الأربعاء، 22 أغسطس 2012

(6) قتلهم خيرة الناس من العلماء والدعاة إلى الحق أولا: صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. الفصل السادس: بني صهيون


الفصل السادس: بني صهيون
أولا: صفات اليهود في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
(6) قتلهم  خيرة الناس من العلماء والدعاة إلى الحق  
 القديس هوشع النبي أحد الاثني عشر نبيا من أنبياء بني إسرائيل
قال تعالى:
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِٱلْقِسْطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }(1) آل عمران: 21
القديس عوبيديا أحد أنبياء بني إسرائيل.
- عن أبي عبيدةَ بن الجرَّاحِ رضي الله عنه قالَ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أيُّ النَّاسِ أشَدُ عَذاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " رَجُلٌ قَتَلَ نَبيّاً أوْ رَجُلاً أمَرَ بالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ " ثُمَّ قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ؛ ثُمَّ قَالَ: " يَا أبَا عُبَيْدَةَ؛ قَتَلَتْ بَنُو إسْرَائِيْلَ ثَلاَثَةً وَأرْبَعِيْنَ نَبيّاً مِنْ أوَّلِ النَّهَار فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَامَ مِائَةُ رَجُلٍ وَاثْنَا عَشَرَ رَجُلاً مِنْ عُبَّادِ بَنِي إسرائيل؛ فَأَمَرُواْ بالْمَعْرُوفِ وَنَهَواْ عَنِ الْمُنْكَرِ فَقَتَلُوهُمْ جَمِيْعاً فِي آخِرِ النَّهَارِ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ " فَهُمُ الذينَ ذكرَهم اللهُ في كتابهِ وأنزلَ فيهم الآيةَ ".(2) التفسير الكبير للإمام الطبراني.
فهؤلاء هم أشد الناس جرما ، وأي جرم وذنب أعظم من الكفر بالله تعالى وآياته القاطعة ، الواضحة البينة ، ثم  قتل أنبيائه الكرام ، الذين حقهم أعظم الحقوق على العباد بعد حق الله سبحانه ، وقد أوجب عليهم طاعتهم ، ثم يقتلون أيضا الذين يأمرون بالقسط  ، أي بالعدل: ينصحون ويرشدون ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، وهذا العمل  من أعظم الإحسان للخلق ،  وهي وظيفة الأنبياء والرسل وأتباعهم ،فقابلوا هذا الإحسان شر مقابلة ،  فاستحقوا العذاب الأليم من رب العالمين بما كسبت أيديهم .
قال عيسى لليهود: أنتم تشهدون على أنفسكم أنكم قتلة الأنبياء.
- روي عن ٱبن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالقِسط من الناس، بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، بئس القوم قوم يمشي المؤمن بينهم بالتّقِيّة "(3) الجامع لأحكام القرآن: القرطبي.
- جاء في تفسير ابن كثير - رحمه الله -:  أن استكبارهم وعنادهم للحق ، هو الدافع لهم لقتل الدعاة إلى الحق من النبيين وأتباعهم ،  فقال في الآية:  هذا من ذم الله تعالى لأهل الكتاب ، بما ارتكبوه من المآثم والمحارم في تكذيبهم بآيات الله , قديماً وحديثاً , التي بلغتهم إياها الرسل استكباراً عليهم , وعنادا لهم وتعاظماً على الحق , واستنكافا عن إتباعه ، ومع هذا قتلوا من قتلوا من النبيين حين بلغوهم عن الله شرعه بغير سبب ولا جريمة منهم إليهم , إلا لكونهم  دعوهم إلى الحق { ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس } وهذا هو غاية الكبر , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الكبر بطر الحق وغمط الناس " , ولهذا لما أن تكبروا عن الحق واستكبروا على الخلققابلهم الله على ذلك بالذلة والصغار في الدنيا , والعذاب المهين في الآخرة ، فقال تعالى {فبشرهم بعذاب أليم } أي : موجع مهين (4) تفسير ابن كثير ( 1/ 251)
لكن الحق جل جلاله  ، ناصر دينه وكتابه ورسله وعباده الموحدين ،  كما قال سبحانه:{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } * { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ} (5) غافر : 51 - 52
وقال سبحانه { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ} (6) التوبة : 32- 33
ونور الله : هو دينه الذي أرسل به الرسل ، وأنزل به الكتب ، وسماه نورا
لأنه يستضاء به في ظلمات الجهل والشرك والشك والشبهات ، والأديان الباطلة .
ونحن نؤمن أن الله تعالى سيصدق في وعده - ولو اجتمع من بأقطارها على
إطفاء نوره-  كما صدق سبحانه في كل ما قال عنهم من صفاتهم في كتابه.
ثار اليهود على بولس في الهيكل في أورشليم.
- عن ابن عباس قال: بعث عيسى يحيـى بن زكريا في اثني عشر رجلاً من الحواريين يعلمون الناس، فكان ينهي عن نكاح بنت الأخ، وكان ملك له بنت أخ تعجبه، فأرادها، وجعل يقضي لها كل يوم حاجة، فقالت لها أمها: إذا سألك عن حاجة، فقولي حاجتي أن تقتل يحيـى بن زكريا، فقال: سلي غير هذا، فقالت: لا أسألك غير هذا، فلما أبت أمر به، فذبح في طست، فبدرت قطرة من دمه، فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر، فدلت عجوز عليه، فألقى في نفسه أن لا يزال يقتل حتى يسكن هذا الدم، فقتل في يوم واحد من ضرب واحد وسن واحد سبعين ألفاً فسكن.
 الملك نبوخذ نصر الآشوري.
 - أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، عن معقل بن أبي مسكين في الآية قال: كان الوحي يأتي بني إسرائيل، فيذكرون قومهم، ولم يكن يأتيهم كتاب، فيقوم رجال ممن اتبعهم، وصدقهم، فيذكرون قومهم، فيقتلون فهم الذين يأمرون بالقسط من الناس. وأخرج ابن جرير، عن قتادة، نحوه. وأخرج ابن عساكر، عن ابن عباس، قال: { الذين يأمرون بالقسط من الناس }: ولاة العدل.(7) فتح القدير للشوكاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق