الفصل السادس: بني صهيون
أولا: صفات اليهود في القرآن
الكريم والسنة النبوية المطهرة.
(21) نبذهم لكتاب الله
تعالى وإتباعهم للسحر والشياطين :
من صفات اليهود التي ذكرها
الله سبحانه وتعالى عنهم في كتابه
الكريم ، استبدالهم الذي هو أدني بالذي هو خير ، وهذه الصفة من صفاتهم المشهورة
، ولا يقع فيها
إلا أصحاب القلوب المريضة ، والنفوس الخبيثة ، والعقول الطائشة ، فيبيع الغالي
النفيس ، بالتافه الرخيص ؟!
وفي ذلك يقول الله تعالى { وَلَمَّآ جَآءَهُمْ
رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ
أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ
كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} (1)البقرة : 102
أي : حين
جاء اليهود وأحبارهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوبا عندهم
في التوراة والإنجيل باسمه وصفته ، نبذوا ذلك وطرحوه وأعرضوا عنه !! كأنهم
لا يعلمون ما فيها ، وأقبلوا على السحر وتعلمه وإتباعه ، وما تختلقه
الشياطين وتكذبه على نبي الله سليمان عليه السلام ، حيث أخرجت الشياطين للناس
السحر ، وزعمت زورا وإفكا أن سليمان عليه السلام كان يستعمله
، وبه حصل له الملك العظيم ؟! وهم كذبة في ذلك ، فلم يكن يستعمله أبدا ، وكذلك
اتبع اليهود وعلمائهم
ما أنزل على الملكين هاروت وماروت ببابل من أرض العراق ، وكان قد أنزل عليهما
السحر امتحانا للناس ، واختبارا من الله لعباده،
الحدائق المعلقة بمدينة بابل القديمة التي نزل بها الملكان هاروت وماروت
ومن آيات القرآن الكريم التي تخلد
تلك القصة قوله تعالى:
- في سورة البقرة:{ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ
سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ
وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ
بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ
وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ
بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ
يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَٰـقٍ وَلَبِئْسَ مَا
شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ
يَعْلَمُونَ}(2)سورة
البقرة.102
يعنـي بقوله{واتّبَعُوا ما تَتْلُوا الشّياطِينُ } الفريق من أحبـار
الـيهود وعلـمائها الذين
وصفهم الله جل ثناؤه بأنهم نبذوا كتابه الذي أنزله علـى موسى وراء ظهورهم،
تـجاهلاً منهم وكفراً بـما هم به عالـمون، كأنهم لا يعلـمون. فأخبر عنهم أنهم
رفضوا كتابه الذي يعلـمون أنه منزل من عنده علـى نبـيه صلى الله عليه وسلم،
ونقضوا عهده الذي أخذه علـيهم فـي العمل بـما فـيه، وآثروا السحر الذي
تَلَتْه الشياطين فـي ملك سلـيـمان بن داود فـاتبعوه وذلك هو الـخسار
والضلال الـمبـين.
هذا ما تبقى من بابل فهل لا زال الملكين يتعذبان بين اطلال ذلك الخراب؟!.
عن السدي{واتّبَعُوا ما تَتْلُوا الشّياطِينُ علـى مُلْكِ
سُلَـيْـمَانَ } علـى عهد سلـيـمان.
قال: كانت الشياطين تصعد إلـى السماء، فتقعد منها مقاعد للسمع، فـيستـمعون من
كلام الـملائكة فـيـما يكون فـي الأرض من موت أو غيث أو أمر، فـيأتون الكهنة
فـيخبرونهم، فتـحدّث الكهنة الناس فـيجدونه كما قالوا.
الزهرة فاتنة الجمال تفتن الملكين هاروت وماروت
حتـى إذا أمنتهم الكهنة كذبوا لهم، فأدخـلوا فـيه غيره فزادوا مع كل
كلـمة سبعين
كلـمة. فـاكتتب الناس ذلك الـحديث فـي الكتب وفشا فـي بنـي إسرائيـل أن الـجنّ
تعلـم الغيب. فبعث سلـيـمان فـي الناس، فجمع تلك الكتب فجعلها فـي صندوق، ثم
دفنها تـحت كرسيه، ولـم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا
احترق، وقال: «لا أسمع أحداً يذكر أن الشياطين تعلـم الغيب إلا ضربت عنقه».
مملكة سليمان عليه السلام بعد وفاته.
فلـما مات سلـيـمان، وذهبت العلـماء الذين كانوا يعرفون أمر سلـيـمان،
وخـلف بعد ذلك خَـلْفٌ، تـمثل الشيطان فـي صورة إنسان، ثم أتـى نفراً من
بنـي إسرائيـل، فقال: هل أدلكم علـى كنز لا تأكلونه أبداً؟ قالوا: نعم. قال:
فـاحفروا تـحت الكرسي وذهب معهم فأراهم الـمكان. فقام ناحية،
فقالوا له: فـادْنُ قال: لا ولكنـي هاهنا فـي أيديكم، فإن لـم تـجدوه فـاقتلونـي.
هذه الصّورة تجسّد حال سليمان القلق بشأن الجنّ.
فحفروا فوجدوا تلك الكتب، فلـما أخرجوها قال الشيطان: إن سلـيـمان إنـما كان يضبط الإنس
والشياطين والطير بهذا السحر. ثم طار فذهب.
وفشا فـي الناس أن سلـيـمان كان ساحراً واتـخذت بنو إسرائيـل تلك الكتب. فلـما
جاءهم مـحمد صلى الله عليه وسلم خاصموه بها، فذلك حين يقول{ وَمَا كَفَرَ
سُلَـيْـمَانُ وَلَكِنَّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّـمُونَ النّاسَ
السِّحْرَ}عن الربـيع فـي قوله{ وَاتّبَعُوا ما تَتْلُوا الشّياطِينُ علـى مُلْكِ سُلَـيْـمَانَ } قالوا: إن الـيهود سألوا مـحمداً صلى الله عليه وسلم زماناً عن أمور من التوراة، لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله علـيه ما سألوه عنه فـيَخْصِمهم. فلـما رأوا ذلك قالوا:
هذا أعلـم بـما أنزل إلـينا
منا. وإنهم سألوه عن السحر
وخاصموه به، فأنزل الله جلّ وعزّ: { واتّبَعوا ما تَتْلُوا الشّياطِينُ
علـى مُلْكِ سُلَـيْـمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَـيْـمَانُ وَلَكِنَّ
الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّـمُونَ النّاسَ السِّحْرَ }. وإن الشياطين عمدوا
إلـى كتاب فكتبوا فـيه السحر والكهانة وما شاء الله من ذلك، فدفنوه تـحت
مـجلس سلـيـمان، وكان سلـيـمان لا يعلـم الغيب، فلـما فـارق سلـيـمان
الدنـيا استـخرجوا ذلك السحر، وخدعوا به الناس وقالوا: هذا علـم كان سلـيـمان
يكتـمه ويحسد الناس علـيه. فأخبرهم النبـيّ صلى الله عليه وسلم بهذا
الـحديث. فرجعوا من عنده، وقد حزنوا وأدحض الله حجتهم.
السبي البابلي لليهود.
عن ابن إسحاق، قال: عمدت الشياطين
حين عرفت موت سلـيـمان بن داود علـيه السلام، فكتبوا أصناف السحر: من كان يحبّ أن يبلغ كذا وكذا، فلـيفعل
كذا وكذا. حتـى إذا صنعوا أصناف السحر،
جعلوه فـي كتاب، ثم ختـموا علـيه بخاتـم علـى نقش خاتـم سلـيـمان، وكتبوا فـي
عنوانه:
«هذا ما كتب آصف بن برخيا الصدّيق للـملك سلـيـمان بن داود من ذخائر
كنوز العلـم». ثم دفنوه تـحت كرسيه، فـاستـخرجته بعد ذلك بقايا
بنـي إسرائيـل حين أحدثوا ما أحدثوا، فلـما عثروا علـيه قالوا: ما كان سلـيـمان
بن داود إلا بهذا.
الربي إيسرائيل أريل يضع (سحر التفلين) على جبهته.
فأفشوا السحر فـي الناس
وتعلـموه وعلـموه، فلـيس
فـي أحد أكثر منه فـي يهود. فلـما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فـيـما نزل
علـيه من الله سلـيـمان بن داود وعدّه فـيـمن عدّه من الـمرسلـين،
قال من كان بـالـمدينة من يهود: ألا تعجبون لـمـحمد صلى الله عليه وسلم يزعم
أن سلـيـمان بن داود كان نبـيّاً والله ما كان إلا ساحراً فأنزل الله فـي
ذلك من قولهم علـى مـحمد صلى الله عليه وسلم: { واتّبَعُوا ما تَتْلُوا
الشّياطِينُ علـى مُلْكِ سُلَـيْـمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَـيْـمَانَ
وَلَكِنَّ الشّياطِينَ كَفَرُوا } قال: كان حين ذهب ملك سلـيـمان
ارتدّ فِئَامٌ من الـجنّ والإنس واتبعوا الشهوات. (3)
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
اشتهر البابليون ببممارسة السحر وبخاصة الفلك والأبراج والتنجيم.
- ومن ذلك أيضا كثرة أسئلتهم
وجدالهم للنبي صلى الله عليه وسلم وتعنتهم في
ذلك ، بقصد إحراجه، ومن الأحاديث النبوية التي تؤكد ذلك:
- فقد جاء في الصحيحين : عن عبد الله بن
مسعود قال: " بينما أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكئ على
عسيب – أي جريدة نخل – إذ مر
اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح . فقال ما رأبكم إليه ؟ أي ما دعاكم إلى سؤال
تخشون سوء عقباه – وقال بعضهم : لا يستقبلكم بشيء تكرهونه , فقالوا : سلوه , فسألوه عن الروح ,
فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد
عليهم شيئا , فعلمت أنه يوحى إليه , فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال {وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ ٱلرُّوحِ
قُلِ ٱلرُّوحُ
مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ
إِلاَّ قَلِيلاً }
الإسراء : 85
صورة أرشيفية لدعم الحاخامات لضباط الجيش الإسرائيلي بالتفلين.
قال : وجئت أسألك عن
شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض ، إلا نبي أو رجل أو رجلان . قال : " ينفعك إن حدثتك " فقال اليهودي :
أسمع بأذني , ثم قال : جئت أسألك عن الولد ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا
فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله – أي كان الولد ذكرا – وإذا
علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله - أي كان الولد أنثى - فقال اليهودي : لقد صدقت وإنك لنبي , ثم
انصرف فذهب"
فظاهر الحديث
أن هذا اليهودي وهو صاحب علم بالتوراة كما يظهر من أسئلته ، لم يسلم ولم يستفد من
أسئلته شيئا ، بل لعله سأل وأكثر من السؤال والاستفصال من أجل زلزلة
الإيمان في قلوب المسلمين ، أو إظهار عجز النبي صلى الله عليه وسلم عن الجواب
، أو لبث الشكوك والشبهات حول دعوته ودينه ، والله تعالى أعلم
- عن
زيد ابن أرقم قال سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل يهودي
فاشتكى لذلك أياما. رواه النسائي وصححه الترمذي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق