السبت، 19 نوفمبر 2011

الفصل الأول:مصادر الفكر اليهودي(1)العهد القديم(د) مخطوطات البحر الميت

(د)مخطوطات البحر الميت:
تم العثور على هذه المخطوطات -الوثائق بين سنوات 1947 و 1956 م في المغارات الجبلية الواقعة غربي البحر الميت بمناطق قمران (غمران) ومربعات وخربة ميرد وعين جدي ومسادا وبحسب الفحص المجهرى عليها بالكربون 14، تبين أن كتابتها تعود إلى الفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد ومنتصف القرن الميلادي الأول، عثر عليها الفتى البدوي الفلسطيني محمد الديب، عندما كان يفتش عن إحدى الشياة الضائعة قبل عودته إلى نجع قبيلته التعامرة، الجائلة في المنطقة الممتدة بين بيت لحم والبحر الميت، كان الصبي يبحث عن عنزة فوق المرتفعات الصخرية فشاهد فتحة صغيرة مرتفعة في سفح جبل رماها بحجر أول وثان، وكان في كل مرة يصغي إلى ما ينبئ بعدم ارتطامها بالأرض بل بفخار.


(إحدى المغارات على الجهة الشرقية المطلة على البحر الميت)
وبحس مميز لدى البدوي، خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بأدوات مخبره المعرفي (آثار الأقدام، الطقس، الحجر، المعرفة بالطير والحيوان، الفراسة) تسلق محمد المرتفع حتى بلغ فوهة السطح واستطاع أن يشاهد بعينيه الثاقبتين في ظلام المغارة عدداً من الجرار الفخارية عاد إليها في اليوم التالي برفقة أحد الرعاة الذي ساعده على النزول إلى المغارة، واستطاع أن يتثبت مما بداخلها من جرار حاملة للفائف حاوية على سبع مخطوطات أخرجها وباعها لأحد تجار المقتنيات القديمة في بيت لحم آنذاك يعرف باسم كاندو..
  
(إحدى الجرار التي عثر عليها الراعي/محمد الديب بها لفائف توراتية مخطوطة)
وبعد أن تفرقت أجزاء بين مشترين عدة بدأ التنبه إلى قيمة تلك الوثائق، في أثناء تلك الفترة حدثت الحرب العربية الإسرائيلية ليتلوها إعلان الهدنة 1949، وأصبحت بعدها منطقة قمران تحت سيطرة الأردن، مما سمح للأردنيين بتنظيم عمليات تنقيب ثانية "بإشراف هاردنج البريطاني الذي يشغل مدير الآثار الأردنية والكاهن رولان دي فو مدير المعهد التوراتي الفرنسي بالقدس الشرقية" في مغار محمد الديب، إضافة إلى مسح المنطقة المجاورة مما ساعد على توضيح التواريخ.

وواصل البدو اكتشافهم للمغارات سنة 1952 وانتهى البحث عام 1956 م باكتشاف مجموعة من إحدى عشرة مغارات في منطقة قمران، كانت الأولى والرابعة والسادسة والحادية عشرة من نصيب قبيلة التعامرة، والسبع الباقية عثرت عليها وكالة الأبحاث الأردنية، وكانت حصيلة المكتشفات بضع عشر لفافة ومعها أكثر من ستمئة كتاب مجزأ تشكل ربع مكتشفات الأسفار القانونية: أسفار العهد القديم ينقصها سفر أستير والباقي شروحات وتعليقات ودراسات..
وتبين على إثر التحليل الأولي أنها مكتوبة بلغات عدة، منها العبرية القديمة والعبرية الحديثة بالنسبة لذلك العصر، واليونانية والآرامية والنبطية، وقد شكلت الحكومة الأردنية سنة 1953 لجنة عالمية متكونة من ثمانية باحثين (في فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة وألمانيا) لدراسة اللفائف ليس بينهم عربي واحد، وبنشوب حرب 1967 م سقطت الضفة الغربية في أيدي الإسرائيليين وكذلك متحف القدس الحاوي للمخطوطات، ولم تفلت من ذلك سوى مخطوطة نحاسية كانت في عمان وقتئذ، ولا يمكن القول إن جميع المخطوطات التي عثر عليها، برغم تقاسمها بين مؤسسات حكومية سلمت من أنواع الاحتيال والإخفاء كافة، فقد توزعت على السوق السوداء بين سماسرتها.
مما تقدم ندرك أن اليهود قوم قد غلب عليهم فساد طبائعهم، وفساد ضمائرهم، فضلا عن فساد عقولهم مما دفعهم إلى التلفيق والكذب على – الحق تبارك وتعالى – فماذا ننتظر من قوم كذبوا على
 الخالق سبحانه في علاه – بل وتطاولوا على الذات الإلهية قال تعالى على لسان اليهود [وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ] {المائدة:64}
 
فماذا ننتظر من هؤلاء الفاسدين المفسدين؟!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق