكابرة والخداع والمخاتلة
والشح والتقتير، وهي صفات أبرزها وليام شكسبير بصيغة فنية رائعة في روايته
الشهيرة «تاجر البندقية».
التراث الشعبي وصفات اليهود
- في كتابه «دراسات في التراث الشعبي»،
يذكر شوقي عبد الحكيم أن السير والملاحم الشعبية العربية جسدت ما يعانيه العالم
العربي اليوم في صور الاعتداءات والأخطار
الطامعة والمتربصة بأمتنا
العربية تاريخياً لازمت تراثنا الشعبي الفولكلوري دائماً، من سير وملاحم وقصص
شعرية، خصوصاً السيرة الهلالية في نصها الأصلي المحفوظ في مكتبة برلين.
تصوّر هذه السيرة البلدان العربية كافة، وتعتبر ملحمة سياسية كبرى
تحكي ما نعانيه اليوم، من خلال تصدّيها للصهيونية سواء في خيبر والجزيرة
العربية أو في الأردن المتاخمة لفلسطين التي تدعوها السيرة ببلاد السرو وعباد أو
في فلسطين ذاتها في القدس وغزة وعكا ويافا.
ففي سيرة
أبي الفوارس عنترة بن شداد، يحتل صراع الأخير مع يهود خيبر حيزاً ليس بقليل من
ملحمته الطويلة. فقد تعددت محاولاتهم للغدر به والتحالف ضده مع قيصر الروم
للقضاء عليه. كذلك نجد صورة أخرى لغدر اليهود في سيرة الزير سالم وحروبه
الغامضة مع حكمون اليهودي الذي كان يدبّر المكائد للزير سالم.
كما نقرأ في سيرة الأمير حمزة البهلوان، الملقّب بحمز العرب، أن ملك الفرس كسرى أنوشروان الذي كان غاضباً من تمرّد الأمير حمزة لتأليب القبائل العربية عليه، اضطر للاستعانة بالعرب وأميرهم حمزة البهلوان لإنقاذ عرشه من خارتين صاحب حصن خيبر اليهودي الذي اجتاح بلاد فارس بأربعمائة ألف فارس، وأشاع فيها الفساد والنهب والقتل. وفعلاً أعد الأمير حمزة جيشاً من القبائل العربية وزحف به لملاقاة الخيبريين اليهود فقتل قائدهم خارتين واسترد إيوان كسرى.
وعن القصص تقول المشرفة على إعداد الكتاب آمنة راشد الحمدان: «تبرز
الحكايات سمات تقليدية شائعة حول الشخصية اليهودية الجشعة والمتسلطة والماكرة:
ففي «بنت اليهودي وابن الملك» يحاول اليهودي قتل ابنته بإلقائها من
فوق الجبل لأنها أسلمت، لكن بفضل العناية الإلهية لا تموت وتعيش في
الغابة، ويجمع القدر بينها وبين ابن الملك فيحبها ويتزوجها ويحاول والدها القضاء
عليها بتدبير المكائد وتنتهي الحكاية بإلقاء القبض على اليهودي،
لكن الفتاة تطلب من الملك العفو عنه قائلة: دع أمره لله الذي سيقتصّ لنا منه».
تتابع آمنة: «في «الإخوان واليهودي» يفرض اليهودي الطاعة المطلقة
على موظفه، مؤكداً أنه إذا غضب الأخير منه سيقطع له إصبعه. ويقبل الموظف بالشرط لحاجته الماسة،
لكنه يعجز عن كتم غيظه وضبط نفسه إزاء ما
يقوم به اليهودي من أفعال تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان فيغضب منه ويثور عليه. وهكذا
ينفّذ اليهودي بدوره الشرط المتفق عليه». كذلك تبرز في «الصائغ واليهودي» سمات
المكر والجشع وحب المال، إذ يحاول اليهودي الاستيلاء على مجوهرات
جاره الصائغ بالحيلة والمكر، لكن إيمان الأخير ينقذه من مكر اليهودي الذي
ينتهي به الأمر إلى الجنون».
- يشير د. مصطفى
جاد، أستاذ علم الفلكور في المعهد العالي للفنون الشعبية، إلى أن الشخصية
اليهودية اشتهرت في التراث الشعبي المصري بالبخل الشديد وإباحة التعامل
بالربا، ويقول: «عندما نصف إنساناً غير يهودي بالبخل نقول «أنت يهودي». وثمة
نكتة شهيرة في هذا السياق عن يهودي توفى ابنه فأراد نشر نعي في إحدى الصحف،
لكنه عندما علم أن الكلمة في الإعلان سعرها جنيه فكّر في عبارة
قصيرة للإعلان عن وفاة ابنه قائلا «كوهين ينعي ولده»، لكن الموظف أخبره أن أقل
عدد لكلمات الإعلان هي خمس كلمات فقال له اليهودي أكتب «كوهين ينعي ولده
ويصلّح ساعات».
يؤكد جاد أن السير الشعبية جسدت شخصية اليهودي
بمكره وخداعه تماماً كما تبدو في السيرة الهلالية وقصص حروب اليهود مع الخفاجي
عامر حاكم العراق.
ولا يرتبط مفهوم اليهودي في التراث الشعبي
المصري باليهودية كدين بقدر ارتباطه بسلوك عام وطبيعة خاصة لفئة معينة من الناس
عاشت في مصر في «حارة اليهود» واشتهرت بامتهان حرفة التجارة والصياغة
والطب، وبرعت في تزوير الحقائق.
فلقد برع الصهاينة في تزوير الحقائق التاريخية ونسب تراث كامل إلى
أنفسهم مثل الأزياء السيناوية ورقصات الدبكة، وحتى الفول والطعمية.
واليهود في الوجدان الشعبي يمثلون معاني أخرى تشرحها لنا الأمثال الشعبية، فاليهودي لا يعاون غيره مطلقاً: «احتاجوا اليهودي قال اليوم عيدي» وإذا احتجت اليهودي قالك النهارده السبت».
واليهود في الوجدان الشعبي يمثلون معاني أخرى تشرحها لنا الأمثال الشعبية، فاليهودي لا يعاون غيره مطلقاً: «احتاجوا اليهودي قال اليوم عيدي» وإذا احتجت اليهودي قالك النهارده السبت».
يرى جاد أن التراث الشعبي العالمي يشارك العرب الشعور نفسه تجاه
اليهود، وهذا ما تؤكده رواية شكسبير «تاجر البندقية».
- يؤكد د. إبراهيم
حلمي، عضو لجنة الفنون الشعبية في «المجلس الأعلى للثقافة» المصري، أن ما أشارت إليه المأثورات
الشعبية عن شخصية اليهود، من بخل ومكر ودهاء
واحتيال وتواطؤ وتدمير مظاهر الخير المتجسدة في شخصية أبطال السير الشعبية، تجسيد
حقيقي وفي محله ومطابق للواقع. وقال إن شخصية اليهودي في المأثور
الشعبي العربي استوقفته أثناء دراسته في المعهد العالي للفنون الشعبية وحينها
كتب دراسة مصغّرة في هذا الموضوع معتمداً على حكايات «ألف ليلة وليلة»،
وبعد ذلك تفرّغ لكتابة الموضوع نفسه بصورة أوسع وأشمل، فوجد أن بخل اليهودي
ومكره يتجليان في قصة «الأحدب واليهودي» في «ألف ليلة وليلة»
وفي سيرة علي الزيبق التي يتعاون فيها الطبيب شمعون مع دليلة للإيقاع
بالزيبق والقضاء عليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق